ارتفع عدد ضحايا كارثة قطار البدرشين إلي19 قتيلا و118 مصابا بينهم36 حالة إصابة خطيرة, مما يشير إلي احتمالية زيادة عدد الضحايا في واحدة من أسوأ حوادث قطارات السكك الحديدية, والأولي في العام الجديد التي وقعت بعد منتصف ليلة أمس الأول فوق قضبان السكة الحديد ما بين منطقتي البدرشين والحوامدية عندما انفصلت العربتان الأخيرتان عن القطار189 وانقلبتا فوق شريط السكة الحديد وتحطمتا تماما واندفعتا فوق القضبان لعشرات الأمتار مما زاد من عدد الضحايا والمصابين الذين تناثرت دمائهم ومتعلقاتهم وغطت المكان, بي في واحدة من أسوأ الحوادث التي شهدتها السكك الحديدية تناثرت أشلاء وجثث الضحايا علي قضبان السكك الحديدية بالبدرشين مساء امس لأول تلك المنطقة التي كان لها النصيب الأكبر في حصد أرواح الضحايا بعد منطقة العياط التي ضربت الرقم القياسي في سقوط مئات القتلي فقد ارتفع عدد ضحايا قطار البدرشين الي19 قتيلا و118 مصابا تم نقلهم الي المستشفيات للعلاج, بينما حضر أسر الضحايا لتسلم جثثهم بعد ان تركوهم بساعات محدودة متجهين الي مركز التدريب الخاص بجنود الأمن المركزي بمعسكر مبارك بمدينة نصر, وقد قام أهالي البدرشين بقطع طريق مصر أسيوط الزراعي احتجاجا علي تكرار حوادث القطارات. وقع الحادث المروع في الساعات الأولي من صباح أمس عندما كان1360 شابا تتراوح أعمارهم بين18 و20 عاما يستقلون القطار من محافظة سوهاج في طريقهم الي القاهرة لاداء فترة التجنيد الالزمية لمدة ثلاث سنوات بمعسكر ات الامن المركزي وكان من المفترض ان يتم نقلهم في اتوبيسات ولوريات تابعة للشرطة من محطة مصر الي مقر المعسكر تمهيدا إلي نقلهم إلي باقي المعسكرات وكان هؤلاء الجنود تتكدس بهم عربات القطار وعددها12 عربة وكان الضحايا كلهم أمل في حياة جديدة بعد ان خرجوا من محافظات الصعيد الي القاهرة التي لم يشاهدوها من قبل حيث ان معظمهم لم يلق حظه من التعليم, وقد فوجئوا بأنفسهم مصابين وسقط منهم ضحايا كانت المرة الاولي التي التقوا فيها كانت بمعسكر التجنيد وكتب القدر النجاه لأكثر من1200 مجند من الموت المحقق وكان المصابون والضحايا قد فوجئوا بانفصال العربتين الأخيرتين من القطار بعد أن انفصل الجزء السفلي للعربة الأخيرة والتي يوجد بها مجموعة العجل وهنا ظل يصرخ المصابون في تلك العربتين ظنا منهم ان السائق سوف يشاهدهم لكنه سار أكثر من كيلو متر دون أن يشعر بما حدث الا ان ركاب القطار في العربات الاولي حاولوا تنبيهه ولكن دون جدوي وعندما بدأ يشعر انحراف بالقطار ليصطدم بقطار البضائع وتدخل القدر في منع كارثة محققة كان من الممكن أنيذهب ضحيتها جميع الركاب الموجودين بالعربات العشر الأخري لكن القدر كان رحيما بالمئات من أسرهم وهنا اختلطت الدماء بعربات القطار ولطخت القضبان بعد ان سالت الدماء عليها والأمر لم يتوقف عند ذلك بل امتدت الي جوانب القضبان وهنا سارع أهالي البدرشين في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه خاصة بعد ان تأخرت سيارات الإسعاف والتي لاتبعد سوي أمتار معدودة عن الوصول لإسعاف المصابين أو نقل الضحايا فقام الاهالي بنقلهم في سياراتهم الخاصة بل وصل الأمر الي انهم استخدموا مركبات التوك توك لنقل الضحايا والمصابين واعينهم تدمع لما