أدلي مرتكب مذبحة العمرانية أمس باعترافات مثيرة أمام النيابة العامة عن كيفية تخطيطه وتدبيره لجريمته البشعة التي راح ضحيتها رجلا أعمال بعد أن أطلق عليهما وابلا من الأعيرة النارية من بندقيته الآلية. و ذلك أثناء جلوسهما علي مقهمي فأرداهما قتيلين في الحال, وقرر أنه كان قد أعتزم أرتكاب الحادث في اليوم السابق عليه غير أن المجني عليهما لم يحضرا في الموعد المحدد بينهم للقاء, فأصر علي مقابلتهما في اليوم التالي ونفذ جريمته وعقب هروبه إلي محافظة أكتوبر لم يعثر علي مأوي له وتنقل بين المقاهي وأضطر للمبيت داخل أحد المساجد, وعندما شعر بأن لاسبيل للهروب من جريمته خاصة أنه تم تحديد شخصيته من قبل أجهزة الأمن بالجيزة. وكانت هناك جهود مكثفة للقبض عليه فقرر تسليم نفسه إلي قسم الشرطة, وقد أمر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بسرعة إنهاء التحقيقات في الحادث واستعجال التقارير الفنية فيه للطب الشرعي والمعمل الجنائي وارفاقها بملف القضية تمهيدا لإحالة المتهم إلي محاكمة عاجلة أمام محكمة جنايات الجيزة. وتم حبس المتهم علي ذمة التحقيقات بإشراف المستشار حمادة الصاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة بعد أن وجهت له النيابة تهم القتل العمد مع سبق الإصرار واحراز سلاح ناري وذخيرة مما لايجوز الترخيص له. ومن ناحية أخري أرشد المتهم عن مكان السلاح المستخدم في الجريمة وسيارته بالتحقيقات التي باشرها هشام حاتم مدير نيابة حوادث جنوبالجيزة وأحمد الركيب رئيس النيابة الكلية وتم ضبطهما. كانت أجهزة الأمن بالجيزة قد تلقت بلاغا بالحادث يوم الخميس الماضي وعلي الفور أمر اللواء محسن حفظي مساعد أول الوزير ومدير أمن الجيزة, بسرعة كشف ملابسات الحادث والقبض علي المتهم وقد تبين من التحريات بإشراف اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة أن المتهم علاء أحمد علي موظف بالمعاش49 سنة كان علي خلافات مع المجني عليهما عنتر إبراهيم علي64 سنة صاحب شركة بويات وأحمد السيد الزيني36 سنة صاحب شركة لتوريد الخضراوات منذ عدة أشهر بسبب رفضهما شراء منزله الذي يمتلكه بمنطقة العمرانية وكذلك اعتراضهما علي فتح باب خلفي له علي الشارع الذي يقطنان به واستمرت الخلافات بينهم دون الوصول إلي حل يرضيه, وأضافت تحريات العميدان فايز أباظة مدير مباحث الجيزة ومجدي عبد العال رئيس مباحث الجنوب أن المتهم حاول اقناع المجني عليهما بأن فتح هذا الباب سيزيد من ثمنه إذا ماحاولا بيعه فيما بعد غير أنهما تصديا له مما دفعه إلي اللجوء إلي الحي للحصول علي قرار رسمي ولكنه فشل في ذلك. وقبل الحادث بعشرة أيام نشبت مشاجرة عنيفة بينهم بالشارع قام علي أثرها المجني عليهما بضربه بالحذاء علي وجهه وسبه واهانته أمام الجميع مما أثار حفيظته ضدهما وقرر الانتقام لكرامته وبعد مرور عدة أيام أتصل بهما تليفونيا وأتفق معهما علي إنهاء الخلافات بينهم ومقابلتهما بشركتهما الخاصة, إلا أنه كان قد قرر الخلاص ومنهما وحمل بندقيته الآلي التي يمتلكها منذ14 سنة وتوجه إليهما في الموعد غير أنهما لم يحضرا. وأضاف المتهم أمام العقيدين محمد عبد التواب مفتش المباحث ومدحت فارس رئيس مباحث العمرانية أنه عاود الاتصال بهما واتفقوا علي اللقاء في اليوم التالي بكافتيريا فينسيا بالعمرانية وتوجه في الموعد مستقلا سيارته الملاكي وما إن وصل إليهما وتأكد من حضورهما فقام بايقاف سيارته بعرض الطريق حتي يحول دون مطاردة أحد له عقب جريمته. وترجل علي الأرض حاملا معه بندقيته ثم أطلق منها الأعيرة النارية علي المجني عليهما فسقطا قتيلين في الحال.