بدأت في العاصمة الأوغندية كمبالا أمس أعمال القمة الأفريقية العادية الخامسة عشرة بمشاركة30 رئيس دولة بالإضافة إلي رؤساء حكومات ووفود رسمية من23 دولة أخري,وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة. وبحضور الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس حسني مبارك, حيث ألقي كلمة مصر في المؤتمر. ودعا الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني, في كلمته في افتتاح القمة الإفريقية, القادة الأفارقة إلي العمل معا لمحاربة الإرهاب واستئصال الإرهابيين من القارة, وذلك بعد أكثر من أسبوعين علي الاعتداء المزدوج الذي قتل76 شخصا في كمبالا. وقال موسيفيني إن حكومته اعتقلت العديد من مدبري التفجيرات الإرهابية التي أعلنت حركة شباب المجاهدين الصومالية مسئوليتها عنها, مشيرا إلي أن التحقيقات كشفت عن معلومات جيدة عن الاعتداء. وقال موسيفيني دعونا الآن نعمل في تناغم ونستأصلهم من افريقيا, دعوهم يعودون إلي مناطق آسيا أو الشرق الأوسط التي جاء بعضهم منها. وقد سخر الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني من بطء عمليات تمويل المشروعات التنموية خاصة مشروعات البنية الاساسية من قبل المؤسسات الدولية وضرب موسيفيني مثلا علي ذلك بأنهم في اوغندا تفاوضوا لمدة خمسين عاما مع البنك الدولي لتمويل مشروع بناء سد واحد وقال موسيفيني في كلمته كيف يتسني لنا انجاز مشروعات البنية الاساسية من طرق وخطط سكك حديدية ومحطات كهرباء وهي من اهداف الالفية الانمائية, متسائلا بسخرية هل نتفاوض لمئات السنيين لاقامة مثل هذه المشروعات ؟ وفي بداية القمة, وقف القادة الأفارقة دقيقتي حداد علي أرواح ضحايا تفجيرات كمبالا. وقال رئيس مالاوي بينجو واموثاريكا, الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي, إن الاتحاد الأفريقي يقف معك أخي الرئيس موسيفيني, كما أدان بأقوي العبارات مدبري الاعتداء. وتركز القمة التي تعقد تحت شعار صحة الأم والرضيع والطفل والتنمية في افريقيا, علي الأمن والبنية التحتية والطاقة والأمن الغذائي, ومن المقرر أن تهيمن تفجيرات كمبالا علي مناقشات القمة التي تستمر ثلاثة أيام ووافقت الدول الافريقية أمس علي إدماج مبادرة التنمية في أفريقيا النيباد في منظمة الاتحاد الإفريقي لتصبح هي الذراع الإقتصادية وإطار العمل لتحقيق التنمية في القارة الأفريقية للإتحاد الأفريقي. وصرح السفير إبراهيم علي حسن الممثل الشخصي للرئيس مبارك في النيباد بأن هذه القمة اكتسبت أهمية كبيرة جدا باعتبار أن مسألة دمج النيباد جاءت بعد طول فترة إنتظار استمرت سبع سنوات. وقال حسن إننا نتحدث عن برنامج إفريقي إعتمده الرؤساء لتحقيق التنمية يبدأ الآن مع إنشاء وكالة جديدة وهي وكالة النيباد للتخطيط والتنسيق, حيث تم تعيين رئيس وزراء النيجر السابق كمدير تنفيذي لها, مشيرا إلي أن اختياره تم من خلال لجنة برئاسة مصر. وأوضح حسن أن أهم الموضوعات التي ناقشها القادة أمس الموضوع الأساسي الخاص بإدماج النيباد وتم الاتفاق علي تفعيل البرامج, كما تم الاتفاق علي تشكيل لجنة مصغرة تضم مصر وجنوب افريقيا والجزائر والسنغال ونيجيريا ورواندا وبنين للنظر في تولي الدول الأعضاء لمشروعات محددة خاصة في مجال البنية الأساسية. وأضاف أن المناقشات تطرقت لمجالات التنمية بشكل عام سواء في قطاع الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات وغيرها, مشيرا إلي أن وزير الخارجية احمد ابو الغيط أكد في مداخلته أن مصر يمكنها أن تعطي الكثير من خلال هذه اللجنة بحكم ما تشهده من طفرة في مجال البنية الاساسية والاستفاده منها بشكل كبير. وبدأ القادة مناقشة تعزيز قوات حفظ السلام الإفريقية المنتشرة في الصومال( أميصوم) والحصول علي تفويض لسحق المتمردين الإسلاميين هناك. وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج قد أعلن خلال مؤتمر صحفي في كمبالا أن الاتحاد يتحرك سريعا لزيادة قواته الحالية في الصومال البالغ قوامها أكثر من ستة آلاف فرد من الأوغنديين والبورونديين إلي ثمانية آلاف, وأن الاتجاه الحالي قد يزيد عدد القوات إلي أكثر من10 آلاف. وستناقش القمة مستقبل السودان الذي سيجري فيه استفتاء في يناير المقبل حول استقلال الجنوب وأكدت مصادر في الاتحاد الأفريقي أن الرئيس السوداني عمر البشير لم يحضر إلي القمة, إذ تخضع تحركاته لإجراءات أمنية مشددة منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقاله لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في إقليم دارفور. وكان مشروع قرار للقمة, حصلت رويترز علي نسخة منه قد أكد أن الاتحاد الأفريقي سينصح الدول الأعضاء بعدم اعتقال البشير علي خلفية أمر المحكمة الجنائية. من جانبه, بعث رئيس مجلس الدولة الصيني وين جيا باو برسالة تهنئة أمس إلي الزعماء الأفارقة, متمنيا نجاحا متوجا للقمة. وأشاد وين بالدور المهم والمحوري للاتحاد الأفريقي في تعزيز السلام والاستقرار ودفع مسيرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا, معربا عن أمله في أن يحرز الاتحاد الافريقي إنجازات راسخة في قيادة الدول الأفريقية إلي إحياء نهضتها وتعهد وين أن تواصل الصين دعم جهود أصدقائها الأفارقة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية, وكذلك البناء التنظيمي للاتحاد وعملية تكامل القارة. كما ألقي الأمين العام لجامعة لجامعة الدول العربية عمرو موسي كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة تناول فيها رؤية الجامعة لمسار التعاون العربي الإفريقي وآفاقه المستقبلية في ضوء التحضيرات الجارية حاليا لعقد القمة العربية الأفريقية الثانية في أكتوبر المقبل بمدينة سرت الليبية. وكان الاتحاد الافريقي قد أكد أنه يتعين علي افريقيا أن تتحول أكثر فأكثر إلي الصين كشريك للتنمية لأن الشروط والقيود غالبا ما تعطل تدفق الاموال من الدول الغربية والبنك الدولي.