وزير التعليم يبحث مع نظيره بالمملكة المتحدة آليات التعاون في مدارس (IPS)    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    «الخشت»: أحمد فتحي سرور ترك رصيدا علميا يبقى مرجعا ومرجعية للقانونيين    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    تراجع أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن الرئيسية    محافظ أسوان: توريد 225 ألفا و427 طن قمح محلي بنسبة 61.5% من المستهدف    اليوم.. وزير التنمية المحلية يفتتح عددا من المشروعات الخدمية بالغربية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    استقرار أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. البلدي ب 380 جنيهًا    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    عاجل| لابيد: ميليشيا يرعاها نظام نتنياهو هي من تهاجم شاحنات المساعدات لغزة    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    المصري يستعد لمواجهة فيوتشر بودية مع النصر القاهري    رئيس لجنة كرة القدم للساق الواحدة عن بطولة كأس أمم أفريقيا: المسئولية على عاتقنا    النصر السعودي يضغط لحسم صفقة صديق رونالدو    إصابة 10 أطفال إثر انقلاب سيارة بترعة في أبو حمص بالبحيرة    سقوط سيارة ميكروباص محملة ب26 عاملا في ترعة بمنشأة القناطر بالجيزة    بسبب لهو الأطفال.. أمن الجيزة يسيطر على مشاجرة خلفت 5 مصابين في الطالبية    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    تفاصيل الحالة المرورية في شوارع وميادين القاهرة الكبرى اليوم (فيديو)    وزيرة الثقافة تشهد احتفالية الأوبرا بالموسيقار الراحل عمار الشريعي    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    القاضي في محاكمة ترامب المتعلقة بالممثلة الإباحية يخلي القاعة من الصحافة وهيئة المحلفين    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    جهات لا ينطبق عليها قانون المنشآت الصحية الجديد، تعرف عليها    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    أمل دنقل.. شهيد الغرفة رقم 8    الجنايات تنظر محاكمة 12 متهما برشوة وزارة الري    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    مؤلف «السرب»: الإيرادات فاجأتني وتخوفت من توقيت طرح الفيلم (فيديو)    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



درويش‏:‏ أنشأت الشرطة النسائية التي رفضها الإخوان‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 06 - 2010

شأن معظم اترابه لا يتحدثون إلا إيجازا‏,‏ فطبيعة عملهم تفرض سياجا من الصمت لايتم اختراقه لاعتبارات عديدة ولكن بما أن الأنهار لاتعود إلي منابعها أبدا‏. لذلك يجري فيض الذكريات وخلاصة التجربة ليصل في النهاية لمعين الأحيال اللاحقة بالحوار‏,‏ فالأحداث التي لا تدون لا تصبح تاريخا‏...‏ اللواء عبد الكريم درويش من الشخصيات الأمنية البارزة التي تحمل تاريخا مهنيا واسهاما علميا امتد ما يقرب من خمسين عاما من الكدح والاستنفار الأمني والكفاح الوطني ولا تنتهي الدهشة من أبناء هذا الجيل العظيم الذين شاهدوا البدايات لمبة الجاز عسكري الدرك الهجانة الاحتلال الانجليزي لكنهم استطاعوا القفز فوق الصعاب والتعلم من الأجداد بل والأحفاد وتنمية قواهم الذاتية إلي أقصي مداها‏..