اتسع الخرق علي الراتق.. مثل عربي عن استشراء الفساد, واستعين به للتحذير من استشراء الانفلات, وسوف انتقي مسرحين للانفلات أحدهما وهو الأبشع تم نصبه والتمثيل عليه في بلدة كترمايا اللبنانية, حيث جرت أحداث مقتل المواطن المصري هناك والتمثيل بجثته تحت بصر وسمع الجهات الأمنية. وبدون الخوض في التفاصيل, فإن الذي جري سوف يتخذ مكانا بارزا في سجل الجرائم الدموية التي تمارسها الشعوب في ظل موجة عارمة من الانفلات والغضب والانتقام من شخص متهم لم تثبت إدانته بعد, والمذهل هو حرص جموع القتلة علي تصوير مراحل قتل وتقطيع الجثة, وتعليقها في عمود الكهرباء, سواء بآلات التصوير أو بالموبايلات, للذكري, وكأنهم في حفل أو عرس, وتناسوا تماما انهم في حفلة موت حفلت بكل أنواع الهمجية وفاقت ما فعله التتار وسجلته كتب التاريخ ضمن الجرائم الأسوأ.. وحتي يكتمل الانفلات الأخلاقي فإن الفضائيات لم تنس حظها في كعكة الانتقام الدموي, فبادرت غير مشكورة بنقل تفاصيل الحدث ببشاعته, وتسابق الجميع في إشباع رغبات مشاهديهم, أو هكذا تصوروا, لتكون إحدي الجرعات الإعلامية الفاسدة والتي سوف ندفع ثمنها من نفسية الأجيال الصغيرة التي تابعت تلك الصور الشائنة والمروعة. والمسرح الثاني للانفلات كان منصوبا في استاد القاهرة حيث لقاء الأهلي والإسماعيلي, ورغم عدم أهمية المباراة للفريقين, وتعادلهما فقد شاهدنا شبابنا وهو يقتلع كراسي الاستاد الجديدة والتي كلفت الدولة الملايين, ويلقيها في مشهد حزين علي أرضية الملعب, لنتبين بعد ذلك أن جماهير الإسماعيلي قد تعرضت للدضرب والحرق والإصابة بالسنج والمطاوي من قلة قيل إنها من جماهير النادي المتعصبة والتي لا تريد أن تنسي الاحتقان الأزلي بين جماهير الناديين, فكان الانتقام والتشفي من منشآت استاد القاهرة. من يوقف هذا الانفلات الذي تغذيه القنوات الفضائية بكمية الشتائم والسباب المتبادل يوميا من خلال الSMS الذي تذيعه الفضائيات وتربح من ورائه أموالا طائلة, ثم نتباكي علي الاخلاقيات التي تهددها الفضائيات وتكون النتيجة حالة من الفوضي والانفلات الاخلاقي نعرف أسبابه ولا نسعي لإيقافه.. نعم اتسع الخرق علي الراتق ومطلوب تدخل الدولة. محاسب عبدالمنعم النمر