المتابع لكم الحوادث المرتبطة بالقطارات أو مراكب الصيد في مصر والتي تتسبب في إزهاق مئات الأرواح يدرك أن المشكلة ناتجة عن عدم إدخال نظم الأمان التكنولوجية والتي تطبق منذ سنوات في العديد من بلدان العالم المتقدمة. وفي محاولة للحد من حوادث القطارات عرضت الجمعية المصرية لتنمية الأعمال'' ابدأ'' بالتعاون مع مجمع خدمة الصناعة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري حلولا تكنولوجية مبتكرة محلية الصنع لتشغيل القطارات والمزلقانات أوتوماتيكيا. و يقول الدكتور محمد الغمري عميد مجمع خدمة الصناعة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري إنه من الحلول المقترحة لتلك الأزمة تطوير منظومة لمنع تصادم القطارات باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية, التي تحدد موقع القطارات بدقة متناهية تصل إلي واحد متر عبر إرسال بيانات حول موقع القطار بشكل لحظي لغرفة تحكم مركزية بواسطة هذه الأقمار الصناعية, حيث يعمل خادم مركزي علي تحديد المسافات البينية للقطارات وإرسال رسائل تحذيرية للقطارات عند الخطر. وفي حالة عدم استجابة سائق القطار لرسائل التحذير تقوم المنظومة ببث اشارات تحكم لإيقاف القطار بشكل فوري, كما يتم استخدام مستشعرات تعمل بالاشعه تحت الحمراء للتاكد من عدم تواجد اي اجسام كالسيارات والاشخاص بين البوبات لتجنب غلق البوابات مع وجود اي شخص داخل هذا الحيز ويقول محمد عبد المنعم رئيس لجنة النقل بجمعية تنمية الأعمال, إن هذا النظام يمكن تصنيعه محليا بنسبة100% وبتكلفة تتراوح ما بين30 إلي50 ألف جنيه, بينما تبلغ التكلفه المبدئية للمعدات المطلوبة للمزلقان الواحد200 ألف جنيه وتشمل معدات تأمين المزلقان و التحكم والاتصال ومعدات غرف التحكم المركزية والفرعية. وبشكل عام فإن هذه التكلفة أقل بنسبة25% من النظم المستوردة. وعن كيفية تنفيذ هذه الحلول, يوضح عبدالمنعم أن التنفيذ يبدأ بعمل تصميم علمي دقيق للحل المقترح وتحديد مكونات النظام سواء الإلكترونية أو الكهربائية أو الميكانيكية ثم بناء نموذج أولي واختباره وهي عملية قد تستغرق فترة تقدر بحوالي4 شهور. ثم يتم الانتقال إلي تجربته علي قطارين ومزلقانين تحت إشراف هيئة سكك حديد مصر لمدة عام للتأكد من فاعليته علي أرض الواقع. وبشكل عام فإن هذه الحلول التقنية ترفع من نسبه المكونات المحلية في النظام الإلكتروني مما يسهم في توفير فرص عمل ويقلل من إنفاق خزينة الدولة للعملات الصعبة لاستيراد التكنولوجيا. منظومة آمنة لمراكب الصيد وفي ذات السياق قام مجموعه من الباحثين بمركز البحوث التطبيقية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بتوفير حلول تطبيقية لتأمين الملاحة النهرية وتصميم منظومة للملاحة الآمنة للفنادق العائمة بنهر النيل إلي جانب دراسة أسباب غرق مراكب الصيد حيث يوضح الدكتور محمد الغمري عميد مجمع خدمة الصناعة أن الدولة قامت بتنفيذ عدد من المشروعات لتعميق المجري الملاحي داخل نهر النيل, و انه بسبب اعتماد تلك الصناعة علي عمالة غير مؤهلة بالإضافة لعدم توفر أجهزة ملاحية حديثة يصعب علي قائدي السفن النهرية توجيه السفن للإبحار داخل المجري الملاحي علاوة علي فقد أو سرقة عوامات التحديد لذلك فقد تم تصميم منظومة الكترونية تعتمد علي تحديد موقع السفن باستخدام الأقمار الصناعية حيث تظهر المنظومة خريطة إلكترونية موضحا بها خطان وهميان يمثلان حدود المجري الملاحي مع تحديد موقع السفينة داخل أو خارج المجري وبعدها عن حدود المجري الملاحي الآمن. ويضيف الغمري أن المنظومة تعمل علي إطلاق إنذار مرئي ومسموع في حال الخروج من المجري الآمن لتنبيه قائد السفينة. كما يمكن تتبع موقع السفن من خلال شبكة الهاتف أوالأقمار الصناعية في حال فقد تغطية شبكة الهاتف الجوال وذلك علي خريطة إلكترونية داخل وزارة النقل مع تحديد موقع السفن في حالات الغرق أو التعرض للخطر بهدف سرعة تحريك فرق الإنقاذ في اتجاه السفينة المأزومة و منعها من الغرق. ويمكن توظيف تلك المنظومة لتجنب تعرض مراكب الصيد المصرية لمخالفة القوانين الدولية باختراق المياه الإقليمية للدول المجاورة من خلال توجيه رسالات تحذيرية بشكل آلي لحرس الحدود لاتخاذ اللازم وتوجيه السفن وتجنب تصعيد الأمر. ويوضح الدكتور أحمد الرافعي رئيس القطاع الفني ببرنامج الفضاء بهيئة الاستشعار عن بعد ان الفكرة الرئيسية لكل من النظامين المقترحين للحد من حوادث القطارات و تأمين الملاحة البحرية و النهرية هي الاعتماد علي انظمة الاقمار الصناعية المعروفة بنظام تحديد الموقع العالميGPS. وتلك الانظمة موجودة فعلا في الفضاء وهي النظام الامريكي نافستار والنظام الروسي جلوناس و النظامين تحت الانشاء الاوربي و الصيني جالليو وكامبس و يمكن استخدام اي من تلك الانظمة بواسطة طائرة او مركبة او قطار او حتي شخص من خلال الحصول علي جهاز الاستقبال الخاص بأي من الانظمة المذكورة. و اجهزة الاستقبال تلك متوفرة بالأسواق العالمية و المحلية بل بعض اجهزة التليفون المحمول مزودة بها. و اي جسم يحمل جهاز الاستقبال يمكنه تحديد موقعه علي الارض بدقة عالية قد تصل الي جزء من المتر.