‏ ارتبط اسم اللواء درويش بإعلاء العلم والعرفة وارساء قواعد العمل المؤسسي والأكاديمي في مجال يتطلع لاستتباب الأمن بصفة دائمة‏...‏ لذلك فالعلم لابد أن يسبق الجريمة ويتصدي لها قبل وقوعها ذلك هو التحدي المزمن الذي يواجه رجال الأمن‏...‏ أيقن د‏.‏لواء درويش ان الانضباط والعلم والإرادة والحاسة السادسة والحدس كلها خلطة سحرية شرقية تتسق مع طبيعة مجتمعاتنا‏,‏ فعبارة قلبي دليلي تمثل خلاصة الخلاصة لتجارب شاقة تشكل البصيرة التي لم يعدمها أبناء هذا الشعب بسطائه ومثقفيه اللواء درويش يتحدص بإمعان وتمحيص وتؤدة وكأن الكلمات تمر علي جهاز كشف الحقائق انه ليس اسلوبا للحديث فقط ولكنه اسلوب حياة متكامل‏..‏ انتهي حديثي معه وقد شعرت في النهاية انني تعلمت منه شيئا ويالها من فائدة لا تتكرر كثيرا في هذا الزمان ولنقرأ الحوار‏:‏
الإنتقال من الحياة المدنية إلي العسكرية أو البوليس حيث الضبط والربط من الأمور التي لا يستطيع الكثيرون تحمل تبعاتها فما الذي يدفع الإنسان باختياره للاستيقاظ علي بروجي علما بأن لحظات الاسترخاء في السرير بعد الاستيقاظ من أمتع اللحظات علي حد تعبير الأديب الفرنسي جيروم فلماذا اخترت الشرطة؟
كنا في عام‏1943‏ والحرب العالمية الثانية مازالت مشتعلة والمناخ العام ملبد بالغيوم وصفارات الإنذار والمخابئ وأزيز الطائرات في تلك الأجواء حصلت علي شهادة التوجيهية من الإسكندرية حيث كنت أعيش مع أخي الأكبر بالرغم من أنني أصلا من قرية البرامون بالدقهلية‏..‏ في تلك الآونة أعلنت كلية البوليس الملكية عن قبول دفعة جديدة من طلابها ووجدت في نفسي ميلا طبيعيا ورغبة في أن أكون ضابطا وهذا أمر هام للغاية فلابد أن تكون هناك رغبة حقيقية وسأوضح لماذا لكن من الأهمية أن أذكر أيضا أن العرف السائد آنذاك كان يرسخ لفكرة التنوع في التركيبة الاجتماعية للأسرة فيكون أحد أفرادها ضابطا والآخر طبيبا والثالث مهندسا ورابعا من ملاك الأراضي أو الأعيان ولم تكن أسرتنا خارج هذا النطاق فالوالد عمدة القرية ومن علماء الأزهر كنت الابن الأصغر لستة صبيان بالإضافة لأربع بنات كان للوالد مكانة دينية كعالم ازهري ودنيوية كعمدة وفي مجملها مكانة رفيعة كان يحظي بها العمد في معظم القري المصرية فلهم هيبة راسخة كثيرا ما استطاعت حل الخلافات بين المتشاجرين بعيدا عن نقطة البوليس فالقيم كانت أصيلة لم تتلوث بعد فالبيت الكبير كان كبيرا في كل شئ ثم التحقت بالمدرسة الابتدائية في البرامون وانتقلت إلي المنصورة وكان التعليم بها متعة من حيث النظافة والجدية وكان حامل الشهادة الابتدائية يجيد القراءة والكتابة والإنجليزية والفرنسية ويحفظ بعض دواوين الشعر ويحمل لقب‏(‏ أفندي‏)‏ عند تعيينه في إحدي الوظائف ثم انتقلت إلي مدرسة محمد علي الابتدائية بالسيدة زينب حيث كنت أقيم مع أخي الأكبر طاهر وكان مسئولا عني أنا وشقيقي حسن‏.‏ عقب حصولي علي التوجيهية كما ذكرت سلفا التحقت بالبوليس واجتزت كل الفحوص والاختبارات ودبرت التزكية المطلوبة من شخصية مرموقة وكانت ظروف الحرب مربكة لجميع العائلات والأسر العريقة بسبب انهيار أسعار القطن واضطرت والدتي إلي بيع فدان من إرثها لتدبير نفقات الكلية‏(‏ الملكية‏)‏ مازلت أتذكر أول يوم في الكلية وكيف استقبلنا طلاب الدفعات السابقة بالشخط والنطر أوامر ونواه شنطنا تلقي من الدور الثاني ونعود بها ثانية لتلقي من جديد‏..