بهدف الحد من الجراحات كأسلوب علاجي للقضاء علي الاورام السرطانية. توصلت الابحاث إلي منظومة علاجية حديثة للأورام, ومن أهمها سرطان الثدي والقولون والبنكرياس تعتمد علي أهمية استخدام العلاج الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي للأورام المختلفة قبل الاستئصال الجراحي, مما يزيد من نسب الشفاء الكامل وعدم عودة المرض. هذا ما أكدته مناقشات المؤتمر الدولي الثاني تحت عنوان( العلاج الكيميائي قبل جراحة الاورام) الذي أقامته الجمعية الطبية العلمية أخيرا بالإسكندرية بالاشتراك مع جامعتي جورج واشنطن وتوليدو الامريكتين. يؤكد الدكتور ياسر القرم استاذ علاج الاورام بطب جامعة الاسكندرية ورئيس المؤتمر أن استخدام العلاج الموجه والعلاج الكيميائي قبل الاستئصال الجراحي لأورام الثدي يؤدي إلي انكماش حجم الورم لدرجة تسمح باستئصال الورم فقط والاحتفاظ بالثدي واختفاء الورم بالكامل في نسبة35% من المرضي, ويضيف أن علاج سرطان البنكرياس بواسطة العلاج الكيميائي والجيني يؤدي إلي زيادة فرصة استئصال أورام البنكرياس بالكامل. كما يشير الدكتور عمرو عبد العزيز استاذ علاج الاورام بطب جامعة الاسكندرية إلي إمكانية عمل فحص للغدد الليمفاوية قبل إجراء جراحة استئصال الثدي لتجنب مشاكل إزالتها أثناء الجراحة, وأكد أهمية استخدام العلاج الموجه بالاضافة إلي العلاج الكيميائي في المراحل المتأخرة من سرطان القولون, التي أدت إلي رفع نسبة الاستجابة للعلاج إلي40% في حالات أورام القولون المنتشرة في الكبد مما يسهل استئصالها جراحيا, مشيرا إلي أحدث التقنيات المستخدمة في علاج سرطان القولون والمستقيم بالعلاج الاشعاعي ثلاثي الابعاد بالتزامن مع العلاج الكيميائي والذي أدي إلي تحسن ملحوظ في النتائج وزيادة نسبة الشفاء. منوها إلي انخفاض نسبة الاصابة بسرطان المستقيم والقولون إلي40 سنة خلال السنوات الخمس الاخيرة بعد أن كانت50 سنة ويمثل نسبة53% من أورام الجهاز الهضمي. ويشير الدكتور فينيست أوبياس رئيس شعبة جراحة القولون والمستقيم بجامعة جورج واشنطن إلي أنه يمكن استئصال أورام القولون بواسطة المنظار وايضا باستخدام الذراع الالية التي تسمح بالتحكم بدقة شديدة في استئصال الاورام بالكامل من خلال فتحه جراحية صغيرة جدا تقلل من المضاعفات الجراحية للمريض, ويمكنه الخروج من المستشفي خلال وقت قصير بعد إجراء العملية الجراحية.. ويؤكد الدكتور خالد الشامي أستاذ الاورام بجامعة جورج واشنطن فاعلية الاسلوب الجديد في علاج سرطان البنكرياس بجرعات أعلي من الاشعة والقدرة علي توجيهها باستخدام الاشعة المقطعية بالكمبيوتر لتجنب الكثير من الاعراض الجانبية للعلاج الاشعاعي وباستخدام عقاقير مستحدثة كعلاج كيميائي قبل استئصال البنكرياس بغرض زيادة نسبة شفاء المرضي. مشيرا إلي أنه باستخدام هذه الطرق الحديثة يتم تقليص حجم الورم مما يؤدي إلي إمكانية استئصال أورام البنكرياس بالكامل. مشيرا إلي إمكانية تجنب اصابة20% من حالات سرطان البنكرياس بالامتناع عن التدخين. كما عرض الدكتور هيثم السمالوطي استاذ الاشعة التشخيصية في جامعة توليدو بولاية أوهايو المتحدة أهمية استخدام الاشعة المقطعية والرنين المغناطيسي في تقييم أمراض سرطان الجهاز الهضمي و الثدي قبل العلاج وتحديد مدي الاستجابة للعلاج الكيميائي والعلاج بالاشعة التداخلية أثناء وبعد انتهاء فترة العلاج, كما تمكن هذه الفحوصات من متابعة المرض بعد العلاج لاكتشاف أي عودة مبكر للورم السرطاني في اي جزء من أجزاء الجسم بغرض السيطرة علي المرض. وتحدث الدكتور ماركوتشيني أستاذ جراحة الصدر وأورام الرئة بجامعة مروجاجني بإيطاليا عن النتائج الإيجابية لاستخدام العلاج الكيميائي قبل جراحة سرطان الرئة, ونصح بالامتناع عن التدخين الذي يتسبب في أورام الرئة بنسبة90%, كما أثبتت الابحاث العلمية أن تدخين الشيشة الواحدة يتساوي في التأثير السلبي مع مقدار تدخين ما يقرب من150 سيجارة.