بعد أن كانت المصايف فرصة رائعة لإعادة المودة بين الزوجين بعد عام من المشاحنات والضغوط تحولت المصايف إلى مصدراً للمشاحنات وسبباً للضغوط، فما السبب فى ذلك؟ يرجع الدكتور أحمد خيري حافظ استاذ علم النفس بجامعة عين شمس السبب الي الانفعالات التي صارت الوسيلة الوحيدة للتنفيس عن الغضب, فقد أصبح معظم المصريين في حالة انفعال دائم ينتج عنها سلوكيات عدوانية نشاهدها كل يوم في المصيف والمتنزهات بين الأسر والشباب بل ونشاهدها في المنزل والشارع وفي كل مكان, وأن الضغوط الاقتصادية والاسرية لم تعد تحتمل ويتزايد يوما بعد يوم غياب البهجة من حياة المصريين, فقد ارتسمت الهموم علي الوجوه وغابت النكتة والدعابة والروح المرحة التي كانت الزاد الحقيقي للمصريين في أزماتهم, فلم تعد جلساتنا تبدأ بآخر نكتة سمعتها, إنما بآخر حادثة أو آخر جريمة قرأتها, وافتقاد البهجة يؤدي إلي مزيد من العزلة والانطواء والشعور بعدم الفاعلية, لذلك فإن المواطن عندما ينتقل من زحام القاهرة إلي المصيف, فإنه يحمل معه همومه, وانفعالاته ويستكملها في المصيف ويعود منه كأنه لم يذهب. وينصح د. أحمد خيري كل اسرة باعتبار بداية كل اجازة صيفية بوابة جديدة للحياة للحصول علي الراحة والسعادة, وأن يكون شعار المصيف هيا لنبتهج ودعا الاسرة المصرية إلي التعاون والترابط القديم في المصايف, الأب هو القائد, والأم الحنون, والأبناء الذين لايجدون سعادتهم إلا في ظل تجمعهم, فالسعادة الضائعة لن نجدها إلا في الترابط الاسري حتي لو كان في المصيف. عشة علي البحر!! ومن الضروري إعادة الصورة القديمة للأسرة المصرية في المصيف, والتي انطبعت في خيالنا علي مدي أعوام والتي كانت تخرج للشاطيء بجميع أفرادها كبارا وصغارا, الابناء يحملون الشماسي بأيديهم, والأب والأم يرعيان الصغار ويحملان الطعام, وكأنهم يقولون, نحن أسرة واحدة, نستمتع بتجمعنا, ولاشيء يفرق بيننا, وعلي الآباء دور كبير في تغيير الإيقاع الروتيني والبطء الممل في حياة اسرهم الاجتماعية واستبدالها بالمرح والحيوية, ونسيان المواقف والهموم والمواجع والأحزان, وعلي جميع أفراد الاسرة التحلي بالقناعة والبساطة في كل شيء. فالسعادة في المصيف ليست بما نملك إنما بما نقدر عليه, وليست منتجعات مارينا هي المثل والقدوة, إنما العشة في أي مكان علي البحر هي الجنة علي الأرض مادمنا مجتمعين, والمصيف أجمل مافيه أنه يجمع افراد الاسرة معا.