‏ تفتيش وفتح الحقائب لمراجعة اللوازم المطلوبة وكان من ضمنها علبة‏'‏ بودرة تلك‏'‏ وأفاجئ بالضباط يصيح قائلا‏:‏ ما هذا يا سعادة الطالب هل قيل لك أننا في مدرسة السنية للبنات ولم يكن هناك مجال للرد أو الاعتراض وهذا هو لب العسكرية‏.‏
اذكر أنني شاهدت المشير أبو غزالة رحمه الله في برنامج تليفزيوني كان يصف فيه شيئا من هذا القبيل وذكر أنهم كانوا يقولون لهم إن شارع سليمان باشا تم تسقيفه وكانوا يردون بالإيجاب دون اعتراض ولكن لماذا كل ذلك؟
اذكر أنا أيضا أن أحد الضباط كان يرسم لنا خطا بالطباشير علي الأرض ويأمرنا بالمرور من تحته وكان الهدف المباشر هو أحداث صدمة عنيفة يشعر بعدها الطالب أنه انتقل من الحياة المدنية الميسورة بكل عشوائيتها ورعونتها إلي الحياة العسكرية الصارمة التي قوامها الطاعة العمياء والضبط والربط والنظام عملا بالآية القائلة‏:‏ خذوه فغلوه أو كن فيكون فلو فتح المجال للجدل والمناقشة ستفقد تلك الهيئة أهم مقوماتها في الانضباط وصهر الطلاب وإعادة تشكيلهم‏,‏ ويبتسم اللواء‏/‏ عبد الكريم درويش ويستطرد قائلا‏:‏ بعض الطلاب يحولون أوراقهم من الكلية إذا كانت هذه التحديات أكبر من طاقتهم‏,‏ وأذكر أن اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية الأسبق اتصل بي ذات يوم وسألني ماذا فعلت بابنه حين كنت رئيسا لأكاديمية الشرطة لأنه فوجئ بأن ابنه اتنطر من كرسيه حين شاهده ولم يكن يفعل ذلك فضحكت وقلت له لقد تعلم فقط ماذا تعني رتبة لواء حتي لو كان والده‏!!.‏ وجدير بالذكر أن كلية البوليس تغير اسمها بعد الوحدة مع سوريا عام‏1958‏ لأنهم كانوا يطلقون عليها‏(‏ الشرطة‏)‏ فقمنا بتغيير المسمي مثلهم إمعانا في الإتحاد وظل الاسم بعد الانفصال وإلي الآن‏.‏
بدأت حياتك ضابطا في مركز منيا القمح بالشرقية عقب تخرجك عام‏1946‏ فكيف كانت أحوال الشرطة في العهد الملكي وما تقييمك لما قيل عن الملك فاروق بعد الثورة ومدي الغبن والمبالغة في تلك الأقاويل؟
كان يوم التخرج من أسعد أيامنا لأننا كنا نضمن فور تخرجنا الحصول علي مكانة اجتماعية رفيعة وثيقة الصلة بالسلطة‏,‏ وجاء تعييني في منيا القمح وعهد المأمور إلي ضباط المركز بتدريبي وكان في الأساس من الكونستبلات وتدرج حتي وصل إلي رتبة لواء ولم يضن علي بخبرته تعلمت من قراءة محاضر الشرطة لأن خطه كان جميلا ثم انتقلت بعد عام إلي مركز التلين لم يكن بالقرية أي مجال للتسلية سوي الشيخ عبد السميع المقرئ وكان متطوعا مهموما بالبحث عن عروسة ملائمة لي واشترط هو أن تكون بيضاء ومربربة‏..