برغم مظاهر تحسن العلاقات الروسية الأمريكية التى توجت أخيراً بزيارة الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف لواشنطن، أعلنت السلطات الأمريكية أمس عن اعتقال 10 أشخاص بتهمة التجسس لحساب روسيا. وذلك بعد أعوام طويلة من التحقيقات التى أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالية حول أفراد تلك الشبكة المكونة من 11 شخصاً والتى بدأت عملها في الولاياتالمتحدة منذ التسعينيات، ووفقاً للوثائق الأمريكية فإن مكتب التحقيقات الفيدرالية اعترض رسالة موجهة من الاستخبارات الروسية الي اثنين من المتهمين تقول ان مهمتنا هي البحث عن صناع القرار و توثيق العلاقات معهم و إرسال تقارير استخباراتية الي موسكو. وبحسب تلك الرسالة فقد طلب من المتهمين جمع معلومات حول الاسلحة النووية الأمريكية ومواقع التحكم بالاسلحة والشائعات في البيت الابيض والتغييرات في قيادة وكالة الاستخبارات والامريكية والانتخابات و الكونجرس و الاحزاب الامريكية. و ذكرت وكالات الانباء أن مكتب التحقيقات الفيدرالية كان يقوم علي مدي اكثر من10 سنوات بعمليات مراقبة الكترونية للعديد من الرسائل بين الجواسيس و الاستخبارات الروسية والتي كان أغلبها يتركز حول قيام المجموعة بمهمة طويلة المدي في الولاياتالمتحدة لصالح روسيا عن طريق اختراق الاوساط السياسية الامريكية. و مثل خمسة من المعتقلين امام محكمة فيدرالية بنيويورك ولكن لم توجه لهم اتهامات رسميا. وامر القاضي بإبقاء كل من المتهمين ريتشارد و سينتيا مورفي و خوان لازارو وفيكي بيلايز وانا شامبان في الحبس الاحتياطي و حدد27 يوليو المقبل موعدا لانعقاد اولي جلسات المحاكمة.اما بقية المعتقلين فمن المقرر ان يمثلوا امام محاكم في فيرجينيا وماساشوسيتس. ولم تحدد صحيفة الاتهام جنسيات المعتقلين إلا أن المتهمين يزعمون أنهم امريكيون وكنديون وروس ومن بيرو. و كان العشرة الأشخاص قد اعتقلوا في حملة مداهمات نفذتها الشرطة الامريكية في بوسطن ونيوجيرسي وفيرجينيا ونيويورك, في حين لايزال مشتبه اخر هاربا. واعلنت وزارة العدل الامريكية ان السلطات وجهت للمعتقلين تهمة التآمر لحساب دولة اجنبية وعقوبتها السجن5 سنوات في حال ادانتهم كما وجه ل9 منهم تهمة غسيل الاموال و عقوبتها20 عاما وفقا للقانون الامريكي. و ذكرت وكالة الانباء الفرنسية إنه علي الرغم من ان كل عناصر التشويق متوافرة بامتياز في هذة القضية من رسائل مشفرة و حبر خفي ومبالغ نقدية يسلمها مبعوثون روس ووجود تقنيات اتصال عالية استخدمها المتهمون للاتصال بقياداتهم في موسكو, إلا أن هؤلاء الجواسيس لم يتمكنوا فعليا في اتمام المهمة الموكله اليهم نظرا لضعف المعلومات التي حصلوا عليها. وفي رد فعل سريع من موسكو, اعلنت وزارة الخارجية الروسية انها تدرس المزاعم الامريكية عن كشف شبكة تجسس روسية تعمل في الولاياتالمتحدة وانها تجد تناقضا كبيرا في المعلومات المقدمة بهذا الشأن. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ايجور لايكن فرولوف: إننا ندرس المعلومات الأمريكية واننا نري بها العديد من التناقضات. و من جانبها, رفض جهاز الاستخبارات الروسية اس.اف. ار وكبير المتحدثين باسم رئيس الوزراء فلاديمير بوتن التعليق.وقال رئيس الاستخبارات الروسية سيراجي ايفانوف لا نعلق علي هذة المعلومات.