أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    تعرف على تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات بداية الأسبوع    الجيش الأمريكي "يشتبك" مع 5 مسيرات فوق البحر الأحمر    يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال نتنياهو؟    مواعيد مباريات اليوم لمجموعة الصعود ببطولة دوري المحترفين    طقس اليوم حار نهارا مائل للبرودة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 30    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    تكلف 3 ملايين دولار.. تفاصيل حفل زفاف الملياردير الهندي في الأهرامات    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    المندوه: كان يمكننا إضافة أكثر من 3 أهداف أمام دريمز.. ولماذا يتم انتقاد شيكابالا بإستمرار؟    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    انخفاض جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 في المصانع والأسواق    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    عيار 21 يتراجع الآن لأدنى مستوياته.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم في الصاغة    بعد وفاة والدتها.. رانيا فريد شوقي فى زيارة للسيدة نفسية    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    مجتمع رقمي شامل.. نواب الشعب يكشفون أهمية مركز الحوسبة السحابية    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    تحرك عاجل من الخطيب ضد السولية والشحات.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    أيمن يونس يشيد بتأهل الأهلي والزمالك.. ويحذر من صناع الفتن    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهاب:نمتلك الارادة للنهوض بحقوق الانسان

تنفرد الاهرام بإجراء حوار مع الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية ورئيس وفد مصر المسئول عن إعداد ملف مصر في مجال حقوق الانسان. الملف بمشاركة‏13‏ وزارة وهيئة حكومية ليشرح أهم تفاصيله قبل اعتماده غدا‏,‏ لتصبح مصر الدولة رقم‏129‏ علي مستوي العالم التي يتم اعتماد ملفها في حقوق الإنسان‏.وذلك قبل‏24‏ ساعة من اعتماد لأول مرة أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف التابع للأمم المتحدة.
وأكد الدكتور شهاب أن مصر سوف تقبل عددا من التوصيات ومقترحات الدول التي تدرسها بما يزيد عن المتوقع في بادرة إيجابية من جانبها‏,‏ وقال إنها لاتنظر إلي عملية المراجعة علي أنها مسألة محاسبة أو نقد لأوضاع حقوق الإنسان سواء من الدول أو المنظمات غير الحكومية‏,‏ بل وسيلة حوار وتواصل لتحسين أوجه القصور بها‏,‏ وأشار الي أن مصر لاتنكر أو تنفي وجود تحديات ومصاعب تواجهها في تطوير حقوق الإنسان ولكنها تعمل علي حلها‏.‏
وأوضح انه فور اعتماد ملف مصر سوف تبدأ عملية التنفيذ للتوصيات بصورة جادة من خلال إنشاء لجنة وطنية تضم المجلس القومي لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية لمتابعة تطبيق الحكومة لها‏,‏ وإعداد تقارير دورية عنها وقيام مجلس الوزراء بتكليف كل وزارة بتنفيذ التوصيات التي تقع في نطاقها وتقديم تقارير عنها بصفة ثابتة لمناقشتها داخل مجلس الوزراء‏.‏
