هذا سؤال آخر من الأسئلة التي نعيد طرحها هنا للتعرف علي كتابنا وشعرائنا الكبار ممن لم يعد يعرفهم احد اليوم.. فمحمد الجيار شاعر رومانسي كبير عرفته مصر بين عامي1922-1975، وقدم العديد من قصائده التي لم تجمع كلها في ديوان- وترك العديد من دواوينه التي لم تنشر اللهم الا دواوين قليلة لا تعكس وعيه الشعري, وهو ما حاول القيام به الآن شاعر آخر-فولاذ عبدالله الأنور- حين راح يجمع أهم تغريدات الجيار ليقدمها في كتاب بعنوان' من اشعار محمد الجيار'.. وعلي الرغم من ان الشاعر المعاصر حاول تقديم الشاعر الراحل.. فإن اكثر ما يلفت النظر في دواوين الجيار المنشورة قصائد هذا الديوان الذي نشر عام1967 بعنوان' محاكمة أمريكا', وعلي الرغم من أن الشاعر الجيار شاعر رومانسي أو بتعبير فولاذ-' شاعر التجارب الانسانية' الرحب وعلي الرغم من أن الشاعر الجيار-بتعبير فولاذ أيضا- كان حاملا ملامح النضال.. فإن وعيه بدور العم سامبدا وعيا فائقا في هذه الفترة التي شهدت تحالف العدو الاسرائيلي والإمبريالي الامريكيمن تاريخنا الحديث; ففي الديوان مالايزال صالحا ومعبرا الآن بعد قرابة نصف القرن, وما كان يصيح به الإنسان في وجه الأمريكي قبل نصف قرن هو هو ما يمكن ان يصيح فيه الآن: ' يا أمريكا..يا هذيان القوة.. يا أسري بين اكف الصهيونية.. يا استعمار المال.. ويا استثمار المحتكرين.. انتم سرطان ينمو في جسد البشرية' **' وجهك يا امريكا اسود من احقاد القار.. انت مرابية شمطاء تزين بالدولار وتبيع جلود الموتي كي تصنع سوطا للاحرار' **' اسرائيل لكم في الشرق الاوسط حانة دم مصنع حرب..' .... وكما يتحدث كلاي او جيفارا داخل النص وخارجه يتحدث الشاعر العربي من القرن الماضي حتي هذا القرن الحاضر, وعلي الرغم من ان هذا الديوان مر مرورا عابرا في زمنه.. فانه يعود ليشتعل الان علي يد الشاعر فولاذ في سلسلة الابداع العربي التي تصدر عن اتحاد الكتاب.. وهو ما يبقي من الشاعر الواعي النبيل. ان الجيار ليكشف هذا الوجه البشع الدامي المتخفي في اقنعة كثيرة نعرفها جميعاهنا والآن; والآن.. [email protected]