‏ كانت مكانة ضباط النقطة أشبه بالحاكم فهو صاحب الأمر والنهي يحظي بمحبة الجميع والرغبة في التقرب منه كانت تؤلمني دورية سواري الليل في فصل الشتاء فالبرد القارس والظلام الدامس ونباح الكلاب كان يشكل مشهدا سينمائيا واقعيا‏,‏ كنت أعاني من الفراغ فلجأت لقراءة كتاب في علم البحث الجنائي للدكتور هانس جروس وعكفت علي دراسة اللغة الإنجليزية ومن هذا الكتاب انطلقت شرارة أبحاثي العلمية فانفتحت شهيتي علي العلم الجنائي ودراسة كل ما يتعلق به لقد غير هذا الكتاب مجري حياتي فيما يتعلق بأحوال البوليس فلم تكن علي ما يرام ولم يحصل البوليس علي حقوقه المادية والمعنوية في العهد الملكي وكنا نشعر بالغبن والتراتبية والطبقية وتجلي هذا الشعور في إضراب ضباط البوليس الذي اشتركت فيه عام‏1948‏ بحديقة الأزبكية وكان حدثا جللا في ذلك الوقت لان الشرطة هي المنوط بها حفظ الأمن ومواجهة الاعتصامات والشغب فيكف تضرب عن العمل‏,‏ كان الاحتلال الإنجليزي جاثما وحكمدار القاهرة انجليزيا وجميع الوظائف في الداخلية‏_‏ ما عدا البوليس‏_‏ يشغلها مدنيون مع ضعف الرواتب وبطء حركة الترقيات وجاء قرار نقل بعض الضباط من القاهرة إلي خارجها ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير ولأول مرة في تاريخ مصر يتدخل الجيش لفض الإضراب ويطالب الضباط بتسليم أسلحتهم والخروج من حديقة الأزبكية عزلا وهو أمر يمس الشرف المهني لذلك قام بعض الضباط بدفن أسلحتهم في الحديقة ولم يكن الملك فاروق ربانا ماهرا فلم يهدأ من غضب الضباط أو يحتويهم ويتعهد بحل مشاكلهم واتبعت الوزارة عموما سياسة غبية بل أنها ساعدت علي إذكائها عن طريق تدخل الجيش لقد عملت ضابطا للاتصال بالتل الكبير في معسكر الإنجليز وكنا نغض الطرف عن السرقات التي يرتكبها أفراد المقاومة الشعبية ضد الإنجليز وسرقة قطار بضائعهم أو إطارات سياراتهم أو ضربهم بغطاء حلة من قبل النساء ولكن للأمانة كانت هناك عدالة وانضباط بالرغم من الاحتلال فلا يحق لاي ضابط إنجليزي استجواب مواطن مصري كان يتم تحويله إلينا ونحن نرسله بدورنا للنقطة بالمحضر المسجل فيما يتعلق بصورة الملك والأقاويل بعد الثورة فأنا اعتقد أن الأمر يمكن تلخيصه في هذه العبارة من يملك وسائل الإعلام والشرطة والجيش يقبض بيده علي كافة الأمور ويوجهها كيفما يشاء كما حدث بعد الثورة وأن كان من الإنصاف أن نذكر أن العالمين ببواطن الأمور في كل عهد يعلمون ما لا نعلم‏!!‏
وماذا عن رجالات العصر والبوليس السياسي ومدي ارتباط منصب وزير الداخلية برئاسة الوزراء؟
كانت الأحزاب السياسية برجالها المرموقين تجتذب المشتغلين بالعمل السياسي بطبيعة الحال وعلي رأسها الوفد وأشهر وزرائه فؤاد سراج الدين وزير الداخلية والذي عهد إلي مجموعة من ضباطه بتحديد إقامته في مزرعته الخاصة بأنشاص بعد حريق القاهرة بناء علي طلب الإنجليز وكان أمرا متناقضا للغاية وكنت عضوا في المجموعة التي انيط بها القيام بهذا العمل وعهد إلي الأميرالاي محمود عبد المجيد بقيادة هذه المجموعة وكانت تصاحبنا فرقة هجانة وكانت تمثل أقسي عقاب لأي قرية أو فئة مارقة كنا نخاف من بطشهم عصيهم التي لا تفرق بين الضباط والغفير والعمدة أيضا فهم سمر البشرة فارعو القامة يجيدون الكر والفر والهجوم وكان لهم طقوس خاصة في إعداد طعامهم لكننا لجأنا لشراء طعامنا من بلبيس ووقع المحظور وعلم فؤاد باشا فأقام الدنيا ولم يقعدها ولامنا في البداية ثم طلب مقابلتنا واتصل بوزير الداخلية الذي خلفه في منصبه‏_‏ مرتضي المراغي‏_‏ وحكي له كيف أننا نهينه يوما ونقوم بشراء طعامنا من الخارج وتلك الواقعة كانت أشبه‏'‏ بالسبة‏'‏ في أوساط تلك العائلات العريقة وجاءتنا زوجته الفاضلة زكية هانم البدراوي وقالت لقد فرغت يا أولاد من خرط الملوخية ولابد أن تتذوقوا طعامي فطلب المراغي التحدث إلي الأميرالاي محمود وأمره أن نأكل نزولا علي رغبة الباشا الذي لم يشكو من تحديد إقامته الجبرية قدر شكوته من مسلكنا هذا وكان بدوره وطنيا مخلقا داعما للحركة الوطنية المقاومة للاحتلال ولم يكن له ذنب ذكر في حريق القاهرة لأن الإنجليز هم الفاعلون لهذه الكارثة التاريخية‏!‏
