إن زيادة تناول البقول يمكن أن تكون هيالخطوة القادمة نحو تحقيق شروط الوجبة الأكثر صحة, هذا ما أعلنه أخيرا المعهد الأمريكي لبحوث الأورام. وجاء ذلك من دراستين جديدتين توصلت نتائجهما إليأن تناول البقول يمكن أن يخفض مخاطر تطور وتقدم أورام القولون والمستقيم والبنكرياس والثدي وكانت دراسات سابقة قد ربطت بين زيادة تناول البقول وخفض مخاطر أمراض القلب, والفول المدمس والعدس من البقول التيتحتويعلينوعية فريدة من مركبات الفايتو بها والألياف. وطبقا لما وافقت عليه الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء من التصريح بفائدة الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والمنخفضة فيالصوديوم فيتقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم فإن البقول بوفرة محتواها من البوتاسيوم قد يساعد تناولها عليخفض خطورة ارتفاع الضغط ويحتوينصف كوب من البقول المطبوخة عليحوالينصف جرام بوتاسيوم ولأن الفول المدمس غذاء يوميعليمائدة الأسرة المصرية, وخاصة فيشهر رمضان الكريم وتعد منه وجبات شهية مختلفة ولا ترجع أهميته الغذائية فقط إليكثرة تناوله اليوميبل إليالتداخلات الغذائية التيتحدث من طبق الفول المدمس وتؤثر بشدة عليمدياستفادة الجسم منه, فطبق متوسط من الفول المدمس حوالي100 جم يوفر للجسم نصف كمية الحديد التييحتاج إليها يوميا ومع وجود نسبة البروتين العالية فيالفول المدمس يصبح هذا الحديد سهل الامتصاص داخل الجسم ولكن الفول يحتويأيضا عليحمض الفيتيك الذييمكنه الارتباط مع هذا الحديد مكونا معه مركبات تجعل حديد الفول غير قابل للامتصاص فيالجسم ولمساعدة الجسم عليالتغلب عليهذه التداخلات الضارة من طبق الفول المدمس والتيتعوق امتصاصه للحد منه يمكن تناول الأغذية الغنية بفيتامين س مع طبق الفول المدمس وذلك فيصورة إضافة عصير الليمون والطماطم إليالفول أو تناول كوب عصير برتقال أو تناول أعواد الجرجير مع الفول, وفيتامين س الموجود فيهذه الأغذية سوف يتداخل إيجابيا مع الفول المدمس ويشجع الجسم عليامتصاص الحديد منه ونظرا لتميز البقول بقيمتها المغذية العالية وبتأثيراتها الصحية المفيدة ضد الكثير من الأمراض وفيمقدمتها الأورام وأمراض القلب وغيرها لم يكن غريبا أن تتواجد فيمجموعتين من المجموعات الست الرئيسية لأغذية الهرم الأمريكية, حيث وجدت مع اللحوم والبيض والدواجن والأسماك كغذاء غنيبالبروتين ووضعت أيضا مع الخضراوات الغنية بالفيتامينات وهكذا فإن احتواء البقول عليهذه الجرعة المزدوجة من القيمة الغذائية والفائدة الصحية يجعل تناولها ضرورة فيالوجبات اليومية وهو ما توصلت إليه جامعة ميتشجين عندما قامت بحصر أغذية الشفاء ذات الفوائد المؤكدة علاجيا وكان من بينها الفول والبقول التيأوصت بتناولها يوميا. وكما تذكر مجلة علم الغذاء والزراعة التيتصدرها جمعية الصناعة الكيمائية فيأمريكا فإن البقول مصدر مهم للمغذيات, لذلك تعتبر مكونا مفيدا فيجميع الوجبات لارتفاع محتواها من المغذيات, كما أشارت بحوث جامعتيشيكاجو وتوفتس إليأن بعض المكونات الأمينية لبروتين البقول وهيالتربتوفان والتيروزين وفينيل الانين تدخل فيتصنيع مواد كيميائية حيوية فيالجسم يطلق عليها الموصلات العصبية التيتساعد عليتحقيق التناسق التام ليكون الجسم فيأفضل حالة من الفكر والحماس والنشاط والمشاعر, وهيتأثيرات إيجابية مفيدة تصحح المعتقدات الخاطئة عن الفول المدمس وغيره من البقول وتوجد كميات جيدة من هذه المكونات الأمينية فيالكثير من البقول مثل الفول المدمس والطعمية والعدس المطبوخ والفاصوليا البيضاء المطبوخة وحمص الشام المطبوخ والترمس المطبوخ, حيث يستخدم الجسم تربتوفان هذه البقول فيتصنيع موصل السعادة سيروتنين الذييسهم فيتحقيق الحالة المزاجية الجيدة, كما أن الميلاتونين العامل الطبيعيالمحفز عليالنوم وهو مكون اندول أمينيمثل السيروتين يتكون أيضا فيالجسم من المكون الغذائيتربتوفان أما المكون الغذائيتيروزين البقول فإن الجسم يستخدمه لإنتاج الموصلات العصبية دوبامين, ونورادرينالين وقد يعرف باسم نورايبينفرين المتحكمة فيحالات الإثارة والقلق, وحيث إن الجسم يمكنه تصنيع التيروزين من مكون البقول فينيل آلانين تزداد فائدة تناول البقول المؤثرة عليسعادة ونشاط الجسم وتزداد أهمية مكون البقول التيروفرين فيتدعيم قوة الأداء البدنيللجسم وتقليل سرعة الشعور بالتعب والإرهاق والإجهاد والتوتر وهو ما أكدته بعض الدراسات التجريبية الحديثة, وكما ذكر الدكتور صلاح أحمد حسن الأستاذ بكلية الطب جامعة أسيوط أن الدكتور طلعت الغنيميأستاذ الأمراض العصبية كان ينصح مرضيالشلل الرعاش مرض باركنسون بكثرة تناول ماء الفول المدمس لاحتوائه عليالتيروزين الذي يمكن أن يتكون أيضا داخل الجسم من مكون البقول الفينيل آلانين لتتكون مادة مهمة هيالدوباجين التيتفرز بشكل طبيعيفيالعقد القاعدية فيالمخ, ويؤدينقص الروباجين لحدوث مرض الشلل الرعاش الذييعتمد علاجه فيالمقام الأول عليإمداد الجسم عامة والمخ خاصة بهذه المادة التيتعمل كناقل كيميائيبين مراكز المخ المختلفة وأهمها العقد القاعدية ومراكز الإبصار والسمع والذاكرة ولها دور عال فيالوقاية من أمراض الشيخوخة مثل ضعف الأبصار وثقل السمع وأمراض خرف الشيخوخة وغيرها وهكذا يظهر خطأ الاعتقاد أن تناول الفول المدمس يؤديإليالبلادة ونقص التفكير فأحماضه الأمينية الثلاثة تربتوفان وتيروزين وفينيل آلانين توفر للجسم إمكانية تصنيعه للعديد من الموصلات والناقلات الكيميائية فيالجهاز العصبيومن المثير للانتباه كما ذكر الدكتور صلاح أحمد حسن فإن الإمام الشافعيمحمد بن إدريس بن العباس بن هاشم بن عبدالمطلب بن عبد مناف القرشيالهاشميكتب فيسير أعلام النبلاء أن الفول يزيد فيالدماغ والدماغ من العقل وهو بذلك يسبق الحقيقة العلمية التيلم تعرف إلا فيالقرن العشرين عن فائدة الفول والبقول للجسم عامة والمخ خاصة.