كتب: شريف الغمري مما لا شك فيه أن نتائج الانتخابات البريطانية التي ستجري اليوم ستكون تاريخية, فإذا فاز حزب العمال فستكون السابقة الأولي لاستمرار حزب بريطاني في الحكم لأربع فترات متتالية. وإذا فاز حزب المحافظين فسيكون مكسبا كبيرا لحزب قبع في الظل لسنوات عديدة. أما في حالة عجز الحزبين عن تحقيق الأغلبية المطلوبة فربما يضطر المتفوق منهما إلي التحالف مع حزب الديمقراطيين الأحرار وذلك للمرة الأولي في التاريخ الحديث. وتاريخ الحزبين السابق يكشف عن تداول السلطة بينهما منذ الحرب العالمية الثانية, حيث قام سير وينستون تشرشل الذي ينتمي لحزب المحافظين بتأليف حكومة تحالف خلال فترة الحرب, وكان خلالها رئيسا للوزراء في الفترة من عام1940 وحتي عام1945. وجاء بعده كليمنت أتلي زعيم حزب العمال والذي رأس الحكومة خلال الفترة من1945 وحتي عام1951. ثم تمت إعادة إنتخاب سير وينستون تشرشل من عام1951 وحتي عام1955 وبعدها تم انتخاب سير أنطوني إيدن زعيما لحزب المحافظين ورئيسا للوزراء خلال الفترة من عام1955 وحتي عام1957 ويعد إيدن أسوأ رئيس وزراء بريطاني في القرن العشرين, حيث كان المحرك الرئيسي لتحالف بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في شن العدوان الثلاثي علي مصر عام1956 وأدي فشل العدوان إلي نهاية الهيمنة البريطانية علي الشرق الأوسط وهو ما دعا إلي تقديم استقالته. وفي عام1957 تم انتخاب هارولد ماكملين من حزب المحافظين رئيسا للوزراء حتي عام1963 وقبل انتهاء فترة رئاسته بعام واحد تقدم ماكملين باستقالته لأنه كان سيقوم بعملية جراحية وقلق من عدم تعافيه وأكمل المدة المتبقية سير أليك دوجلاس هوم خلال الفترة من عام1963 وحتي عام1964. ولكن نجحت العملية الجراحية التي أجراها ماكملين وعاش حتي سن92 ولكنه لم يعد للأضواء مرة أخري. وفي عام1964 استطاع هارولد ويلسون زعيم حزب العمال في ذلك الوقت كسر احتكار حزب المحافظين للحكم والذي استمر من عام1951 وحتي عام1964 وانتخب رئيسا للوزراء من عام1964 وحتي عام1970. وفي عام1970 عاد حزب المحافظين للحكم مرة أخري بعد انتخاب إدوارد هيث زعيم حزب المحافظين رئيسا للوزراء في الفترة من عام1970 وحتي عام1974. وفي عام1974 أعيد انتخاب هارولد ويلسون زعيم حزب العمال رئيسا للوزراء من عام1974 وحتي عام1976, ولكنه تقدم باستقالته وتم اختيار جيمس كالاهان رئيسا للحزب ورئيسا للوزراء وإستمر من عام1976 وحتي عام1979. وفي عام1979 تم انتخاب مارجريت ثاتشر زعيمة حزب المحافظين لتصبح أول سيدة تتولي منصب رئيس الوزراء في بريطانيا واول رئيسة وزراء في اوروبا كلها.و استمرت في الحكم حتي عام1990 في سابقة لحزب المحافظين. ولقبت ثاتشر بالمرأة الحديدية نظرا لسياساتها الاقتصادية الصارمة.وقد اضطرت الي تقديم استقالتها في عام1990 بعد تنامي المعارضة لزعامتها وتأكدها من عدم قدرتها علي كسب انتخابات زعامة المحافظين, وتم انتخاب جون ميجور خلفا لها ورئيسا للوزراء حتي عام1997. وفي عام1997 تم انتخاب توني بلير زعيم حزب العمال رئيسا للوزراء في الفترة من عام1997 وحتي عام2007 وخلال الفترة الثالثة تنحي عن السلطة لوزير خزانته جوردون براون وفقا لاتفاق مسبق كان قد ماطل في تنفيذه لمدة عامين. ومنذ عام2007 وحتي اليوم تولي جوردون براون السلطة. فهل يستمر أم تكون أخر أيامه كرئيس لوزراء بريطانيا. ومن السوابق التاريخية في الانتخابات البريطانية أن سير روبرت ولبول كان أول من لقب برئيس وزراء بريطانيا واستمر رئيسا للوزراء لمدة20 عاما خلال الفترة من أبريل1721 وحتي فبراير.1742 أما أقصر فترة قضاها رئيس وزراء فكان وليام بولتيني حيث لم يستمر في الحكم سوي يومين فقط من10 وحتي12 فبراير1746, فقد طلب منه تشكيل الحكومة ولكنه لم يجد سوي فرد واحد يقبل العمل معه وفي ذلك الوقت كان رئيس الوزراء يتم تعيينه من قبل ملك بريطانيا. وكان وليام إيورت جلادستون رئيس الوزراء الوحيد الذي تولي منصب رئيس الوزراء لأربع فترات, حيث كان دائما ما يحصل علي ثقة الملك وغالبية أعضاء البرلمان. أما وليام بيت فيعتبر أصغر رئيس وزراء يتم اختياره وذلك في عام1783 فعمره في ذلك الوقت تعدي24 عاما بقليل. أما أكبر رئيس وزراء سنا خلال فترة ولايته الأولي فكان جون تمبل وذلك عام1855 وكان عمره71 عاما. في حين أطول فترة قضاها رئيس وزراء في الحكم كانت من نصيب وليام إيورت جولدستون في عهد الملكة فكتوريا حيث انه الوحيد في تاريخ بريطانيا الذي رأس4 حكومات وعندما تسلم وزارته الاخيرة في عام1892 كان عمره يزيد علي82 عاما.