بعد أكثر من8 سنوات استغرقها تطوير وترميم متحف الفن الإسلامي وبتكلفة بلغت حوالي85 مليون جنية, ينتظر المتحف افتتاح الرئيس مبارك له. والذي يتوافق مع الإحتفال بمئوية إنشائه. وقد تضمنت عملية تطوير المتحف تهيئة قاعاته وفقا للتسلسل التاريخي, وعرض مقتنياته بطرق حديثة, وفق أحدث سيناريوهات العرض العالمية, وإعداد حديقة المتحف بالشكل الذي يتناسب مع تاريخه, فضلا عن تهيئة المنطقة المحيطة بحرم المتحف بما يتوافق مع تنشيط حملة علمية للتوعية بالآثار الإسلامية, كما سيتم تزويد المتحف بوسائل تأمين حديثة لحمايته من السرقة, وتأثير العوامل المناخية. ويقول وزير الثقافة فاروق حسني إن الاحتفال بمئوية المتحف الإسلامي وترميمه والاهتمام به يأتي لأهمية هذا المتحف الذي يعد أكبر المتاحف الإسلامية في العالم العربي كله. وأن هذا المتحف يضم عددا كبيرا من القطع الإسلامية التي تعبر عن فترات تاريخية إسلامية هامة في مصر,موضحا أن قطاع الآثار يمتلك حوالي100 ألف قطعة أثرية إسلامية وضع منها الكثير داخل هذا المتحف وباقي القطع موجودة بالمخازن لعرضها في متحف الحضارة الذي تشيده الوزارة حاليا. واستهدفت عملية التطوير الحفاظ علي المبني كقيمة تاريخية, إضافة إلي ما يضمه من كنوز أثرية, ومخطوطات علمية, وقطع أثرية, ولوحات تحكي التاريخ الإسلامي عبر الحقبه التاريخية المتفاوتة, وشهد المتحف أكبر عملية تطوير وترميم وإعادة عرض القطع الأثرية وفقا لسيناريو عرض عالمي استعين في تخطيطه بمؤسسة' الأغاخان', كما تتم عمليات الترميم بمساعدة خبراء من فرنسا متخصصين بترميم قطع الفسيفساء والنافورات الرخامية, وهي أكبر عملية تطوير يشهدها المتحف خلال مائة عام. وتشمل أعمال التطوير أيضا إنشاء مدرسة متحفية للأطفال, وأخري للكبار, وإنشاء مبني إداري بجوار المتحف علي قطعة أرض بمساحة270 مترا. يقسم المتحف الإسلامي تبعا للعصور والعناصر الفنية والطرز, من الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني, ويقسم إلي10 أقسام تبعا للعناصر الفنية وهي: المعادن والعملات والأخشاب والنسيج والسجاد والزجاج والزخرف والحلي والسلاح والأحجار والرخام. وبحسب المخططات الجديدة سيتم تقسيم العرض داخل المتحف إلي قسمين: الأول: يمثل الفن الإسلامي في مصر ويأخذ الجناح الشمالي. والثاني: سيخصص للتحف التي تمثل تاريخ الفن الإسلامي في الأناضول وأسبانيا والأندلس. وتبعا لأعمال التطوير فقد أنجزت قاعات لبيع الهدايا, وقاعة لكبار الزوار مصممة وفق طراز إسلامي. كما ستستخدم وسائل تكنولوجية حديثة في الحفاظ علي مقتنياته. ويوجد في متحف الفن الاسلامي من المعادن, مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان, ودينار من الذهب مؤرخ بعام77 هجرية; وترجع أهميته إلي كونه أقدم دينار إسلامي تم العثور عليه إلي الآن, بالإضافة إلي مجموعة متميزة من المكاحل والأختام والأوزان تمثل بداية العصر الإسلامي الأموي والعباسي ونياشين وأنواط وقلائد من العصر العثماني وأسرة محمد علي. كما يضم مجموعات قيمة من السجاجيد من الصوف والحرير ترجع إلي الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية في فترة القرون الوسطي الميلادية. وترجع أهمية هذا المتحف إلي كونه أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الإسلامية وما يعرف بالفن الإسلامي ككل. فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث أنواع الفنون المختلفة كالمعادن والأخشاب والنسيج وغيرها, أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وغيرها. جمعت النواة الأولي المكونة للمتحف الإسلامي عام1880 م في عهد الخديوي توفيق, وهي عبارة عن مجموعات صغيرة من الآثار الإسلامية, في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله, وفي عام1881 م صدر أمر بإنشاء مكان خاص بصحن جامع الحاكم لحفظ هذه الآثار, وقد كانت مقتنيات اللجنة عبارة عن هدايا ومجموعات أثرية كانت في حوزة بعض الباشوات والأمراء من هواة ومحبي الفنون الإسلامية. وقد زود المتحف, بعد ذلك, بعدد كبير من محتوياته عن طريق الهبات التي تبرع بها أبناء الأسرة العلوية مثل: الملك فؤاد الذي قدم مجموعة ثمينة من المنسوجات, والأختام, والأمير محمد علي, والأمير يوسف كمال, والأمير كمال الدين حسين, ويعقوب آرتين باشا, وعلي إبراهيم باشا الذين زودوا المتحف بمجموعات كاملة من السجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني. كما يضم المتحف مجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التي كانت تستخدم في العصور الإسلامية المزدهرة, بالإضافة إلي أساليب قياس المسافات كالذراع والقصبة, وأدوات قياس الزمن مثل الساعات الرملية, ومجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا, ومجموعة الخزف المصري والفخار من حفائر الفسطاط, والخزف ذي البريق المعدني الفاطمي, ومجموعة من أعظم ما أنتج الفنان المسلم من أخشاب من العصر الأموي. ويحتفظ متحف الفن الإسلامي بمجموعات متميزة من الخشب الأموي الذي زخرفه المصريون بطرق التطعيم والتلوين والزخرفة بأشرطة من الجلد والحفر, ومنها أفاريز خشبية من جامع عمرو بن العاص ترجع إلي عام212 ه. وبالمتحف أيضا مجموعة مهمة من الخشب الذي أنتج في العصر العباسي بمصر, خاصة في العصر الطولوني الذي يتميز بزخارفه التي تسمي' طراز سامراء' وهو الذي انتشر وتطور في العراق, فهو يستخدم الحفر المائل أو المشطوف لتنفيذ العناصر الزخرفية علي الخشب أو الجص وغيرهم. وتأتي أهمية التحف الخشبية التي يضمها المتحف لكونها تمثل تطور زخارف سامراء, وهي تحف نادرة, لم يعثر علي مثيلها في سامراء العراق نفسها. ومن أندر ما يضمه المتحف من التحف المعدنية ما يعرف بإبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين, ويمثل هذا الإبريق آخر ما وصل إليه فن صناعة الزخارف المعدنية في بداية العصر الإسلامي, وهو مصنوع من البرونز. كما يضم المتحف أقدم شاهد قبر مؤرخ بعام31 ه, ومن المخطوطات النادرة التي يضمها المتحف كتاب' فوائد الأعشاب' للغافقي, ومصحف نادر من العصر المملوكي, وآخر من العصر الأموي مكتوب علي' رق الغزال'. كما يضم مجموعات قيمة من السجاجيد التركية والإيرانية من الصوف والحرير ترجع إلي الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية في فترة القرون الوسطي الميلادية; وهي من صنع أصفهان وتبريز بإيران وأخري من صناعة آسيا الصغري.