وقال إن مصر تمتلك إرادة سياسية قوية للنهوض بمنظومة حقوق الإنسان‏,‏ وأن رؤية الحكومة تتفق مع رغبة مصر في تحسين مناخ وأوضاع الحقوق والحريات‏..‏ والي تفاصيل الحوار‏:‏
‏*‏ماذا تعني آلية المراجعة الدورية الشاملة التي ستقر الملف المصري‏..‏ وما مدي أهميتها؟
‏**‏تم استحداث آلية المراجعة الدورية الشاملة التابعة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان في مارس‏2006‏ وهو العام نفسه الذي أنشيء فيه المجلس ليحل محل لجنة حقوق الإنسان التي مضي علي إنشائها ستون عاما‏,‏ وجاء إنشاء هذا المجلس بمثابة أهم تعديل طرأ علي منظومة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في عقب قمة مراجعة الألفية عام‏2005,‏ ويعتبر المراقبون أن إنشاء آلية للمراجعة الدورية الشاملة لأوضاع حقوق الإنسان في جميع دول العالم من أبرز الخصائص المؤسسية الجديدة للمجلس‏,‏ وقد بدأت الآلية فعليا بالعمل في أبريل‏2008‏ حينما عقدت دورتها الأولي‏,‏ وقد خضعت حتي الآن‏128‏ دولة للمراجعة في إطار تلك الآلية وتلقت جميع الدول دون استثناء ملاحظات وانتقادات علي أدائها بشأن الحقوق المختلفة‏,‏ سواء المدنية والسياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية‏,‏ أو حقوق الأقليات أو العمال أو المهاجرين‏,‏ أو غيرها من مجالات حقوق الإنسان والحريات الأساسية‏.‏
‏*‏كيف يتم تحديد التزامات حقوق الإنسان للدول التي يتم مراجعة ملفاتها ومنها مصر وهل يمكن أن تتطرق عملية المراجعة لأمور لاتقع في نطاق التزامات الدولة؟
‏**‏يتم تحديد تلك الالتزامات بوضوح‏,‏ ويجري فقط تقييم مدي تطبيق الدولة لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان المتضمنة في ميثاق الأمم المتحدة‏,‏ والإعلان العالمي لحقوق الإنسان‏,‏ واتفاقيات حقوق الإنسان المنضمة إليها الدولة محل المراجعة‏,‏ والالتزامات والتعهدات الطوعية لكل دولة اي سياساتها الوطنية لحقوق الإنسان‏,‏ والقانون الدولي الإنساني في حالة انطباقه‏,‏ وتشكل هذه المصادر التزامات الدولة التي تتم علي أساسها مراجعة أوضاع حقوق الإنسان بها‏.‏
‏*‏ماهي طبيعة الوثائق التي تستند إليها المراجعة لمصر؟
‏**‏تعتمد عملية المراجعة علي ثلاث وثائق رئيسية‏,‏ أولا التقرير الوطني للدولة محل المراجعة‏,‏ وثانيا تقرير يقوم بإعداده مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة للمعلومات الواردة في تقارير لجان وآليات حقوق الإنسان بالأمم المتحدة‏,‏ وثالثا المعلومات المقدمة من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والتي يقوم مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بإعداد ملخص لها لعرضه امام ممثلي‏192‏ دولة‏.‏
رؤية الحكومة
‏*‏كيف يمكن وصف رؤية الحكومة المصرية لعمل آلية المراجعة الدورية بمجلس حقوق الإنسان بشكل عام؟
‏**‏مصر لاتنظر لعملية المراجعة الدورية ككل بوصفها عملية مساءلة او محاسبة تستلزم نفي او تفنيد الانتقادات‏,‏ بل تراها فرصة للتواصل والتحاور البناء الذي يستهدف تطوير منظومة حقوق الإنسان في مصر‏,‏ وهو ما أكده التقرير الوطني لمصر‏,‏ كما ان عملية الاستعداد للآلية أسهمت في تحديد العوائق والتحديات القائمة‏,‏ فضلا عن أنها ساعدت علي إبراز ماتم إنجازه بالفعل علي الصعيد الوطي في سبيل الارتقاء بأوضاع حقوق الانسان‏,‏ خاصة ان حماية وتعزيز حقوق الإنسان عملية مستمرة ولا تصل اي دولة فيها لمرحلة الكمال‏,‏ وإنما تعمل كل الدول وفقا لظروفها ودرجة تقدمها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وخصوصياتها‏,‏ علي تطوير أدائها في هذا المجال بشكل متصل ومستمر‏.‏
