حماية اللغة العربية والحفاظ عليها والتمسك بها ليست مسئولية وزارة أو مؤسسة أو هيئة أو مجمع لغوي أو نقابة بعينها ولكنها مسئولية كل هذه الجهات مجتمعة, ذلك أن حماية هذه اللغة حماية للهوية العربية ذاتها والتصدي لكل الانتهاكات والتعديات التي تتعرض لها بصفة دائمة علي مرأي ومسمع الجميع. بل ان إهمالها وتركها لهذه الانتهاكات فيه إهانة لهذه اللغة التي نزل بها القرآن الكريم ولكل العرب والمسلمين الذين يتحدثون بها في كافة الأقطار العربية والاسلامية.. أقول هذا بمناسبة المبادرة غير المسبوقة التي قامت نقابة الأطباء المصريين منذ أيام تحت عنوان المؤتمر الأول للرابطة العربية لتعريب العلوم الطبية وناقشت فيه بندا واحدا تصدر جدول أعمالها وهو تعريب كافة العلوم التي تقدم بتدريسها كليات الطب في مصر وكليات الطب الأخري في جميع البلدان العربية والاسلامية جنبا الي جنب مع اللغات الأجنبية المعمول بها في تدريس هذه العلوم حاليا, وتهدف النقابة والمؤتمر من هذا التوجه بها في تدريس هذه العلوم بحيث تقف في ندية كاملة مع اللغات الأجنبية, وتأتي أهمية هذه الخطوة البناءة لحماية لغتنا الجميلة والتمسك بها من وجهة نظرنا لبعض الجوانب الهامة الآتية: ان مناقشة هذه القضية جرت تحت رعاية جامعة الدول العربية وبحضور أمينها العام عمرو موسي وبرئاسة د. حمدي السيد نقيب الأطباء ومشاركة11 عميدا بكليات الطب من البلاد العربية ونخبة من كبار أساتذة الجامعات في أفرع الطب المختلفة ورئيس المكتب الاقليمي لشرق المتوسط بالتعاون مع مجمع اللغة العربية بالقاهرة والجمعية العربية لتعريب العلوم مما أعطي للمؤتمر أهمية خاصة كانت موضع تقدير واهتمام كبار العلماء والخبراء المهتمين باللغة العربية والغيورين عليها علي مستوي الوطن العربي. لم يكتف أعضاء المؤتمر باتفاقهم جميعا علي تعريبهم للعلوم الطبية والتمسك بهذا التعريب بل تعداها الي اتفاق عمداء كليات الطب العرب المشاركين علي أن يتم وضع أسئلة الامتحانات للطلاب في هذه الكليات باللغتين العربية والأجنبية مع السماح للطلاب بالاجابة علي أي من هاتين اللغتين, وهذه الخطوة في تصوري لا تقل في أهميتها عن عملية التعريب ذاتها وسيكون لها مردودها الايجابي في التمسك باللغة العربية والحفاظ عليها وحمايتها لدي أجيال الدارسين للطب في المرحلة المقبلة. لم يفعل القائمون علي المؤتمر تمسكهم وتبنيهم لقرار اتحاد الأطباء العرب بأن تكون لغة محاضراتهم أو مناقشاتهم وأبحاثهم التي يشاركون بها في المؤتمرات الطبية باللغة العربية أيضا مع الالتزام بمصطلحات المعجم الطبي الموحد, ولنا من أجل دعم رسالة المؤتمر بعض المقترحات الآتية: وزراء التعليم العالي والصحة ورؤساء الجامعات ونقباء الأطباء العرب مسئولون عن تعريب العلوم الطبية في كليات الطب العربية وهو مانتمني أن يتبناه نقيب الأطباء المصريين في المرحلة المقبلة بحكم علاقة الصداقة التي تربطه بهم. تفريغ كافة المناقشات التي دارت حول قضية التعريب وطبعها في كتب وارسالها الي عمداء كليات الطب ونقابات الأطباء في الدول العربية والاسلامية ليتعرفوا من خلالها علي وجهات نظر الأعضاء حول هذه القضية وماانتهت إليه آراء العلماء والخبراء بشأنها والعمل بها في كلياتهم. أن تأخذ كلية الطب جامعة القاهرة زمام المبادرة في تنفيذ كل قرارات وتوصيات المؤتمر حول تعريب العلوم الطبية باعتبارها صاحبة فكرة المؤتمر, وأقدم كلية طب في الوطن العربي انشئت عام1828 تحت اسم المدرسة الطبية ثم انتقلت الي قصر العيني1837, ثم انضمت الي جامعة القاهرة1858, علي أن يتم تنفيذ هذه القرارات والتوصيات في كافة كليات الطب في الوطن العربي في المستقبل القريب. ملحوظة سنواصل دائما دعمنا لقضية اللغة العربية والحفاظ عليها والتصدي لكافة التعديات التي تتعرض لها تباعا وكان آخر مقال كتبناه في هذا المكان حول هذه القضية تحت عنوان حماية اللغة العربية مسئولية الجميع
