أكد الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني أن ما يحدث في مصر هو مخاض للتغيير نحو إقامة الدولة المدنية الحديثة,ولكن يوجد إختلاف علي أسلوب إدارة الدولة. وهي عملية طويلة ستأخذ بعض الوقت نظرا لإختلاف الأيدولوجيات والرؤي السياسية, علي حد قوله. وأعرب القربي في تصريحات ل الأهرام عن ثقته في قدرة المصريين بالحوار وتغليب المصلحة العليا لوطنهم علي تجاوز أي صعوبات والوصول إلي توافق وطني وإزالة أسباب الاحتقان الحالية. وقال وزير الخارجية اليمني إن مصر ليست مهمة فقط لأبنائها ولكن لأن استقرارها يخدم أمن الأمة العربية لمكانتها ودورها الرائد والمحوري في أحداث المنطقة. وذكر القربي أن المتغيرات في المنطقة العربية وثورات الربيع العربي أثرت سلبا علي العمل العربي المشترك بشكل محدود, لكنه أكد أن التحرك الجماعي للعرب نحو المستقبل ليس ترفا فكريا أو حالة عاطفية, بل مصلحة وحاجة أساسية في ظل عالم لا يعترف بالكيانات الصغيرة والمفتتة. وحول مطالب بعض الأطراف وخاصة في الحراك الجنوبي بإنفصال جنوب اليمن, شدد الدكتور القربي علي أن قراري مجلس الأمن بشأن اليمن ونصوص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية واضحة ومحددة فيما يتعلق بالحفاظ علي الوحدة كضمانة لاستقرار وأمن اليمن والإقليم كله. وذكر وزير الخارجية اليمني أن كل اللقاءات الدولية مع ممثلي الحراك أكدت علي محورية القضية الجنوبية وعدالتها وأهميتها في السياق الوطني وضرورة معالجتها بالشكل المناسب, ولكن يجب أن تكون هذه المعالجات تحت مظلة الوحدة اليمنية, لأن أحدا لا يقبل بفكرة انقسام اليمن. معتبرا أن الحوار الوطني كفيل بمعالجة هذه القضية وغيرها بالشكل المرضي والعادل. وحول العلاقات اليمنية الإيرانية بعد الاحتجاجات اليمنية ضد طهران والكشف عن خلايا تجسس إيرانية في اليمن, أعرب القربي عن اعتقاده بأن الرسائل اليمنية وصلت بالتأكيد, حيث قال: لإيران رفضنا لتدخلها في الشئون الداخلية لليمن مثلما نرفض التدخل في شئون غيرنا, وهناك تحقيقات وقضايا في المحاكم. ونأمل أن تستجيب الأطراف المسئولة في إيران, وأن تراجع علاقتها مع الغير علي أساس الإحترام المتبادل وأن تدعم الوفاق الوطني في اليمن بدلا من دعم أطراف في مواجهة أطراف أخري. وكشف القربي عن إتصال نظيره التركي به في أعقاب ضبط شحنات أسلحة تركية مهربة إلي اليمن لتأكيد أن بلاده تقف مع كل الأطراف اليمنية علي مسافة واحدة وأنها تدعم أمن واستقرار اليمن, كما أكد أن الحكومة التركية لن تتواني عن معاقبة كل من يثبت تورطه في تهريب أسلحة إلي اليمن, لافتا إلي أنه أكد للوزير التركي أهمية التثبت من عملية التهريب قبل شحن أي مواد الي اليمن وأن يتم منع تكرارها مستقبلا. وفي سؤال حول موقف الحكومة اليمنية من التطورات في سوريا ومطالب بعض القوي السياسية اليمنية بطرد السفير السوري بصنعاء قال القربي: أولا لايوجد سفير سوري في صنعاء, وإنما قائم بالأعمال, وأيضا في دمشق لا يوجد سفير يمني بل قائم بالأعمال يتواجد هناك لخدمة حوالي3 آلاف طالب يمني يدرسون في الجامعات السورية ما يزال عدد منهم عالقا وعاجزا عن الخروج نتيجة تعقيد الوضع الأمني, ولهذا من المهم أن يتواجد موظفون في سفارتنا لتسهيل ومتابعة عودة اليمنيين. وجدد وزير الخارجية اليمني التأكيد علي موقف بلاده من الأحداث في سوريا. وهو أن الحكومة اليمنية ترفض العنف والاقتتال الدائر في سوريا سواء كان من قبل القوات الحكومية أو المعارضة, وأن الحكومة السورية مسئولة عن حماية حياة مواطنيها والاستجابة لرغبتهم في التغيير, مؤكدا علي أن الحوار هو وحده الطريق للخروج من هذه الأزمة الخطيرة ووقف حمام الدم اليومي وإعادة اللاجئين إلي ديارهم.