‏*‏ينتظر أن يشارك وفد حكومي رفيع المستوي في جلسة المجلس الدولي لحقوق الإنسان المخصصة لإعتماد نتيجة المراجعة الدورية لمصر في الحادي عشر من يونيو الحالي‏.‏ هل يمكن أن توضح للرأي العام ما الذي تختلف فيه تلك الجلسة عن جلسة فبراير الماضي التي عقدها المجلس لعرض ومناقشة التقرير المصري المقدم إلي آلية المراجعة الدورية؟
‏**‏جلسة مناقشة التقرير الأول لمصر في فبراير إهتمت بعرض التقرير الوطني‏,‏ وتضمن الإطارين المؤسسي لحماية وتعزيز حقوق الإنسان في مصر‏,‏ وأبرز الإنجازات في هذا المجال علي المستويين التنفيذي والتشريعي‏,‏ والتحديات ذات الصلة‏,‏ وكذلك الأولويات والمبادرات الوطنية الرئيسية التي تعتزم مصر تبنيها أو الإضاع بها للتغلب علي هذه التحديات من أجل تحسين حالة حقوق الإنسان علي أرض الواقع‏,‏ وقد شهدت الجلسة التي استمرت ثلاث ساعات حوارا تفاعليا شاركت فيه الدول الأعضاء والمراقبون‏,‏ حيث طرحت خلالها أسئلة واستفسارات محددة علي
كما تقدمت الدول بتوصيات محددة الي الحكومة المصرية‏.‏ قبلت منها مصر‏119‏ توصية‏,‏ وفقا لتظيم العمل بتلك الآلية فإنه يعقب تلك الجلسة بأشهر قليلة اعتماد نتيجة المراجعة في جلسة عامة للمجلس الدولي لحقوق الانسان ذاته‏.‏
رد نهائي عن التوصيات
‏*‏ ما هي الدول التي سيناقش المجلس الدولي لحقوق الإنسان اعتماد تقارير المراجعة الخاصة بها هذه المرة مع مصر؟
‏**‏ كافة الدول التي روجعت في إطار مجموعة العمل المعنية بالمراجعة الدورية الشاملة في فبراير الماضي سيتم بحث اعتماد تقاريرها خلال الفترة من‏9‏ إلي‏11‏ يونيو من دورة المجلس المنعقدة حاليا في جنيف‏.‏ وخلاف مصر سيتم بحث اعتماد تقارير كل من إيطاليا وانجولا ومدغشقر وايران والعراق وسلوفينيا وقطر والسلفادور وفيجي وسان مارينو والبوسنة والهرسك وجامبيا وبوليفيا ونيكاراجوا وجامبيما‏.‏
‏*‏ ما الذي ستشهده تحديدا جلسة اعتماد نتيجة المراجعة لمصر في‏11‏ يونيو الحالي وكيف ستجري مناقشات هذه الجلسة؟
‏**‏ سيتم خلال جلسة‏11‏ يونيو الاستماع إلي بيان مصر الذي سأقدمه كرئيس للوفد ويتضمن تعليقاتها عن سير الحوار التفاعلي خلال الجلسة الأولي التي تمت في فبراير الماضي وموقفها من التوصيات المقدمة إليها من الدول المختلفة خاصة أن مصر تقدمت منذ أيام برد مكتوب الي المجلس سيتم توزيعه علي كافة الوفود يتضمن موقفها إزاء التوصيات ال‏25‏ التي طلبت دراستها ولم نكن قد حددنا موقفنا منها‏,‏ سواء بالقبول أو بالرفض‏,‏ كما سيتم خلال الجلسة الاستماع إلي بيانات الدول الأعضاء والدول المراقبة وبيانات ممثلي المنظمات غير الحكومية والمجلس القومي لحقوق الإنسان‏,‏ وسيشارك المجلس بوفد موسع في أعمال تلك الجلسة برئاسة المستشار مقبل شاكر نائب رئيس المجلس‏,‏ كما سيشارك بالجلسة عدد من ممثلي المنظمات غير الحكومية المصرية والدولية‏.‏ خلال مدة الجلسة وهي ساعة سيتم تخصيص‏20‏ دقيقة منها للوفد الحكومي لتقديم ردود علي الأسئلة أو القضايا التي لم تتم تغطيتها علي نحو كاف من الحوار التفاعلي خلال الجلسة الأولي وتقديم الملاحظات الختامية حول مجمل عملية المراجهة وموقف مصر من التوصيات المقدمة إليها‏,‏ و‏20‏ دقيقة للدول الأعضاء والمراقبة بمجلس حقوق الإنسان بموجب دقيقتين لكل دولة‏,‏ و‏20‏ دقيقة لأصحاب المصلحة الآخرين بموجب دقيقتين لكل منظمة‏,‏ وذلك لإلقاء تعليقات عامة علي المراجعة‏.‏
