أطلق اليمن حملة واسعة أمس ضد تنظيم القاعدة في حين أعادت السفارة الأمريكية في صنعاء فتح أبوابها بعد غارة أسفرت أمس الأول عن مقتل أثنين من متشددي التنظيم وأدت إلي تهدئة المخاوف الأمنية من احتمال التعرض لهجمات أرهابية وشيكة.وصرح مصدر أمني بأن اليمن أرسل آلافا من أفراد الأمن للمشاركة في حملة ضد تنظيم القاعدة في ثلاث محافظات, مشيرا إلي أن الحملة مستمرة في صنعاء العاصمة ومحافظتي شبوة ومأرب, فيما تلاحق السلطات مقاتلي القاعدة في محافظة أبين بالجنوب. وكشف المصدر عن أعتقال السلطات ل5 أفراد يشتبه في انتمائهم للتنظيم. وأعلنت السفارة الأمريكية في صنعاء عن فتح أبوابها مجددا أمس, بعد إغلاقها لمدة يومين بسبب تهديدات تنظيم القاعدة. وذكر بيان نشر علي الموقع الإلكتروني للسفارة أن عمليات مكافحة الإرهاب التي نفذتها القوات اليمنية أمس الأول شمال صنعاء, ساهمت في القرار الذي اتخذته السفارة بمعاودة نشاطها, إلا أن البيان أشار إلي أن مخاطر تنفيذ هجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية, تبقي مرتفعة لذا فإن السفارة تحض مواطنيها في اليمن علي توخي الحذر واتخاذ تدابير أمنية.وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد أعلنت أن وحدة لمكافحة الإرهاب اشتبكت أمس الأول مع أحد العناصر الإرهابية الخطيرة واسمه محمد أحمد الخنق في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء, مما أدي إلي مقتل اثنين من مرافقيه, يعتقد أنهما من تنظيم القاعدة, بينما أصيب اثنان آخران وألقي القبض عليهما, بينما فر المخنق, ومازالت عمليات البحث جارية عنه. يأتي ذلك في الوقت الذي مازالت فيه سفارتا بريطانيا وفرنسا مغلقتين أمام الجمهور حتي إشعار آخر, بينما صرح وزير الخارجية الإيطالية فرانكو فراتيني بأن بلاده تري أنه ينبغي اتخاذ قرار أوروبي موحد بهذا الشأن, لذا فإن السفارة الإيطالية في صنعاء لم تغلق أبوابها, ودعا فراتيني في تصريحات تليفزيونية أذيعت في روما إلي اجتماع تنسيقي وصفه بالضروري بعد غد بين نظرائه في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة المسألة. وقد شددت أجهزة الأمن اليمنية إجراءاتها لحماية السفارات الأجنبية وأماكن وجود الأجانب وإقامتهم, وذكرت وزارة الداخلية اليمنية في بيان لها أن طواقم الحماية الأمنية للسفارات جري إعدادها وتدريبها علي نحو ممتاز, وعلي مستوي عال من المهنية, وأن هذه الطواقم قادرة علي القيام بأعمال الحماية علي أكمل وجه.. ونفي مصدر أمني يمني مسئول صحة أنباء عن وجود ست سيارات مفخخة كانت تستهدف عددا من السفارات الأجنبية في صنعاء, موضحا أن ذلك كان السبب وراء قرار إغلاق بعض السفارات خلال اليومين الماضيين, وأكد المصدر أن هذه الأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام غير صحيحة. وفي نيويورك, أيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون لعقد اجتماع دولي حول اليمن ومكافحة الإرهاب في لندن يوم28 يناير الحالي, وهي الدعوة التي رحبت بها اليمن. وفي أنقرة, أكد وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو أن بلاده ستقوم بما يقع علي عاتقها بشأن الأحداث في اليمن لو تطلب الأمر ذلك, وقال إن اليمن يتمتع بموقع استراتيجي للغاية, وأنه نظرا لوجود بعد مذهبي للمواجهات, فإنها قد تميل نحو الانتشار. وأشار أوغلو إلي أن تركيا تتابع الأحداث في اليمن عن كثب, مشيرا إلي أن الرئيس عبدالله جول تبادل الرسائل مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.. وأضاف أنه لو دعت الضرورة فإن تركيا ستقوم بما يقع علي عاتقها بشأن السعي لخدمة أمن أشقائها في اليمن. وفي تطور آخر للحرب في اليمن, أعلن عبدالملك الحوثي زعيم التمرد بصعدة عن ثمانية مطالب رئيسية لإنهاء الحرب.. وجاء الإعلان عن ذلك في رسالة مطولة صادرة عن المكتب الرسمي الناطق باسمه, تضمنت مطالب قال إنها تكفل حلا جذريا للحرب, وهي: الإفراج عن المعتقلين, والكشف عن مصير المفقودين, والتعويض والإعمار, وعودة الموظفين والمدرسين المبعدين والمفصولين إلي أعمالهم, وصرف مستحقاتهم, وعدم عسكرة الحياة المدنية, وتحويل القري والمزارع إلي ثكنات عسكرية, وإيقاف الاستهداف الأمني والسياسي والعسكري والفكري. وتضمنت شروط الحوثي التعامل مع أبناء المحافظات الشمالية دون أي تمييز عنصري أو طائفي, وإيجاد تنمية حقيقية وتوفير خدمات أساسية دون أي تمييز, وعدم الاعتراض علي عمل الحوثيين الثقافي السلمي ضمن الحريات الفكرية العامة.