عقدت في مقر القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا امس القمة الثلاثية بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان, والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز, والرئيس السوري بشار الاسد. اللذين وصلا معا في وقت سابق أمس إلي بيروت علي متن طائرة سعودية من العاصمة السورية دمشق. وشارك في جولة المباحثات رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري والوفدان المرافقان للعاهل السعودي والرئيس السوري. وقد اقام الرئيس سليمان مأدبة غداء تكريما للضيفين العربيين اعضاء الوفدين السعودي والسوري وكبار القادة في لبنان وغاب عن المأدبة كل من الرئيس الاسبق امين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورؤساء الطوائف الدينية. وصرح طارق متري وزير الاعلام اللبناني بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد رسالة تأكيد علي تمسك العرب بالاستقرار في لبنان. وقال متري في تصريح خاص لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي امس ان هذه الزيارة رسالة من العرب إلي الشعب اللبناني تعبر عن مدي القلق العربي علي الاوضاع في لبنان, وعن رغبة العرب في تحقيق الأمن والاستقرار, وعدم استمرار حالة الانقسام التي يعاني منها الوضع السياسي في لبنان. وتجدر الاشارة إلي أن زيارة الرئيس السوري هي الزيارة الأولي له إلي لبنان منذ اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق قبل خمسة اعوام, كما انها الزيارة الرسمية الأولي لملك سعودي إلي لبنان منذ أكثر من60 عاما. واكتسبت زيارة العاهل السعودي والرئيس السوري إلي بيروت اهمية خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان نظرا للتوتر الذي احدثه موضوع المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري بعدما تردد ان هناك اتجاها لاتهام عناصر غير منضبطة من حزب الله وهو الأمر الذي يرفضه الحزب بشكل قاطع. وتأتي هذه الزيارة بعد ان ادي التقارب السعودي السوري إلي حل الكثير من المشاكل داخل الساحة اللبنانية, عقب التوتر الذي ساد بعد اغتيال الحريري عام2005 وتفاقم بين الجانبين بعد عدوان إسرائيل وشنها حرب يوليو من العام2006 حيث تعد هذه الزيارة الأولي للعاهل السعودي إلي لبنان منذ تسلمه السلطة في المملكة العربية السعودية, فيما يزورها الاسد بعد ثماني سنوات. وكان الرئيس السوري بشار الاسد والملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز قد أكدا حرصهما علي دعم استقرار ووحدة لبنان, ودعم مسيرة التوافق التي شهدها منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. واجري الجانبان السعودي والسوري امس الأول محادثات في العاصمة السورية اتفقا خلالها علي دعم كل ما يسهم في تثبيت استقرار لبنان ووحدته وتعزيز الثقة بين ابنائه. وقال بيان رئاسي سوري ان الزعيمين اكدا ان الوضع العربي الراهن والتحديات التي تواجه العرب ولاسيما في فلسطينالمحتلة, يتطلب من الجميع مضاعفة الجهود للارتقاء بالعلاقات العربية العربية والبحث عن آليات عمل تعزز التضامن وتدعم العمل العربي المشترك. وكان الأمين العام للحزب حسن نصر الله قال في الايام الأخيرة ان لديه معلومات تؤكد ان المحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال الحريري ستتهم اعضاء من حزب الله بالتورط في هذه القضية. ويخشي المراقبون ان يعيد مثل هذا الاتهام لبنان إلي جو التوتر السياسي والطائفي الذي كان سائدا قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها سعد نجل رفيق الحريري ويشارك فيها حزب الله.