شاهدوه وبعد أكثر من ساعة حضرت سيارات الإسعاف لتنقل المصابين والضحايا في الوقت الذي كانتا القيادات الأمنية بمديرية امن الجيزة وخاصة اللواءين كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية اللذين كانا من أوائل من وصل الي مكان الحادث وطلبا من رجال الدفاع المدني سرعة الوصول لانقاذ المصابين من أسفل العربات بل إنه تم الاستعانة بالإدارة العامة للحماية المدنية بوزارة الداخلية بإشراف اللواء عبدالعزيز توفيق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية والتي قضت أكثر من6 ساعات متواصلة وهي تقوم باستخراج المصابين والضحايا وجمع اشلائهم إلي ان حضرت أوناش السكك الحديدية العملاقة وقامت برفع العربات التي تحطمت في الحادث وهنا كان يصرخ الأهالي مطالبين الحكومة بامدادهم بسيارات أسعاف اخري بعد تزايد اعداد المصابين وبعد تفاقم الكارثة كانت هناك اتصالات مباشرة بين وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم مع القيادات الأمنية المتواجدة بمكان الحادث وهنا كان قراره بالتوجه الي مكان الحادث حيث حضر في الساعات الأولي من الصباح, وقام بمعاينة مكان الحادث وطالب رجال الحماية المدنية والإنقاذ بسرعة انتشال جثث الضحايا ونقل المصابين, وشدد علي عدم مغادرة القيادات الأمنية من مكان الحادث الا بعد التأكد من إزالة أثاره وكانت قيادات الأمن تسارع في رفع الأثار لتتمكن في الصباح من إزالتها تماما وتعود حركة القطارات الي طبيعتها. بينما حضر الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة إلي مكان الحادث وتفقد أثاره ورافق وزير الداخلية في زيارة المصابين بالمستشفيات ويأمر بسرعة صرف التعويضات للضحايا لتبلغ30 ألف جنيه للضحية وعشرة للمصاب وبعد أن تم إزالة أثار الحادث بالكامل. حضر الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الي مكان الحادث وهنا يخرج عليه أهالي البدرشين ووجهوا له هجوما لما حدث من كوارث وقعت في عهده كانت أكثرها بشاعة حادث أسيوط وحاول تهدئتهم, ولكن دون جدوي ويقترب منه أحد الشباب ويقول له: دماء هؤلاء الضحايا في رقبتك كما قال له: إنه له ثأر شخصي عنده وهو القصاص لنجل خالته جيكا الذي استشهد في أحداث محمد محمود الأخيرة, وبعدها انصرف رئيس مجلس الوزراء بناء علي نصيحة رجال الأمن ليتوجه الي المستشفيات لزيارة المصابين. كما قام العميد خالد عميش مفتش المباحث و العقيد محمد مجدي ابو شميلة مفتش الامن العام والمقدمان محمد غالب وعمرو شطا رئيس مباحث الحوامدية والنقيب هاني اسماعيل بحصر متعلقات الضحايا والمصابين تمهيدا لتسليمها الي اسرهم في الوقت الذي سجل فيه اهالي البدرشين ملحمة من البطولة بانقاذ المصابين والتبرع بدمائهم لانقاذهم وامدادهم بالهواتف المحمولة لاستخدامها في طمأنة أسرهم عليهم بعد الحادث, كما كون الشباب مجموعات تطوعية ذهبت الي المستشفيات لسد عجز التمريض بها وعملوا علي مساعدة الأطباء بها بعد ان قاموا بنقل المصابين والضحايا بسياراتهم الخاصة قبل وصول سيارات الإسعاف, وقامت السيدات والرجال بفتح أحد المساجد القريبة من مكان الحادث واستقبلوا الناجين من الموت بداخله وعملوا علي تهدئة روعتهم بعدما أصيبوا بحالة من الهلع والفزع بعد ان شاهدوا الموت بأعينهم.