سناء جميل إحدي المبدعات حقا رحلت بالجسد وبقيت إبداعاتها وستبقي أعمالها لتشكل مدرسة تستفيد منها كل الأجيال فمن ينسي دور نفسية في بداية ونهاية ودورها في الزوجة الثانية وكذلك دورها في فيلم المستحيل ودورها في فيلم فجر يوم جديد وتقديرا لدورها الرائد نتذكرها في ذكري رحيلها في2002/12/22 حيث مازالت أعمالها تعرض ومنها سواق الهانم بطولتها مع أحمد زكي اخراج حسن ابراهيم فحضورها مستمر فالابداع تبقي آثاره لذلك يعيش ابداع المبدعين ونتذكره. وسناء جميل في حضور دائم فقد استطاعت أن تترك بصمات قوية في الوعي ولا ننسي مدي اخلاصها لفنها منذ أن تركت بيت أسرتها في الصعيد وحضرت الي القاهرة فاعطتنا من روحها وعبقريتها الكثير ورغم قلة أعمالها السينمائية فإنها تتميز بنوع خاص من القدرة علي التعبير فقد اختارت أعمال كبيرة وحتي عندما صادفت أعمالا متوسطة كان حضورها يرفع هذه الأعمالا الي المستوي الممتاز. ولم تدخل هاوية بل درست ودخلت من باب العلم فقد درست اللغة العربية, كما درست علوما أخري غير الفن فقد ترجمت روايات موليير لذلك برعت في تجسيد شخصيات بنت البلد والفتاة الارستقراطية والرومانسية بسبب وعيها العلمي بمهنة التمثيل حيث حصلت علي شهادة المعهد العالي للفنون المسرحية عام1951 وطوال مشوارها لم نر لها دورا مكررا و نمطيا فقد كانت تخرج من شخصية لتعيش الشخصية الجديدة التي ستقدمها فمن ينس دورها في مسلسل الراية البيضاء فضة المعداوي ورغم اتجاهها للمسرح إلا أن السينما في حياتها كانت أساسية فرغم أن دورها كان صغيرا في فيلم فجر يوم جديد إلا أن دورها لم ينس وهي شيء نادر في حياتنا ورحلة صادقة عبر زمن صعب ومتغير لقد تعلمت في بيتها تقديس الفن واحترام الفنانين, لكن تفردها الحقيقي كان ينبغ من صدقها مع نفسها وحرارة إيمانها بما تفعله فقد كانت مدرسة مستقلة بذاتها في الأداء التمثيلي تتوغل في أعماق شخصياتها الدرامية وتبحث في أدق تفاصيلها وتذوب في أحساسيها ومشاعرها لتنفصل بشكل كامل عن شخصيتها الحقيقية ولعل هذا هو سر نجاح جميع أعمالها التي قدمتها سواء علي الشاشة الفضية أو السينما أو المسرح فهناك توافق بين قيمها الشخصية وبين الصورة التي صنعتها لنفسها عبر السنوات عند الناس وقد ولدت في26 ديسمبر1930 وقد اكتشفها المخرج أحمد كامل مرسي وقدمها في فيلم طيش الشباب1941, ثم فيلمها سلوا قلبي من اخراج عز الدين ذو الفقار1952, والأم القاتلة كدبة ابريل اسماعيل ياسين في متحف الشمع أهل الهوي سيدة القطار, وقد بلغ رصيدها السينمائي48 فيلما وفيلم عن القضية الفلسطينية, فداك يافلسطين انتاج منظمة فتح عام1930 وقد عاشت سناء جميل كإنسانة وكفنانة ولم تخسر نفسها أبدا.