نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في كشف غموض حادث مقتل سيدة وأبنائها الثلاثة بقرية بني العباس بمركز بني مزار. وتبين أن أحد جيرانها قد تسلل إلي مسكنها ليلا لسرقة قطعة ماشية تملكها, إلا أنها أوشكت علي ضبطه متلبسا بجريمته, فعاجلها بعدة طعنات ثم تلاحظ له مشاهدة أبنائها له فقرر التخلص من الثلاثة جميعهم, وأصاب المتهم الاضطراب خاصة من منظر الأطفال القتلي, فأفرغ دولاب الملابس عليهم ليخفيهم عن نظره وتسلل من المنزل محاولا إخفاء جريمته, وتمكن ضباط مصلحة الأمن العام من ضبط أداة الجريمة التي أرشد عنها المتهم وأحيل إلي النيابة التي تولت التحقيق. بداية الواقعة عندما استيقظ أهالي قرية بني العباس بمركز بني مزار في صباح يوم الاثنين الموافق21 من شهر ديسمبر الماضي علي حادث مروع راحت ضحيته زوجة شابة وأبناؤها الثلاثة, بعد أن استغل المتهم إقامتها بمفردها مع أبنائها نظر لعمل زوجها بالخارج, وقد تبين أن الأم لقيت مصرعها بأربع طعنات, كما تلقي كل من أبنائها الثلاثة طعنة واحدة عدا أصغرهم الذي تم خنقه باستخدام قطعة من ملابس المجني عليها, وقد أسفر الحادث عن إصابة أهالي القرية بحالة من الرعب والفزع بسبب تكرار حوادث القتل الجماعي في الآونة الأخيرة بالقرية,. وإزاء ما مثله الحادث من خطورة إجرامية, وردود فعل لدي الأهالي أمر اللواء عدلي فايد مساعد أول وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام بتشكيل فريق بحث من قيادات القطاع وقيادات وضباط إدارة البحث الجنائي بأمن المنيا لكشف غموض الحادث وضبط الجاني, وبعد15 يوما من البحث وتكثيف فريق البحث جهوده وقيامه بفحص جميع خلافات المجني عليها وزوجها, كما تم فحص العناصر سيئة السمعة بالقرية وأهلية الزوج وكل من له صلة بأسرة المجني عليها, ولم يتم التوصل إلي مبرر للقتل, خاصة مع عدم وجود مسروقات. وبتقنين الإجراءات وتكثيف التحريات والاستجوابات الأمنية تبين أن وراء ارتكاب الحادث أحد جيران المجني عليها واسمه محمد حسين حافظ حسين(29 سنة), مزارع, الذي استهدف منزل المجني عليها ليلا لسرقة قطعة ماشية تملكها واستغل منزلها الريفي الذي يتكون من طابق أرضي به حجرتان وحظيرة للمواشي, كما تلاحظ له يوم الحادث أن باب المنزل كان مواربا, فتسلل إلي داخله لسرقة بقرة تملكها وعقب دخوله المنزل اختبأ أسفل السلم المؤدي إلي سطح المنزل في انتظار نوم جميع من في المنزل, إلا أنه بعد فترة توجهت الأم إلي الحظيرة للاطمئنان علي ماشيتها وفوجئت بوجود المتهم فحاولت الاستغاثة إلا أنه قام بوضع يده علي فمها لمنعها من الصراخ, وعندما حاولت مقاومته التقط سكينا من سكاكين المنزل وعاجلها بطعنة خلف الرقبة, وأخرين بالصدر, وطعنة بالظهر أودت بحياتها, واستيقظ علي إثر جريمته اثنان من أطفالها وناديا علي والدتهما وشاهدا المتهم المعروف لهما, وخشية افتضاح أمره سيطر عليهما وعاجل كلا منهما بطعنة في صدره أودت بحياته, وقبل أن يتمم سرقته استيقظ لحظتها الطفل الثالث البالغ من العمر6 أعوام مناديا علي والدته وشاهد المتهم وفقا لاعترافات المتهم أمام رجال البحث الجنائي فنادي عليه كما اعتاد أن يناديه بتعمل إيه ياعم محمد, فما كان منه إلا أن كتم أنفاسه, وحتي يتأكد من وفاته خنقه بقطعة ملابس, وأصابه الاضطراب من مشهد الأطفال القتلي وتسلل دون أن يستولي علي أي مسروقات, وقام بوضع أداة الجريمة( السكين) داخل قطعة ملابس وسحب مفتاح المنزل من القفل وقام بغلق المنزل من الخارج وتخلص من السكين والمفتاح بأحد المنازل المهجورة المجاورة, وبرغم اتخاذ المتهم جميع الاحتياطات لإخفاء جريمته, فإن الجهود الأمنية نجحت في كشف غموض الحادث وتحديد المتهم وقرائن الاتهام وأحيل إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق. وقد باشر فريق من نيابة بني مزار ضم محمد عبدالموجود مدير النيابة, وأسامة الفيومي, ومحمد أمين, وأحمد الشريف, ومحمد نصر التحقيق في الواقعة, حيث اعترف المتهم تفصيليا بارتكابه الحادث, وسوف تقوم النيابة بإعادة تمثيل الجريمة علي مسرح الحادث لمطابقة اعترافاته مع الأدلة المادية وتحريات المباحث.