مصر تمتلك إرادة سياسية
‏*‏ ما هو المنهج الذي استندت إليه الحكومة في تحديد موقفها من التوصيات المقدمة إليها من الدول المختلفة؟
‏**‏ التوصيات التي قبلتها مصر هي تلك التي تتسق مع إلتزاماتنا علي المستويين الوطني والدولي في مجال حقوق الإنسان‏,‏ وقد بلغت مجمل التوصيات التي تلقتها مصر‏165‏ توصية‏,‏ وقد قبلت مصر‏119‏ منها وهي نسبة تعد مرتفعة للغاية‏,‏ كما درست الموقف بالنسبة لعدد‏25‏ توصية سيتم الاعلان عن موقفنا منهم في جلسة الاعتماد يوم‏11‏ الجاري‏,‏ ورفضت مصر‏20‏ توصية وهو عدد قليل من التوصيات‏,‏ إما لأنها تخرج عن الالتزامات التي ارتضتها مصر في اطار القانون الدولي لحقوق الانسان أو لعدم دقتها وعدم استنادها إلي وقائع صحيحة‏.‏
‏*‏ س‏:‏ هل نستنتج من تلك النسبة المرتفعة لقبول التوصيات من قبل الحكومة المصرية أنها لا تنفي وجود بعض التحديات الماثلة أمامها في مجال احترام وتعزيز حقوق الإنسان؟
‏**‏ الحكومة المصرية تدرك تمام الإدراك أن توافر الإرادة السياسية لديها للنهوض بمنظومة حقوق الإنسان واتخاذ خطوات عملية سواء تشريعية أو مؤسسية أو تنفيذية لترجمتها إلي واقع ملموس لا ينفي بقاء العديد من التحديات التي لازال مطلوبا العمل علي مواجهتها‏.‏ ومما لا شك فيه أن تطوير منظومة حقوق الإنسان يبقي بطبيعته عملية تراكمية الأثر تظهر نتائجها بشكل متدرج مما يستلزم بذل المزيد من الجهد لمواجهة هذه التحديات‏.‏
‏*‏ س‏:‏ وما الشكل الذي ستأخذه نتيجة المراجعة في النهاية؟
‏**‏ تصدر في النهاية نتيجة المراجعة في صورة تقرير متضمنة ثلاثة أقسام رئيسية‏:‏ الأول تلخيص للحوار التفاعلي بين مصر والدول الأخري الأعضاء والمراقبين بالمجلس في إطار مجموعة العمل المعنية بالمراجعة الدورية الشاملة‏,‏ والثاني التوصيات المقدمة الي مصر مع التفرقة بين التوصيات التي حظيت بموافقة الحكومة وباقي التوصيات‏,‏ حيث إن الأخيرة بطبيعة الحال غير ملزمة‏,‏ والثالث التعهدات الطوعية للحكومة المصرية في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان ورد مصر الكتابي بشأن موقفها من التوصيات التي قدمت اليها‏.‏
لا مخاوف من النقد
‏*‏ هل يوجد تخوف لدي الوفد الحكومي من قيام المنظمات غير الحكومية خلال الجلسة بإثارة انتقادات ضد الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان؟
‏**‏ تتيح جلسة الاعتماد بالمجلس الدولي لحقوق الإنسان الفرصة للمنظمات غير الحكومية وللمجالس الوطنية لحقوق الإنسان الإدلاء ببيانات‏,‏ وهو أمر نراه ايجابيا ونحترمه تماما ولا توجد لدينا اي حساسية بشأنه‏,‏ حيث لدينا اقتناع بأن الهدف المشترك هو تطوير منظومة حقوق الإنسان في مصر‏.‏ وقد قامت الحكومة بالفعل بعقد لقاءات دورية منتظمة مع ممثلي المجتمع المدني لمناقشة القضايا التي تدخل في نطاق اهتمامهم‏,‏ وعقد بالفعل أكثر من لقاء مع ممثلي منظمات المجتمع المدني لمناقشة موقف الحكومة المصرية من التوصيات المقدمة إليها‏,‏ وذلك قبل تحدد موقف الحكومة منها‏.‏ وقد لاقي هذا الانفتاح تقدير ممثلي المجتمع المدني واتفقنا جميعا علي أن تكون مثل هذه المشاورات بصورة دورية في المرحلة المقبلة بما يبني علي قوة الدفع الإيجابية التي تحققت ويعزز الشراكة بين الطرفين في الفترة المقبلة‏.‏
