دعني أتفق معك أن هناك أهدافا أخري يسعي إليها صاحب رسالة المسخ من جراء نشر رسالته في بريدكم الموقر, وأنا أميل بشدة لاحتمال كونها رسالة مفبركة, وأن كاتبها قد يكون شابا مثاليا ينقم علي بعض الأوضاع الاجتماعية عندما يجد حوله اناسا يستحلون ارتكاب المعاصي, ويتباهون بذنوبهم, فقد أراد أن يعبر عن استنكاره للتغير السلبي الذي طرأ علي سلوكيات الناس, وعلي انحدار أخلاقياتهم, فهداه التفكير إلي الفضفضة علي الورق, في مسعي يراه محمودا لمساعدة شباب الأمة وفتياتها علي سلوك طريق الهداية, فأسهب في الحديث عن كل المعاصي التي ترتكب جهارا نهارا الواحدة تلو الأخري, ونسبها لنفسه إمعانا في تأكيد استفحالها في جنبات المجتمع, وعرض سبل التوبة والرجوع إلي الله لمن طوقت المعصية رقبته مستشهدا بتوبته هو نفسه, ورجوعه عنها. ومع فرضية مثالية صاحب الرواية, وسعيه لمحاربة المعصية بعد توبته, إلا إنه ارتكب برسالته هذه أكثر من معصية بسبب ما ورد فيها صدقا أو كذبا. وقد يكون صاحب هذه الرسالة من أصحاب الخيال الواسع, وذا موهبة فذة في نسج أحداث هذه الرواية ليرضي من ورائها رغبته وطموحه في تأليف القصص والروايات, فتغمره البهجة والسعادة عندما يحقق هدفه, وتري روايته النور بالنشر علي صفحات الجرائد. ومع ذلك دعونا ننس الهدف الذي يسعي إليه صاحب هذه الرواية, فالله أعلم بما في النفوس, وليكن لدينا نحن أهداف أسمي دعا إليها محرر البريد, يتمثل أولها في كيفية تطويع مضمون هذه الرسالة لتقديم يد المساعدة لمن يتعرضن للاغتصاب, فعلينا رفع الحرج عنهن, ودفعهن للكشف عن الجاني وعدم إخفاء الجريمة, ونسعي حثيثا لتقديمه للعدالة لينال عقابه, وأن نقدم لهن يد العون للعودة سريعا مرفوعات الرأس, عفيفات, شريفات لأحضان المجتمع. ويتمثل الهدف الثاني في كيفية تطويع مضمونها لدعوة الآباء والأمهات لكيلا يتهاون أحدهم في توجيه الأبناء, وحسن تربيتهم, والفصل بينهم في المضاجع. ولتكن نصيحتنا لمن يهم بارتكاب المعصية أن يتذكر الله وعقابه, فإن لم يرتدع فعليه أن يتذكر الأهل ولوعتهم, فإن لم يرتدع فعليه أن يتذكر السجن وغربته, فإن لم يردعه هذا وذاك فقل عليه السلام, لأن عقله أصبح مغيبا, وقد قال أحد الصالحين إن الله جعل الملائكة بعقل بلا شهوة, وجعل البهائم بشهوة بلا عقل, وجعل لبني آدم كليهما, فإن تغلب عقله علي شهوته فهو خير من الملائكة, وإن غلبت شهوته عقله فهو أشد شرا من البهائم. فؤاد علي الطير لواء مهندس [email protected]