ما هي أهم الصفات المطلوبة في ضابط الشرطة في القرن الحادي والعشرين إضافة للمقومات الاساسية المتعارف عليها‏..‏ وكيف يمكن التصدي للمظاهرات بالصورة التي لا تسئ للشرطة كما يحدث دائما ؟
بجانب دراسة المواد القانونية في مصر لابد أن يكون ملما إلماما تاما بعلوم الشرطة ومتعمقا في البحث الجنائي وعلم الإجتماع والعقاب يجيد المهارات الشرطية التي تشمل التدريب واللياقة والرماية والاشتباك ومواد حقوق الإنسان والحمد لله تمكنت القيادة الحالية للشرطة من القضاء علي منابع الإرهاب باستخدام أحدث الأساليب العلمية من جهة أخري فأنا أعتد أيضا بتنمية القدرات والمواهب وخاصة الفراسة والحاسة السادسة والفطنة وهي مجموعة ذخائر وتجارب حياتية تتراكم من التجربة والخطأ والصواب والمواقف العملية التي يتعرض لها الإنسان ويستخرج منها الدروس المستفادة وهي تمنح الإنسان والضابط بصفة خاصة أو القائد رد الفعل السليم والذين يفتقدون تلك الحاسة ولم يتمرسوا علي مواجهة المواقف يكونون ضعافا عند مواجهة الأزمات‏!!‏
لماذا‏..‏ ألا يفترض أن الضابط مرجعيته في النهاية للقانون وهذا أقصي ما ننشده خاصة إزاء المظاهرات كما ذكرت ؟
الحياة بصفة عامة مدرسة ويوجد أناس لم يتعلموا لكنهم أفادوا الكثيرين فوالدتي لم تكن تقرأ أو تكتب وكان رأيها صائبا أكثر منا وكل أبنائها حاصلون علي الدكتوراه فبجانب القانون الوضعي يوجد ما هو أشد وطأة وهو‏'‏ قانون الموقف‏'‏ الذي يتطلب رد فعل سليما وحسن التقدير ويملي علي الإنسان تصرف بعينه بعيدا عن النمطية والحمد لله الحاسة السادسة لم تخب معي فيما يتعلق بالمظاهرات فالبوليس المصري يتردد مائة مرة قبل استعمال السلاح فالقانون محدد ويغل يد الضابط ولكنه ينص علي مغزي بعينه يتلخص في حق الشرطة في الدفاع الشرعي في مواجهة خطر لا يمكن مواجهته بأسلوب آخر ولا يمكن درءه بوسيلة أخري‏,‏ وأن يكون الدفاع بنفس القدر من القوة أي إذا حدف المتظاهرون الطوب تفرق الشرطة المظاهرة بالعصي مثلا لأنها الجهة المنوط بها حماية الأمن والأمان للمجتمع بأكمله وما ذكرت لا يطبق إلا في المظاهرات التي تنحرف عن مجرد التعبير عن الرأي وخرجت عن إطارها القانوني أو حدث سلب ونهب وقوات الشرطة بصفة عامة بداخلها قوة خاصة مهيأة لمثل هذه الظروف يمكنها عزل قادة المظاهرات الذين يثيرون الشعب ويهددون الأمن والسلامة‏..‏ لابد من تنمية شخصية الضابط وكل أبنائنا بصفة عامة وتعويدهم علي الوصول للقرار المناسب بأسلوب علمي بعيدا عن حادي بادي‏,‏ فالشرطة في مصر يقع علي عاتقها العبء الأكبر فلا توجد مشكلة لا تستطيع الأجهزة حلها لا يتم تصديرها للشرطة فهي الأسفنجة التي تمتص كل ذلك ولا تتردد في تقديم حياتها علي كفها فداء للوطن لكن يجب أن نشبع احتياجات أبنائها علميا وماديا‏.‏
