مع بدء العد التنازلي لانتخابات الكنيست الإسرائيلي في الأسبوع المقبل يقف الناخب العربي حائرا بين دعوة بعض الاحزاب العربية لفلسطينيي48 بمقاطعة تلك الانتخابات المقررة في22 من الشهر الحالي احتجاجا علي ضعف التمثيل العربي في الكنيست. وعلي التضييق الذي تتعرض له الأحزاب العربية وبين الخوف من أنه في حالة المقاطعة وبرغم من أن الصوت العربي- حسب نتائج الانتخابات الاسرائيلية هامشي إلا ان ذلك سيفقد العرب ميزة الدفاع عن حقوقهم في برلمان الدولة التي تحكمهم ويحملون جنسيتها وهو ماسيفتح المجال أمام تفرد اليهود المتشددين بسن قوانين ضد المواطنين العرب. وذكرت مجلة تايم الأمريكية- في تحليل إخباري أوردته علي موقعها علي شبكة الإنترنت- أنه برغم أن فلسطينيي48 يشكلون نحو خمس تعداد سكان إسرائيل, إلا أن نسبة إقبال الناخبين منهم في الانتخابات الاسرائيلية بشكل عام كانت أقل بكثير عن نسبة مشاركة الأغلبية اليهودية. وقالت المجلة ان كثيرا من فلسطينيي48 يعتريهم خيبة أمل حيال عالم السياسة وشعور بالعزلة والاقصاء باعتبارهم أقلية في دولة اسرائيل, فضلا عن عدم رضاهم عن حالة التنازع وعدم الفعالية التي يظهر عليها ممثلوهم. وأشارت المجلة إلي أنه قد يحتفظ فلسطينيو48 بحقوق المواطنة التي تخولهم المشاركة في الخدمات الاجتماعية التي توفرها اسرائيل فضلا عن حق التصويت في الانتخابات العامة علي النقيض من أشقائهم الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية.لكنهم يبدون أكثر فقرا وأقل تعليما عن المواطنين اليهود وغالبا ما يتعرضون لتمييز عنصري في الالتحاق بالوظائف وسوق الاسكان. واعتبرت المجلة أنه نظريا, قد يتمكن عرب إسرائيل من الفوز بمقاعد وافية داخل الكنيست الاسرائيلي- البالغ إجمالي عدد مقاعده120 مقعدا, تمكنهم من التأثير في الشكل الذي سيخرج عليه الائتلاف الحكومي الجديد, ولكن قد تتسبب الانقسامات والاختلافات الايديولوجية والتناحرات الشخصية بين الاحزاب العربية في إبقائهم علي هامش عالم السياسة الاسرائيلي. وتتركز الأهداف الرئيسية للأحزاب العربية حول قضايا مطلبية للأقلية العربية في إسرائيل بشكل رئيسي, ناهيك عن شعارات عامة تدعو إلي إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة و من المهم أن نشير إلي النشاط السياسي للأقلية العربية في إسرائيل, فبرغم دخول العرب لعبة الحياة السياسية في إسرائيل فإنهم غير ممثلين حتي اللحظة بنفس ثقلهم البشري, ففي حين يشكلون نحو20% من سكان إسرائيل الا انهم لا يستحوذون إلا علي عشرة مقاعد في الكنيست الإسرائيلي الخامس عشر. وتخوض الانتخابات ثلاث قوائم عربية, بعد أن فشلت وكالعادة محاولات توحيدها في قائمة تحالف, لكن يمكن القول ان هناك تيارا يدعو للمقاطعة ويمكن اعتباره قائمة رابعة ويقف وراءها أبناء البلد وبرنامجها اقامة دولة فلسطينية في تخوم فلسطين التاريخية يعيش فيها اليهود والعرب, وتلقي حركة المقاطعة دعما غير معلن من قبل الجناح الشمالي في الحركة الاسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح, وهو الجناح الذي انشق قبل اعوام عن الحركة الاسلامية في اسرائيل بعد قرارها خوض الانتخابات البرلمانية عام1996 واحتجاجا علي خوض الانتخابات البرلمانية, الا ان الشيخ صلاح اعلن انه يمنح أنصار الجناح الشمالي حق الخيار بين المقاطعة والتصويت للحركات السياسية والدينية العربية التي تشارك في العملية الانتخابية. وقضية اخري تراود قادة الاحزاب العربية هي رفع نسبة الحسم الي اثنين بالمائة ما يعني وجوب ان تحصل كل من القوائم العربية الثلاث علي80 ألف صوت لتمثل في الكنيست الجديد, وتتميز هذه القوائم العربية برغم تفرقها باتفاقها علي شعارين أساسيين: رفع نسبة التصويت, وشعار لا للأحزاب الصهيونية, مشيرة الي الخطر الكامن في غياب تمثيل عربي وطني في الكنيست. أما القوائم العربية الثلاث المتنافسة في الانتخابات فهي: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة( الحزب الشيوعي) وشخصيات وطنية, والتجمع الوطني الديمقراطي, والقائمة العربية الموحدة العربية للتغيير والتي تتكون من الحركة الاسلامية الجناح الجنوبي و الحزب العربي الديمقراطي و الحركة العربية للتغيير.