عزيزتي صاحبة رسالة النعمة: أحب أن أقول لك أنني, قد تأثرت كثيرا برسالتك فهي تعطينا فكرة عن كيفية تفكير بعض النساء اللاتي ينتمين إلي الطبقة الراقية في المجتمع, خاصة فيما يتعلق بالجانب الديني, وكيفية تربية الأبناء وهي مع الأسف نظرة تدعو للذهول من هول ما تصدمنا به. إسمحي لي أن أعطيك بعض التعليقات علي ما قلته وبعض الحلول علها تفيدك بإذن الله. أولا: يا عزيزتي أنت الآن في ال25 من عمرك أي إمرأة ناضجة لها شخصيتها المستقلة, وتستطيع أن تتخذ قراراتها بنفسها, وتكون مسئولة عن تبعات تلك القررات, علي الرغم من ذلك فأنت عزيزتي لا تحسين بذلك ولا تتصرفين علي هذا الأساس, ولذلك فمن حولك يشعرون بضعف شخصيتك وإحساسك بعدم اكتمال نضجك. أريدك أن تقفي علي قدميك وتنفضي غبار تجربتك الأسرية السيئة وتسقطيها من حساباتك. نحن لا نختار آباءنا عندما نولد ولكن الله يفعل ذلك لنا كنوع من الابتلاء. أنت ناضجة الآن وتستطيعين اتخاذ قرارات حاسمة ودقيقة. ثقي بالله أولا ونفسك وقدراتك ثانيا واعلمي أن هذه الثقة والتغيير الداخلي سيبث طاقة إيجابية من شأنها التأثير علي من حولك فيثقون بك وبقدراتك وصحة قراراتك. ثانيا: لكي تفعلي ذلك عزيزتي أنصحك أولا بتحديد أهدافك في الحياة علي كافة الأصعدة: الجانب الديني( أين أريد أن اصل بعلاقتي بربي؟) والجانب الإجتماعي( ما هي مواصفات زوج المستقبل؟ كيف أريد أن أطور علاقاتي بأهلي وأصدقائي ومعارفي؟ كيف سأربي أولادي) والجانب العملي( ما هو العمل الذي أحلم أن أقوم به؟) والجانب المادي( ما هي الإمكانيات المادية التي أريد أن أمتلكها؟). أكتبي جملة كإجابة لكل من هذه الأسئلة عن طريق الغوص داخل نفسك ومعرفة من تكونين حقا, وماذا تريدين أن تفعلي بحياتك. ثالثا: أريدك عزيزتي أن تعملي في مكان يشعرك بطعم الإنجاز والمساهمة في التطوير, وظيفة مرموقة تشعرك بالإعتزاز بنفسك وبقيمتك في المشاركة الفعلية في تطور بلدك. وإيجاد ذلك المكان ليس صعبا علي والدتك سيدة الأعمال وسط دائرة معارفها. رابعا: إذا لم تحبذي هذه الفكرة, تستطيعين أن تنشئي نواة لمشروع خيري مثمر يؤتي أكله وتشعري معه بلذة التقرب من الله بتخفيف آلام المحتاجين وهو الطعم الذي تتذوقين رشفة منه كلما ساهمت مع الجمعيات الخيرية التي تساهمين بها. يمكنك أيضا أن تقومي بدعوة صديقاتك للمشاركة معك فتحصلين أنت وإياهن علي الثواب العظيم, ويكون ذلك المشروع لك بمثابة الصدقة الجارية بعد أن يقضي الله أمرا كان مفعولا بإذن الله. خامسا: بالنسبة لموضوع الحجاب, للحقيقة للوهلة الأولي ذهلت لردة فعل أهلك عند تحجبك ولكني أدركت أنهم يعرفون أنك لست معتادة علي اتخاذ قراراتك بنفسك وبمفردك وكانوا يعلمون أنها مجرد نزوة منك( لأن تربيتك ليست دينية) وسترضخين مع أول ضغطة منهم( منعك من الخروج حتي تخلعيه). تخيلي معي عزيزتي لو أنك حددت أهدافك وبدأت في تنفيذها وتشعرين بالثقة بالنفس والإيمان القوي وإحساس الإنجاز, وفي غمار ذلك قررت أن تلبسي الحجاب, هل ستكون ردة الفعل كما هي من الأهل؟ بالتأكيد.. لا. كذلك لابد لك من التزود بالحجج والبراهين التي تستطيعين بها إقناعهم بالحجاب, وبأنه عرس للفتاة وليس فضيحة والعياذ بالله. ولتبدئي عزيزتي بالملابس المحتشمة الأنيقة( الطويل والواسع وأكمام طويلة ومغطي عند الرقبة) وبعدها تستطيعين أن ترتدي غطاء الرأس. فأنا مثلك من عائلة راقية جدا وخريجة الجامعة الأمريكية ومحجبة وكل ملابسي ماركات عالمية, وغاية في الإحتشام, وهذا لا يعيبني مطلقا, بل علي العكس أنا أقصد أن أكون مثلا لكي تحتذي بي البنات. فالأناقة منبعها شعور داخلي بالرضا عن النفس فيراك من حولك جميلة وأنيفة وليس بالملبس القصير أو المفتوح أو المكشوف. كذلك فإني أنصحك بمتابعة دروس دينية في التلفزيون أو النت أو المساجد لكي تزودك بالمعلومات السليمة عن الدين وتزيد من إيمانك وتقربك من الله, وتعطيك الطاقة الإيمانية والدفعة الروحية للتغيير للأفضل بإذن الله. سادسا: أما بالنسبة لموضوع الضابط الشاب فأنا أري عزيزتي أن تتركيه فورا لأنه مصدر لوسواس الشيطان لك( رغبة في الزواج منه ولن تحصلي عليه والممنوع مرغوب). لا تصدقي المقولة الغربية بأن هناك ما يسمي بالصداقة بين شاب وفتاة هذا ليس من شيمنا ولا ديننا ولا عاداتنا وتقاليدنا. لا تكوني مصدر تسلية له إذا كان يحبك حقا فليتركك. وأريدك عزيزتي أن تصدقيه فبيئتك غير بيئته تماما وهناك الكثير من الدرجات الإجتماعية التي تفصل بينكما ولن يستطيع بأي حال من الأحوال أن يصعد إلي درجتك وبالتأكيد لن تستطيعي الهبوط لدرجته مهما حاولت. الزواج عزيزتي ليس حبا فقط. الزواج أسر ولذلك علي المقدم عليه أن يتأني جيدا في الاختيار لأنه سيؤثر مع من سيتزوج. كذلك لابد أن تنظري لعائلته. سيكون لك أولاد منه هل تريدين أن تكون هذه هي عائلة أولادك؟ لا تنظري فقط إلي مدي ترابط أسرته وحبكما لبعضكما فهذا لا يكفي كقوام لحياة أسرية سليمة. أريدك أن تختاري شابا من طبقتك الاجتماعية والمادية وتختبري مدي رجولته وأخلاقه ودينه وتشاهدي أهله ومدي ترابطهم الأسري وذلك حتي تتجنبي الأخطاء التي وقع فيها أبواك وتستطيع إنجاب أطفال أصحاء نفسيا يضخون إلي المجتمع لينفعوه وينصروا دينهم. أما الحب فليس بالضرورة أن يأتي قبل الزواج كما يحاول بعض الآثمين أن ينشروا في مجتمع الشباب ليفسدوهم ويزرعوا الفتن بينهم فتكون منافذ للشياطين. سابعا: أما عن كيف ستجدين ذلك الرجل فهذا عزيزتي هو النصيب. لا تحاولي أن تبحثي عن الحب وتجعلي ذلك مدخلا للشيطان لك. انتظريه وسيأتيك بإذن الله كوني علي يقين من ذلك( من يتق الله يجعل له مخرجا). فقط ادعي الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يراعي الله فيك وفي أولاده ويعوضك بحبه وإحتوائه لك عما عانيته مع أهلك ويرزقك الذرية الصالحة ويقدرك علي حسن تربيتهم.