يشكو البعض من عدم الوجود الأمني في الشوارع ويطالب بعودة عسكري الدرك فكيف تري أهم سمات الشعب المصري الاجتماعية وهل تغيرت ؟
لكل عصر لغته وأدواته ورجاله‏..‏ اختلف الآن إيقاع الحياة ولابد أن تكون أدواتنا مواكبة لذلك‏,‏ فعسكري الدرك كان يصلح في ظل الحياة الهادئة البطيئة لكنه لا يصلح بالطبع الآن في ظل التطور المستمر لأسلوب الجرائم‏..‏ ففي لندن تأتي عربة شرطة النجدة في خلال ثلاث دقائق‏..‏ وطبيعة الشعب المصري المسالمة لم يتغير جوهرها ولكنه أيضا شعب عنيف إلي حد ما لا يفكر أحيانا إذا تعرض لظروف طارئة‏..‏ والمغلوب يا ويله بصفة عامة منذ أيام نظام الفتوات التي تحدث عنها نجيب محفوظ في رواياته‏..‏ لا أحد يريد أن يهزم حتي في رأيه‏..‏ لذلك يأخذ الجدل والنقاش في معظم الأحيان منحي يتسم بالعناد والعنف ويسهل علي أصحاب بعض الاتجاهات غير المخلصة توجيه الاتهامات للشرطة‏..‏ ولو قضي كل منا يوما واحدا في أحد الأقسام بصحبة ضابط سيقر ويعترف بصعوبة التحديات والمخاطر التي يواجهونها‏..‏ لذلك يتعاظم دور الشرطة المجتمعية وحالة الاستنفار لدي المواطنين شأنهم شأن الشرطة في معظم الدول للتصدي للمشاكل قبل تعقيدها فوظيفة الشرطة حفظ الأمن ومنع الجريمة‏..‏ إلا أن لها بعدا اجتماعيا عميقا متشابكا لا يمكن إغفاله لذلك أنشئ المعهد القومي للبحوث الجنائية عام‏1955‏ واكتشف القائمون عليه أن السلوك الإجرامي لا يمكن للقانونيين وحدهم مواجهته ولكن لابد من فهم دوافعه ومحاولة تشخيصه‏..‏ فلا توجد رابطة سببية له كفعل ورد فعل ولكن تتضافر مجموعة من العوامل تتفاعل وتفرز هذا السلوك الإجرامي‏.‏
توليت مناصب عديدة وكنت رئيسا لأكاديمية الشرطة التي أسستها عام‏1975‏ لمدة‏11‏ عاما‏..‏ فما هو الأسلوب الأمثل للإدارة في مصر وهي معضلة المعضلات في أغلب الأحوال؟
القائد لا غني له عن الهيبة علي أن تكون طبيعية وتحصيلا حاصلا للقبول الرباني بدون تكلف‏..‏ لأن التكلف يفقدها أهم مقوماتها وهي أداة فعالة جدا وكنت شخصيا أعتمد علي الهيبة بالقدوة والسلوك والاهتمام بتفاصيل التفاصيل‏..‏ فكنت حريصا علي مراسم الاستقبال اليومية والبروجي وما إلي ذلك ولكن في منتصف النهار أنزل إلي فناء الكلية وفضائها والتقط بعض الأوراق المهملة أو المناديل وأضعها في صندوق القمامة من هنا تترسخ الصورة الذهنية والهيبة عن طريق المحبة‏..‏ وأنا أؤمن بأسلوب الإدارة بالأهداف وتفويض المدير لرجاله ومنحهم الاختصاصات والثقة ثم محاسبتهم علي النتائج وقد أتبعت هذا الأسلوب في كل المهام التي أوكلت إلي علي مدار حياتي الوظيفية إيمانا بأن القائد يكون ناجحا برجاله الذين يحسن اختيارهم‏..‏ وإذا تبين ضعف أدائهم فلابد أن هناك خطأ ما مرجعه سوء التقدير وعدم تدريبهم تدريبا كافيا‏.‏
ما هي أصعب التحديات التي واجهتها ؟
