جراحات التجميل لم تعد مقصورة علي الأغنياء فقط. ولن تظل الساحة حكرا علي أصحاب الإعلانات الوهمية الذين يخدعون المواطنين بعمليات مقابل آلاف الجنيهات. هذه العمليات قد تهدد سلامة المرضي بسبب إجرائها في عيادات بئر السلم، لذا كان من الضروري دخول مستشفيات الدولة هذا المجال انطلاقا من أن التجميل أصبح له مفهوم جديد ولم يعد ترفا, وإنما التجميل هو تكميل وإصلاح.. وكانت البداية في أحد أكثر الأحياء فقرا وهو حي المطرية بافتتاح عيادة جديدة بمستشفي المطرية التعليمي وإقامة مؤتمر علمي يقدم للاطباء الجديد في عالم جراحات التجميل.. الاتجاه الجديد في مستشفياتنا الحكومية يلخصه الدكتور أشرف ذكري رئيس قسم التجميل ومقرر المؤتمر, موضحا أنه يعتمد علي أن جراحات التجميل مهمة ليس لتجميل المظهر فقط, وإنما لاهميتها للأداء الوظيفي العضوي لأجهزة الجسم والاتزان النفسي لمن يعانون من بعض المشكلات الجسمانية التي قد تؤثر علي تصرفاتهم السلوكية كما أن هذه الجراحات اصبحت ضرورة لعلاج الآثار التي تترتب علي الحوادث والحروق وكذلك بعد جراحات استئصال الأورام المختلفة مثل بناء الثدي بعد استئصاله.. لكن هل تتحمل الدولة تكلفة مثل هذه العمليات؟ يجيب الدكتور أشرف ذكري بالنفي قائلا إن هذه العمليات تجري بالقسم الجديد بالمستشفي بأسعار العلاج الاقتصادي الذي يقل عن العلاج بالخارج عدة مرات, كما يتم توجيه جزء من عائدات هذه العمليات لعلاج العديد من الحالات المرضية بباقي أقسام المستشفي مع ضمان اتمام العمليات بنجاح دون تعريض حياة المواطنين للخطر الذي يواجهونه في المراكز التجارية المنتشرة في السوق. وكيف يتم تأهيل الخبرآء للقيام بتلك العمليات؟ يرد قائلا إنه قد تم دعوة أطباء المستشفيات التعليمية ووزارة الصحة وأعضاء الجمعية المصرية لجراحي التجميل والإصلاح لحضور مؤتمر يقدم الجديد في هذه الجراحات من خلال إجراء جراحات حية أثناء المؤتمر وعلي مدي ثلاثة أيام تحت رعاية أمين عام هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية الدكتور مرتجي نجم, وكذلك مدير عام مستشفي المطرية التعليمي دكتور أسامة جميل لتقديم هذه البرامج تحت اشراف الخبير البريطاني دكتور أنتوني إريان رئيس الجمعية الأوروبية والعالمية لجراحات الجمال التي ركزت علي مستجدات هذه الجراحات التي كانت تنقل من غرف العمليات لقاعة المحاضرات بالمؤتمر. وماذا عن الهواجس التي تسيطر علي المرضي بسبب إجراء العمليات تحت تأثير المخدر العام والبنج الكلي؟ يرد دكتور أشرف بأن هذا الملتقي كشف عن نجاح الأخذ بالاتجاه العالمي لإجراء جراحات شد الوجه وتجميل وشد الجفون تحت مخدر موضعي ومهدئ عام لأول مرة علي أيدي فريق التخدير في مستشفي المطرية تحت قيادة الدكتورة مهجة راشد مما يتيح الفرصة لتجنب التخدير الكلي والتجاوب مع الجراح اثناء إجراء العملية, كما أمكن إجراء عمليات إزالة الدهون المسببة لانتفاخات الجفون السلفية للحالات من52 إلي40 سنة بجراحة تتم بفتحة صغيرة داخل الجفن السفلي تحت تأثير مخدر موضعي دون الحاجة لجرح خارجي بالجفن أو استئصال للجلد, كما كان يحدث سابقا, وذلك خلال10 دقائق فقط لكل جفن. ويضيف ايضا أن عمليات التجميل كشفت اساليب جديدة تعتمد علي الشفط الموضعي للدهون بالرقبة والنصف السفلي من الوجه مما يسهل عملية شد الجلد الزائد وتحديد الأبعاد الجمالية للوجه ومنطقة الذقن والرقبة, اضافة إلي التقنيات الحديثة ذات الكفاءة العالية لأجهزة تكبير الثدي وتكميله وايضا تقويم الحجم الكبير للثدي المسبب لآلام الظهر والرقبة. ويري الدكتور أشرف ان البداية كانت في المطرية ذلك الحي الشعبي لكن المؤكد أنها ستنتقل للاحياءالاخري.