‏*‏ اخيرا‏:‏ ما هي الخطوة القادمة بعد اعتماد تقرير مراجعة مصر من قبل المجلس الدولي لحقوق الإنسان؟
‏**‏ بعد انتهاء الاعتماد سنقوم من جانبنا كحكومة بالعمل علي تنفيذ التوصيات التي قبلتها مصر وذلك وفق خطة متكاملة ستعرض علي مجلس الوزراء لاعتمادها‏,‏ علي أن يتم التنفيذ بالتعاون الوثيق مع المجلس القومي لحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني‏.‏ وقد ساهمت تجربة الاعداد لعملية المراجعة الدورية علي الصعيد الوطني وعملية تحديد الموقف من التوصيات المقدمة إلينا من جانب الدول الأخري‏,‏ من حوار بناء وتشاور في إطار الاحترام المتبادل والتعاون بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني‏,‏ حيث كشفت عن توافق عام علي الهدف الأسمي المتمثل في تحقيق المزيد من الارتقاء لحالة حقوق الإنسان في مصر‏,‏ وهي بطبيعتها عملية متواصلة ومتصلة الحلقات‏,‏ وسنقوم بتنفيذ التوصيات التي قدمت إلينا والتعهدات الطوعية التي اعلنا عنها بكل جدية‏,‏ وسيتم تكليف كل جهة في الدولة مسئولة عن أي توصية بتقديم تقارير دورية لمجلس الوزراء حول موقف تنفيذها لما يخصها‏.‏ وكلي ثقة في أنه عندما يأتي دور مصر مرة أخري امام مجموعة العمل المعنية بالمراجعة الدورية بعد أربع سنوات من الآن اي عام‏2015,‏ سنكون قد حققنا ما تعهدنا به واضفنا المزيد من الانجازات لمنظومة حقوق الإنسان الوطنية‏,‏ والتي تمثل بلا شك جزءا مهما من آمالنا وطموحاتنا الوطنية للتطوير والاصلاح الشامل‏.‏
‏//////////////////////////‏
قبول 15‏ توصية جديدة
كم توصية قبلتها مصر من بين‏25‏ توصية قدمت إليها؟
مصر وافقت علي قبول‏15‏ توصية من هذه التوصيات وتتعلق بالحريات الدينية وحرية التعبير‏,‏ وسحبت عددا من تحفظاتها علي إتفاقية دولية‏,‏ وسوف تعلنه أمام‏192‏ دولة في جلسة يوم الجمعة‏,‏ هذا القبول كلي أو جزئي‏,‏ وأن القبول الجزئي يرجع إلي تضمن توصية شق نقبله وشق آخر لا نقبله‏,‏ أو لأن مصر تتفق مع مضمون التوصية مع عدم امكانية التقيد في ذات الوقت بقالب أو بشكل محدد لتنفيذها‏.‏
ما هي التوصيات العشر التي تم رفضها؟
أود أن أوضح أن التوصيات التي لم نقبلها ليست مرفوضة من حيث المبدأ وانما فرضت علينا الصيغة التي طرحت بها أن ينتهي الرأي إلي عدم قبولها‏,‏ ومنها مثلا توصية واحدة تدعو مصر إلي الإنضمام إلي‏5‏ اتفاقيات دولية في مجال حقوق الإنسان‏,‏ ولم يكن هناك مجال لقبولها باعتبار أن لكل اتفاقية أحكامها الخاصة التي تقدر الدولة في ضوءها الانضمام أو عدم الانضمام ولا يمكن أن يطلب من دولة في توصية واحدة الانضمام لكل الإتفاقيات مرة واحدة‏.‏
هل هناك توصية ذات حساسية رفضت؟
رفضت مصر توصية بسبب تضمينها ما يعتبر حكما سياسيا مسبقا علي الوضع العام في مصر‏,‏ وهو أمر مرفوض ولا يتفق مع طبيعة الحوار في آلية المراجعة الدولية أو المنهج المتفق عليه في تقديم التوصيات للدول داخل المجلس الدولي لحقوق الانسان ومصر حريصة علي قبول ما يتفق مع أوضاعها وظروفها وخصوصيتها باعتبارها دولة ذات سيادة وثقل إقليمي ودولي ومع تطوير حقوق الانسان بها‏.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.