لقد حرصت منذ بداية تخرجي علي الاستزادة من المعارف والتسلح بالعلم منذ كنت ضابط نقطة في منيا القمح مرورا بدراستي في اسكوتلانديارد وهي من أهم المراحل في حياتي تعلمت منها أهمية الدقائق الأولي في البحث الجنائي فهي توفر مجهود شهور وعنهم نقلت نظام البصمة الواحدة حينما عهد إلي بإدارة مصلحة تحقيق الشخصية لإصلاحها بعد الزجل الذي نظمه فيها بيرم التونسي وسمعه زكريا محيي الدين وتردد علي أثره لمعاينة المكان وحتي انخراطي في معهد الإدارة العامة الذي تولي رئاسته الدكتور محمد توفيق رمزي وكان حاصلا علي الدكتوراه من جامعة ميتشجان في العلوم السياسية ويستخدم موتوسيكلا في الذهاب للجامعة‏..‏ وعاني من انتقاد الأساتذة والطلاب وتأكد أننا نهتم بالمظهر أكثر من الجوهر يبتسم د‏.‏ عبد الكريم درويش قائلا في أحد الأيام قمنا بعمل تجربة في هذا المعهد ساهمت الأمم المتحدة في تأسيسه لمساعدة الدول النامية التي كانت مستعمرة علي النهوض والاعتماد ذاتيا‏..‏ وتم تكليف مجموعة بدراسة الأحوال الإدارية في منطقة الجمرك بالإسكندرية وتحدثنا عن معدلات الأداء ونسبة الفاقد وسوء الإجراءات‏..‏ وكان الموقف العام رافضا للبحث العلمي فاعترض مدير الجمرك‏..‏ كيف نقدم علي ذلك دون استئذانه‏..‏ فكتب د‏.‏ توفيق رمزي خطابا عامرا بالمصطلحات العلمية والكلام الكبير وهكذا كان الصراع بين أهل الخبرة والثقة وقرأ د‏.‏ رمزي الخطاب ولم نفهم منه شيئا ثم طلب كتابته وإرساله وقال لنا حكمته في هذا الصدد‏'‏ إذا كنت مضطرا لإنهاء حالة الجدال العقيم مع أحد الأشخاص‏..‏ حاول استعمال لغة علمية جافة ومصطلحات معقدة وتميع الموضوع وجعله قابلا لكل التأويلات وبالفعل نجحت الخطة‏.‏
كيف تعاملت مع العقلية البيروقراطية التي كانت مصاحبة للثورة خاصة أنك حصلت علي الدكتوراه في فلسفة الإدارة من جامعة نيويورك عام‏1962‏ حيث كان المد الاشتراكي في قمته ؟
كانوا يقولون عني أنني أمريكاني لا يؤمن بالنظام الاشتراكي علي سبيل المثال لأنني كنت أسمع الضباط الموسيقي الخفيفة وكنت حريصا علي الهدوء والنظافة والنظام ومحاولة إذكاء الحركة العلمية في الداخلية في مجالات البحث والتحقيق والإدارة والمعامل الجنائية كنت أؤمن واعلم طلابي أن العلم هو الشئ الوحيد الذي لا يمكن تأميمه في ظل النظام الاشتراكي وكان طبيعيا أن يتربص بي أعداء النجاح واذكر أن عبد الناصر قال في أحد خطبه أنه‏'‏ قدر علي كل شئ في البلد دي إلا الحقد‏'‏ فالتغيير عملية شاقة لا يقدر عليها الكثيرون لأن لها تكلفة ولكن المعضلة بالنسبة لي كانت تتمثل في أنماط السلوك وبعض التقاليد ومشكلة الوقت الفاقد في المكاتب والزيارات العشوائية وحين عهد إلي شعراوي جمعة وزير الداخلية عام‏1966‏ بإدارة معهد تدريب ضباط الشرطة وكنت أول مدير له كان بعض الضباط يحاضرون في الجامعة وكنت أحاضر أيضا في خمس جهات‏..‏ ثم حدثت وشاية لمنع هذا الاتجاه فكتبت لشعراوي جمعة وكان حريصا بدوره علي تطوير وتحديث الشرطة أن وجود هؤلاء الضباط وربطهم بالشعب من خلال العلم والعلاقات غير الدعائية من أهم الوسائل في تعزيز مكانة الشرطة‏..‏ واذكر أن شعراوي جمعة تدخل أيضا واستطاع إعادة الرائد محمد عبد الحليم موسي آنذاك والذي سيصبح وزيرا للداخلية بعد فصله من الخدمة لأنه وقف بجوار صلاح الفقي إقطاعي كمشيش لتلقي العزاء في والدته‏.‏
كيف استطعت أن تنتصر للعلم وتهزم البيروقراطية ؟
