وفد الكنيسة الكاثوليكية بشرم الشيخ يقدم التهنئة بعيد الأضحى المبارك    فى يوم العيد    قبل احتفالات عيد الأضحى.. احذر من عقوبات التنمر والتحرش والتعدي على الغير    خلال وقفة عيد الأضحى.. الزراعة تتابع برامج تربية التقاوي وتفحص عينات التصدير    أبرز تصريحات وزير المالية على قانون الاعتماد الإضافي للموازنة الجارية    «الرصيف العائم» ينفصل عن الشاطئ للمرة الثانية!    تقارير: مقتل جنود إسرائيليين حرقًا.. وأكثر من 10 آلاف يعانون «اضطرابات عقلية»    يورو 2024| تشكيل إسبانيا للقاء كرواتيا ..لامين يامال وموراتا في الهجوم    بالأسماء| 120 مركز شباب بالقليوبية لاستقبال صلاة عيد الأضحى    الإسماعيلى متحفز لإنبى    نجاح النفرة إلى «مزدلفة» وضيوف الرحمن يستقرون اليوم فى مشعر «منى»    أمام الكعبة.. إلهام شاهين تهنئ محبيها بعيد الأضحى | صورة    بعد تريند «تتحبي».. تامر حسين يكشف تفاصيل تعاونه مع عمرو دياب للأغنية 69    محمد رمضان يشوق محبيه بطرح «مفيش كده» خلال ساعات | صور    حكمها ووقتها.. كل ما تريد معرفته عن تكبيرات عيد الأضحى    ماهر المعيقلي خلال خطبة عرفة: أهل فلسطين في "أذى عدو سفك الدماء ومنع احتياجاتهم"    إحالة مديري وحدتي الرعاية الأساسية بالميدان والريسة ب العريش للتحقيق بسبب الغياب    لا تتناول الفتة والرقاق معًا في أول يوم العيد.. ماذا يحدث للجسم؟    خطبة وقفة عرفات الكبرى: الشيخ ماهر المعيقلي يخاطب أكثر من مليوني حاج    "أبو عبيدة" يطلب من الحجاج الدعاء لفلسطين    محمد شريف يعلن تفاصيل فشل انتقاله ل الزمالك    «دعاء ذبح الأضحية».. «إِنَّ صلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ»    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحذر الحجاج من الوقوف في منطقة تقع على حدود جبل عرفات في السعودية ويشير إلى أنها "يفسد الحج".    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    نقل حفل كاظم الساهر من هرم سقارة ل القاهرة الجديدة.. لهذا السبب    الدفاع المدنى الفلسطينى: قطاع غزة يشهد إبادة جماعية وقتلا متعمدا للأطفال والنساء    ميسي يتصدر قائمة الأرجنتين النهائية لبطولة كوبا أمريكا 2024    وفاة حاج عراقي علي جبل عرفات بأزمة قلبية    أردوغان: النصر سيكون للشعب الفلسطيني رغم همجية إسرائيل ومؤيديها    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يوم السبت 15 يونيو 2024    وزير الصحة السعودى: انخفاض حالات الإجهاد الحرارى بين الحجاج    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأبراج في الأسبوع الثالث من يونيو 2024    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    الكشف على 900 حالة خلال قافلة نفذتها الصحة بمركز الفشن ببنى سويف    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الترجمة التخصصية باللغة اليابانية بآداب القاهرة    تعرف على المقصود برمي الجمرات.. والحكمة منها    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    جورج كلونى وجوليا روبرتس يشاركان فى فعالية لجمع التبرعات لحملة بايدن    عن عمر يناهز 26 عاما.. ناد إنجليزي يعلن وفاة حارس مرماه    أخبار الأهلي : هل فشلت صفقة تعاقد الأهلي مع زين الدين بلعيد؟ ..كواليس جديدة تعرف عليها    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    الغرف التجارية العربية: 3 تريليونات دولار مساهمة القطاع الخاص العربى فى الناتج الإجمالى    تخصيص 206 ساحات و8 آلاف مسجد لأداء صلاة عيد الأضحى بسوهاج    الصحة السعودية: لم نرصد أي حالات وبائية أو أمراض معدية بين الحجاج    تدعم إسرائيل والمثلية الجنسية.. تفاصيل حفل بلونديش بعد المطالبة بإلغائه    نزلا للاستحمام فغرقا سويًا.. مأساة طالبين في "نيل الصف"    ما أفضل وقت لاستجابة الدعاء في يوم عرفة؟.. «الإفتاء» تحددها    شروط تمويل المطاعم والكافيهات وعربات الطعام من البنك الأهلي.. اعرفها    ميناء شرق بورسعيد يستقبل سفنينة تعمل بالوقود الأخضر    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    وفد "العمل" يشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بجنيف    ننشر أماكن ساحات صلاة عيد الأضحى في السويس    يسع نصف مليون مصلٍ.. مسجد نمرة يكتسى باللون الأبيض فى المشهد الأعظم يوم عرفة    نشرة مرور "الفجر".. انتظام مروري بمحاور وميادين القاهرة والجيزة في وقفة عرفة    أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم 15 يونيو 2024    جدول مباريات الولايات المتحدة الأمريكية في دور المجموعات من بطولة كوبا أمريكا    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    دي لا فوينتي: الأمر يبدو أن من لا يفوز فهو فاشل.. وهذا هدفنا في يورو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بروكلين هايتس‏..‏ رواية ميرال الطحاوي الجديدة مؤرقة بالحنين
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 07 - 2010

بعد توقف طويل تعود الروائية ميرال الطحاوي الي الكتابة الابداعية برواية جديدة صدرت مؤخرا عن دار ميريت بعنوان بروكلين هايتس وكعادتها تفضل الطحاوي الدخول الي العوالم التي لا نتملك عنها المعرفة الكافية‏, الامر الذي يسمح بحالة من حالة التشويق السردي ويخلق في نفس الوقت استجابة قلقلة ناتجة عن غرابة الموضوع لكن الكاتبة في بروكلين هايتس تتناول موضوعا يصعب عزله عن أسئلة اللحظة الراهنة خاصة علاقة الغرب مع الشرق بعد أحداث‏11‏ سبتمبر‏2001‏ وموضوع الهوية القومية وأشكال التمييز التي يتعرض لها المهاجرون‏,‏ لكن السؤال الاهم من وجهة نظري والذي تطرحه الرواية بقوة يتعلق بقدرة المهاجرين علي الاندماج وليس العيش في جيتوهات معزولة‏,‏ ولمن يعرف ميرال فقد صنعت الكاتبة عالم روايتها الجديدة استثمارا لخبرة حياتها الجديدة في أمريكا حيث تعيش وتعمل منذ سنوات‏.‏
وتروي الرواية حياة هند في امريكا بعد ان جاءت ومعها ابنها الصغير بعد تجربة زواج فاشلة بسبب الخيانة دفعتها فيما يبدو لخوض تجربة الهجرة مدفوعة بالرغبة في تحققها كشاعرة لها ديوان وحيد ومن الغريب حقا ان الرواية علي امتداد صفحاتها‏235‏ لا تمنحنا اية معرفة بالتاريخ العاطفي لبطلتها ولا بالمبررات التي قادتها الي خوض تجربة الغربة الشائكة‏,‏ لكننا نكشف مع القراءة تفاصيل من حياتها وهي تعيش حالة مرت خلالها بما تسميه طريق طويل من عقاب الذات قادها لخيار العيش في مكان منحدر يلائم لحالتها النفسية فهي خائفة معظم الوقت تختار في سيرها طرقا آمنة تبحث عن الاماكن القديمة التي تثير الحنين علي الرغم من رغبتها في النسيان والحاجة الي جغرافيا بديلة وبيت تتأكد فيه وحدتها وبينما تعيش الام بوعيها خارج المكان يجد الطفل نفسه في قلبه كأنما ولد فيه‏.‏
