لم يكن مكانهن البيت فقط.. بل كان لهن دورعلي كل الساحات: العلم والدعوة, القتال والمعارك, الغزو والهجرة, وحتي لا ننسي دور الصحابيات, نستعرض مع الشيخ عمر الديب عضو مجمع البحوث الإسلامية نماذج من شخصياتهن, كأروع قدوة للفتيات والنساء, في الإرادة وقوة الإيمان, والتصدي للشدائد, وعدم الهروب من أي ميدان. فتاة المهام الصعبة فتاة صغيرة تقوم بدور( مخابراتي) خطيرلإنجاح مهمة هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم مع أبيها( الصديق) من مكة إلي المدينة, شقت( نطاقها) لتحمل لهما الطعام والشراب, وخاطرت بحياتها بالسير ليلا وسط الجبال, ناقلة أخبار المتآمرين, محاولة تضليل سراقة بن مالك, الذي تعقبها طلبا لمحمد صلي الله عليه حيا أو ميتا,ونجحت مهمة الصغيرة التي أكملتها بصمود آخر في وجه عدو الله( أبي جهل), ولم تجبرها لطماته القوية علي وجهها,أن تعترف له بمكان والدها. عجوز صامدة إمرأة عجوزيتمزق جلدها, ويسقط لحمها, والنيران تلهب جسدها, وزوجها يموت أمامها, ويعذب إبنها مثلها, كل هذا لكي تعود عن دين محمد إلي دين آبائها, ولكن لسان سمية بنت خياط( أم عمار) يأبي أن ينطق إلا بالحق الذي عرفه قلبها, فيشتد العذاب ويشتد الصبروالثبات, فتأتي البشري من النبي الكريم مع دموع تملأ عينيه: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة, وينهي أبو جهل حياة تلك البطلة بضربة حربة, فتموت مستحقة لقب أول شهيدة في الأسلام. إمرأة محاربة إنها بالفعل إمرأة, ولكنها ثبتت وقت أن فر الرجال, جاءت نسيبة بنت كعب يوم أحد حاملة السقاء والشراب, ولكنها تحولت إلي محاربة, عندما فوجئت بالخطر يحدق برسول الله, أحاطت به صلي الله عليه وسلم, تذود عنه وتتلقي الطعنات بدلا منه,إمتلأ جسدها بأكثر من عشر طعنات رمح وضربات سيف, ولم تتراجع,فاستحقت شهادة من النبي:( ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني) وكان الأروع, أنه دعا لها ولأهل بيتها بالبركة, واستجابته لطلبها بمرافقته إلي الجنة.