كان لابد من إحداث التغيير بالصدمة لزلزلة بعض الكيانات خاصة في مصلحة تحقيق الشخصية التي كانت تمثل العمود الفقري للبيانات التي تمس العدالة الجنائية والمعامل والفيش والتشبيه‏,‏ فالفساد كان ينخر عظامها والفيشات تباع علي المقاهي خالية من السوابق وكل سوء‏..‏ فقمت بتطيير بعض رؤوس الفساد فخشي البقية شأن الثعلب الذي تعلم الحكمة من رأس الذئب الذي طيره الأسد قمت باستثارة التحديات والحماس ولكن يجب ألا نغفل أهمية تدعيم ومؤازرة القيادة السياسية للإصلاح‏..‏ فهي تحمي القائمين والتحجج بعدم وفرة الموارد المالية فالمدير الناجح يستطيع دائما الحصول علي الدعم المالي بإجتهاده وافكاره‏.‏
بصفتك أستاذا مرموقا في علم الإدارة ما هي أخطر المراحل التي كانت تهددك في سبيل التطوير لأنها قد تتكرر مع الآخرين ؟
أي مؤسسة تمر بظروف معينة تكون خلالها مستعدة للتطوير والتجديد مع قدوم رئيسها الجديد‏..‏ لذلك لابد أن ينتهز هذه الفرصة وألا يتراخي لكي لا يدركه الوقت نتيجة للتباطؤ‏..‏ وتمر لحظة التغيير والتعبئة فهي حالة لا تتكرر إلا في ظروف معينة بل أن بعض المديرين الذين لم يحالفهم الحظ في اقتناصها يتأقلمون مع الظروف والأوضاع المستقرة المتردية ويفقدون قدرتهم كلية علي الإصلاح وهنا تكمن الخطورة أي‏'‏ تيجي تصيده يصيدك‏'‏ كما يقول محمد عبد الوهاب‏.‏
السيرة الذاتية
من مواليد‏1926‏ تخرج عام‏1946‏ في كلية البوليس الملكية كان له دورا وطنيا في مقاومة الانجليز أثناء عمله بمعسكرهم بالتل الكبير‏,‏ درس باسكوتلاند يارد لمدة عام وحصل علي دبلوم معهد الإدارة في مصر عام‏56‏ وماجستير ودكتوراه من جامعة نيويورك عام‏1962‏ وكان موضوعها في فلسفة الإدارة والبيروقراطية في ظل المجتمع الإشتراكي تدرج في السلم الوظيفي وكان حريصا علي الاستزادة من العلم منذ البداية‏..‏ وعمل في الحراسة الخاصة للرئيس جمال عبد الناصر ضمن مجموعة منتقاة‏(‏ مجموعة صلاح دسوقي‏)‏ وكان شاهدا علي محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية‏,‏ ثم عمل في جوازات الإسكندرية‏,‏ وعهد إليه زكريا محيي الدين وزير الداخلية الأسبق عام‏1954‏ بتولي منصب أركان حرب مصلحة تحقيق الشخصية فأحياها من جديد وأدخل الأساليب العلمية في البحث الجنائي‏,‏ وفي عام‏1968‏ انشأ معهد تدريب ضباط الشرطة وكان عضوا بهيئة التدريس بمعهد الإدارة‏,‏ قام بتأسيس أكاديمية الشرطة بمصر عام‏1975‏ وتولي رئاستها لمدة إحدي عشرة سنة وأدخل نظام الدراسات العليا حتي الماجستير والدكتوراه والشرطة المتخصصة والأخذ بنظام ضابطات الشرطة المتخصصات عقب مشاهدته له في السودان والأردن بالرغم من معارضة الأزهر والإخوان وهو تخصص حيوي يفخر به في ظل الظروف الراهنة ولم يكن ملائما أن نتأخر عن الخوض فيه‏.‏ ادخل نظام البصمة الواحدة في مصلحة تحقيق الشخصية ولم يكن معروفا في مصر‏,‏ كما ساهم في تأسيس العديد من كليات الشرطة بالبلاد العربية والإفريقية تولي رئاسة اللجنة الأوليمبية المصرية واختير خبيرا بالأمم المتحدة‏,‏ وبحسن علاقاته تمكنت مصر من استرداد لوحة زهرة الخشخاش لفان جوخ والتي سرقت وكانت تقدر بأكثر من‏150‏ مليون جنيه من الكويت بالرغم من أن العلاقات الرسمية كانت مقطوعة‏.‏ اختير نائبا لوزير الداخلية عام‏1986‏ له عشرات الأبحاث العلمية والدراسات والكتب بالعربية والإنجليزية حصل علي نوط الواجب ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولي‏.‏

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.