وتسلط الراوية الضوء علي عالمين‏,‏ الاول هو عالم هند في امريكا‏,‏ والثاني هو عالمها الاول أو جغرافيتها القديمة حيث نشأت وسط أسرة عرفت تحولات كثيرة ليست بعيدة في مسارها البياني عما لحق بالمجتمع المصري من تحولات من السبعينيات‏,‏ و تجيء في ثنايا السرد بنعومة لتكشف عن عين مولعة بالتغيير الاجتماعي‏.‏
وفي كل الاحوال تبقي هند هي النقطة التي يلتقي لديها العالمان فهي بسردها عن العالم الجديد تسعي الي محو القديم الذي يتأكد ويفرض صورته في مرآتها الجديدة‏,‏ وفي حقيقة الامر يصعب القول بأن الرواية علي الرغم من تجاور حكايات المهاجرين فيها يصعب القول بأنها تنتمي الي روايات ما بعد الاستعمار‏,‏ فهي رواية توحي بالرغبة في التخلص من إرث الذاكرة‏,‏ غير انها في واقع الحال كتبت لتأكيد هذا الارث وليس بغرض تجاوزه أو حتي التحاور معه‏,‏ فالرواية تضع عالمين في المواجهة‏,‏ فهي لا تري في أمريكا أكثر مما تراه في قريتها الاولي‏,‏ ففي عالمها الجديد نري بورتريهات لشخوص من مجتمع المهاجرين العراقي عبد الكريم الكردي وايميليا الروسية وجوجو ونزهة وفاتيما ابناء الاحلام المجهضة الذين بدوا لي شخصيات باهتة مقارنة بغني شخصيات عالمها القروي القديم خاصة الاب الذي يملك في النص حضورا غريبا هو قرين لفكرة التسامح التي تختفي مع موته لتحل محلها صورة أخري لمجتمع مأزوم يلقي بثقله علي حالة البطلة التي تعيش حياتها الامريكية وهي تتعثر بتاريخها المثقل بحكايا وأحلام وكوابيس تحول دائما بينها وبين بدء حياة جديدة‏,‏ ففي اللحظات التي تجد الفرصة لمواعدة رجل تختار واحدا من اقباط المهجر سعيد المنغمس في مهامه التبشيرية لكن ذلك يشكل مناسبة لاستدعاء نموذج انجيل‏,‏ زميلتها في المدرسة الابتدائية التي تصلح حالة لتناول وضع الاقباط ومشكلاتهم تحت مجهر الرصد الروائي‏,‏ لكن الراوية تقوم بعملية استبدال تجعلها تعيش في عربتها احساسا مشابها لما عاشته انجيل في طفولته بين غالبية لم تكن تنظر اليها بالتسامح الملائم في مجتمع تقبل قبل اجيال ان يتزوج جدها من قبطية كانت تروي لها الحكايات التي تحاصرها بالكوابيس لعلها ذات الكوابيس التي لم ينجو منها المجتمع المصري بأكلمه‏.‏
النص اجمالا حافل بمقاطع جذابة للغاية منها علي سبيل المثال المقاطع التي ترصد رقصتها مع جارها الامريكي الذي يكبرها وتتأمل فيها الرواية المسافة الافتراضية بين الاثنين والدلالة الحضارية لتك المسافة ان جاز التعبير‏,‏ كذلك المقاطع التي تقيس تحولات حياتها من نظرته الي حبل الغسيل‏,‏ وهي مناطق مكتوبة بشاعرية موجعة ليست بعيدة عن الوجع الذي نحسه ونحن نقرأ أحلام بطلتنا المؤرقة ب لعبة النسيان‏.‏
‏*‏ سيد محمود حسن
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.