ظلت الدموع حتي وقت قريب وسيلة تعبير خاصة بالمرأة, سواء كان هذا في الحزن أو الفرح, إلا أنه يبدو أن هذاالسلاح المؤثر التقطه الرجل أخيرا ليستخدمه ليكسب قلب الجماهير. وفي كتابه بعنوان البكاء ظاهرة إنسانية, يقول الطبيب النفسي الهولندي آد فينجر هوتس إن المجتمع أصبح يتقبل دموع الرجل أكثر من ذي قبل, فلم يعد يعتبرها شيئا مخجلا أو دالا علي ضعف, ويؤكد المؤلف أن دموع الرجال, خاصة المشاهير منهم, تجعلهم أكثر قربا من الناس, وتكسب تعاطفهم, فقد اكتسب الرئيس الأمريكي أوباما تقدير شعبه عندما سالت دموعه وهو ينعي أطفال المدرسة الذين قتلهم شخص مهووس بمدفع رشاش, كما اكتسب تعاطفهم عندما سالت دموعه مرة أخري عند إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية. وتكرر الموقف نفسه مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو, عندما بكي في جنازة مستشاره الخاص, وبكي النجم السينمائي روبرت دي نيرو في مهرجان كان السينمائي وهكذا يفعل الرياضيون عند هزيمة أو فوز لفرقهم ذات الشعبية الكبيرة. ويؤكد آد أن دموع الرجال يمكن أن تسيل بتلقائية كرد فعل عاطفي طبيعي, وهذا يمكن تفهمه, ولكن الذي يجب أن نعرفه أن هناك ما يسمي دموع التماسيح, أي أن تلك الدموع يمكن أن تكون مصطنعة وتهدف إلي كسب تعاطف الجماهير, التي يكون عليها مسئولية التفرقة بين ما هو حقيقي أو مزيف من مشاعر نجومهم المفضلين.