في الذكري السنوية الأولي لانتخابات الرئاسة الإيرانية التي أجريت العام الماضي وماأعقبها من احتجاجات وأعمال عنف دموية, اتهم زعيم المعارضة الإيرانية مهدي كروبي المرشد الأعلي لإيران علي خامنئي بأنه هو الذي قرر نتيجة هذه الانتخابات. وقال كروبي, خلال مؤتمر صحفي لمراسلي المواقع الالكترونية التابعة للمعارضة, إنه لا تكون هناك نتيجة إذا لم يوافق عليها المرشد الأعلي, مشيرا إلي أن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث في أي جمهورية بالعالم. وأضاف الرئيس السابق للبرلمان أن المرشد الأعلي يعين بشكل مباشر أو غير مباشر جميع أعضاء مجلس صيانة الدستور ال21, وهو الهيئة المكلفة بالنظر في صلاحية الترشيحات للانتخابات وكذلك النظر في نتيجتها. وقال كروبي إن النظام الإيراني يجب أن يمضي منطقيا باتجاه صحافة حرة وانتخابات حرة واحترام حقوق الشعب, ولكن ما يجري هو عكس ذلك. ومن جانبه دعا مير حسين موسوي زعيم المعارضة الذي حل ثانيا في الانتخابات الماضية وشكك في نزاهتها, السلطات الإيرانية إلي ضمان الحرية في البلاد متهما قادة البلاد بسلب حرية الناس ورميهم في السجون وحظر وسائل الاعلام. وقال موسوي, خلال نفس المؤتمر الصحفي الذي حضره مع كروبي, إن الحكام الحاليين لإيران نأوا بأنفسهم عن أهداف ثورة الخميني التي قامت عام9791 والدستور ويعمدون حاليا إلي تكميم أفواه الناس وحظر وسائل الاعلام وتنظيم انتخابات كالتي شهدناها السنة الماضية وملء السجون بالمعارضين. وحث موسوي, الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء, أنصار المعارضة الإيرانية علي إبقاء تحركهم حيا لأن الحكام سيخافون من ذلك, علي حد تعبيره. وقال إن المظاهرات يجب ألا تكون الوسيلة الوحيدة للاحتجاج, وأن المعارضة يجب أن تعمم رسالتها عبر شبكات اجتماعية فعلية وافتراضية. وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة الجارديان أكدت زهراء راهنفرد زعيمة حركة الخضر الإيرانية أن المعارضة لم تهزم ولم تتحطم حتي بعد طلبها من مؤيديها وقف احتجاجاتهم ضد القمع الحكومي. وأضافت راههنفرد 46 عاما وهي زوجة موسوي والناشطة في حقوق المرأة أنها مستعدة لمواجهة المشنقة في نضالها من أجل الحرية, مشيرة إلي أن الحركة الإصلاحية التي يقودها زوجها ليست ثورة, ولكنها تطالب باحترام الدستور الإيراني. وعلي صعيد متصل, ذكر شهود عيان أن طهران وعددا من المدن الإيرانية الأخري شهدت حضورا أمنيا مكثفا قبيل الذكري الأولي لإعادة انتخاب نجاد, وسط توقعات بخروج عدد من الإيرانيين إلي الشوارع. وبالرغم من أنه لم تحدث مظاهرات في شوارع العاصمة الإيرانية أمس, فإن شهود العيان أكدوا أن متظاهرين كانوا يرددون الله اكبر من علي أسطح المنازل في عدة مناطق في طهران. واندلعت مظاهرات تطالب بالديمقراطية في إيران أمس في روما وطوكيو نظمها إيرانيون في الخارج ونشطاء من أجل الديمقراطية. ومن جهة أخري تواصلت ردود الفعل داخل إيران علي قرار العقوبات الذي صدر ضدها في مجلس الأمن الأسبوع الماضي, فقد أعلن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن بلاده ستعلن عن إنجاز جديد في برنامجها النووي خلال الشهور المقبلة فيما يتعلق بإنتاج الوقود من أجل مفاعل الأبحاث في طهران. كما حث صالحي الدول الكبري علي قبول اتفاق مبادلة الوقود النووي معتبرا اياه السبيل الوحيد لإخراج علاقاتها مع إيران من المستنقع علي حد تعبيره. ومن جانبه طالب نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشوري الإيراني إسماعيل كوثري بضرورة اتخاذ قرار فوري لخفض العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردا علي قرار العقوبات الأخير ضد إيران, في حين أبدي علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني دهشته حيال قرار مجلس الأمن الخاص بفرض حزمة عقوبات جديدة ضد إيران في الوقت الذي بدأت فيه إيران في اتخاذ إجراءات لبناء الثقة علي حد تعبيره. وفي فيينا دعا ميخائيل شبيندل إيجر وزير الخارجية النمساوي طهران إلي السعي لكسب ثقة الاسرة الدولية و اجراء التغيير المطلوب لازالة الشكوك حول نشاطها النووي.