تقرير: سهير هدايت : مرتبات الرؤساء والوزراء في الدول النامية تعتبر سرا لا يجوز الخوض فيه أو الكشف عنه وهي تتكون من عشرات البنود من راتب رسمي ومكافأت وبدلات وحوافز وغير ذلك. أما في الدول المتقدمة فإن مرتبات كبار المسئولين متاحة ومعروفة ويتم تحديدها بدقة شديدة وتراقب عن كثب من خلال الأجهزة المسئولة ولا يستطيع المسئول أن يحيد عنها ويتحايل من خلال تقاضي المكافأت والبدلات والحوافز. وقد ثارت في الآونة الأخيرة في فرنسا زوبعة عندما قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تخفيض مرتبه الشخصي ومرتب الوزراء بنسبة30% ومنع اعضاء الوزارة من تقاضي مرتبات أو مكافأت خارجية باستثناء المناصب التي وصلوا إليها عن طريق الانتخاب كمنصب العمدة أو رئيس المدينة وإن كانت هناك قوانين جديدة تمنع الجمع بين المناصب. ولإحكام قضية دخول الوزراء وضع القانون الفرنسي حدا أقصي لمجموع هذه المكافأت الخارجية. وبعد تخفيض راتبه بنسبة30% أصبح مرتب رئيس الجمهورية الفرنسي حاليا13.532 يورو بالتحديد أي ما يعادل نحو110 آلاف جنيه شهريا وذلك قبل الاستقطاعات الضربية, وبما أن الحد الأدني للأجور في فرنسا يرتفع الي9 آلاف جنيه شهريا فإن مرتب الرئيس الفرنسي يوازي نحو12 ضعف الحد الأدني للاجور في بلاده. أما عن الوزراء فإن مرتباتهم ثابتة أيا كانت الحقائب التي يتولون مسئوليتها علي عكس دول العالم الثالث الذي تتفاوت فيه المرتبات والدخول بين الوزراء تفاوتا ضخما ويحصل من يسمون اصحاب الوزارات السيادية عشرات اضعاف ما يحصل عليه زملاؤهم في الحكومة. ومرتب الوزير في فرنسا اليوم هو9940 يورو اي نحو80 الف جنيه قبل الاستقطاع الضريبي وتصل إلي ما يعادل60 الف جنيه بعد الضريبة. اما الحد الاقصي للمكافآت الخارجية قد تحدد بمبلغ2757 يورو أي ما يعادل22 الف جنيه قبل الاستقطاع الضريبي الذي لايستطيع ان يفلت منه اي رئيس او وزير او مواطن عادي في الدول المتقدمة. وقد ضربت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الرقم القياسي في مرتبات رؤساء الدول الأوروبية حيث تتقاضي شهريا16 الف يورو بما يعادل128 الف جنيه ويليها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يتقاضيي850.11 جنيه استرليني اي ما يعادل120 الف جنيه شهريا. اما الرئيس الامريكي اوباما فحظه افضل من زعماء اوروبا حيث يتقاضي راتبا شهريا مقداره33 ألف دولار شهريا أي اكثر من ربع مليون جنيه في كل شهر ولايحق له, مثله مثل كل رؤساء الدول المتقدمة, تقاضي اية مبالغ اضافية تحت اي مسمي باستثناء بدلات السفر الخارجية. والرقم القياسي في مرتبات رؤساء الدول يحظي به رئيس وزراء سنغافورة الذي يتقاضي115 الف جنيه استراليني شهريا اي نحو مليون و150 الف جنيه مصري, وتحت ضغط المعارضة في بلاده اضطر رئيس وزراء سنغافورة مؤخرا إلي خفض مرتبة بنسبة36% بعد ان كانت المعارضة تطالب بتخفيضه بنسبة50%. ونظرا لأنهم لايستفيدون ماديا من مناصبهم الكبيرة فقد اهتدي رؤساء الدول الغربية السابقين الي استثمار خبراتهم واسمائهم الشهيرة لكسب مبالغ كبيرة من المال بعد خروجهم من السلطة ربما لتعويض ما فاتهم. واهم وسيلة لذلك هو القاء المحاضرات والمشاركة في مناسبات عامة مقابل مبالغ ضخمة تصل إلي مائة الف دولار لمدة لاتزيد علي ساعة واحدة من الزمن. وقد ألقي الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي منذ شهرين محاضرة في الولاياتالمتحدة امام تجمع لرجال المال والبنوك وتقاضي80 الف دولار في اقل من نصف ساعة اي ما يوازي راتبه وهو رئيس لفترة خمسة شهور. اما رئيس وزراء بريطانيا الاسبق توني بلير فقد لجأ إلي أسلوب مختلف وهو ان يكون وسيطا في صفقات تجارية كبيرة ويتقاضي عمولة عليها. ويقول المقربون منه انه حصل علي مبلغ3 ملايين دولار في الصيف الماضي مقابل دوره في إبرام صفقة تجارية بين احدي الدول الخليجية وبين شركة اوروبية كبيرة. وقد تكونت بضع شركات عالمية متخصصة في جلب رؤساء الدول السابقين لإلقاء محاضرات أو المشاركة في ندوات ولقاءات مقابل أموال ضخمة.