كعادة صفحات سياحة وسفر السنوية في السبق والانفراد وإطلاع القارئ المصري والعربي علي مايحدث في العالم سياحيا وعلي أرقام حركة السياحة العالمية حتي نعرف أين نحن من العالم؟ ننشر اليوم أحدث ما أعلنته منظمة السياحة العالمية عن السياحة في العالم. فقد أعلنت المنظمة الأرقام والنتائج الكاملة لحركة السياحة العالمية في العام الماضي2009 من حيث اعداد السائحين والدخل أو العائدات, وكذلك الانفاق علي السياحة. وأكدت منظمة السياحة العالمية أن اعداد السائحين في العالم في2009 بلغ880 مليون سائحا مقابل919 مليون سائح في2008 وأن العائدات بلغت862 مليار دولار مقابل942 مليار دولار وأن قائمة الدول العشر الكبار أو مايسمي نادي الكبار تتصدرها فرنسا من حيث الاعداد وأمريكا من العائدات والمانيا في الانفاق. وإلي تفاصيل الحصاد العالمي في2009 بالأرقام والتحليل. وأكدت المنظمة في تقريرها الدوري البارومتر أنه بالنسبة لأعداد السائحين حول العالم لم تكن هناك تغيرات جوهرية في المراكز العشرة الأولي للدول الأكثر استقبالا للسياح والعائدات خلال2009. فقد استمرت فرنساوالولاياتالمتحدةوإسبانيا في احتلال المراكز الأولي في قائمتي عدد السياح والعائدات, وان كان الترتيب قد اختلف من قائمة لأخري فقد واصلت فرنسا احتلال المركز الأول في عدد السياح, بينما جاءت في المركز الثالث من حيث العائدات, أما الولاياتالمتحدة, فقد جاءت في المركز الأول في العائدات والثانية في عدد السياح الذين زاروها. وحافظت إسبانيا علي موقعها كثاني أكبر دولة تحقق عائدا من السياحة وأول دولة في أوروبا لكنها احتلت المركز الثالث من حيث عدد السياح عام2009. وقفزت كل من تركيا والمانيا مركزا واحدا في قائمة الدول الأكثر استقبالا للسياح,فقد جاءت تركيا سابعا, والمانيا ثامنا, وفي القائمة نفسها دخلت ماليزيا قائمة العشرة الأهم وجاءت في المركز التاسع. فقد أكدت المنظمة أن العائدات خلال العام الماضي2009 من السياحة العالمية بلغت852 مليار دولار أمريكي بالمقارنة مع942 مليار دولار عام2008, وهذا يعني انخفاض عائدات السياحة العالمية بنسبة6%. ولفتت المنظمة الانتباه إلي أن نسبة انخفاض العائدات زادت علي نسبة الانخفاض في عدد السياح في العالم. وأوضحت المنظمة أن العلاقة القريبة بين المؤشرين( الانخفاض من العائدات والانخفاض في اعداد السياح) يشير إلي أنه في وقت الأزمة تتأثر العائدات بنسبة أكبر من تأثر اعداد السياح. وبالطبع, فإن ترتيب الدول في شتي نواحي النشاط السياحي كان من بين ماتضمن التقرير ففي مجال الاتفاق تجاوزت الصين فرنسا لتحتل المركز الرابع في قائمة أكثر الدول انفاقا علي صناعة السياحة في العالم فقد زاد الانفاق الصيني علي السياحة بوتيرة هي الأسرع خلال السنوات العشر الأخيرة بعد أن كانت في المركز السابع في2005 قفزت إلي المركز الرابع عالميا بنسبة زيادة21%. وبعد حصاد2009 انتقل تقرير المنظمة في البارومتر أنه رغم المشاكل التي تواجهها صناعة السياحة والسفر وآخرها بركان إيسلندا, أكدت منظمة السياحة العالمية أن السياحة في العالم, تواصل النمو, والدليل علي ذلك زيادة عدد السياح خلال شهري يناير وفبراير الماضيين بنسبة7% بالقياس إلي نفس المدة من العام الماضي. وأظهر بارومتر منظمة السياحة العالمية, وهو تقرير دوري منتظم يقيس حالة السياحة, أن النمو السياحي كان قويا بصفة خاصة في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا, وتوقع البارومتر, الذي يشرف علي اعداده نخبة متميزة من الباحثين والخبراء في مجال السياحة والسفر, أن يزيد عدد السياح خلال عام2010 بما يتراوح من3 إلي4% بالمقارنة مع عام2009. تقرير البارومتر, الذي أصدرته منظمة السياحة العالمية من مقرها في مدريد قبل أيام, أشار إلي أن عدد السياح الذين زاروا العام خلال شهري يناير وفبراير الماضيين زاد بنسبة7%, وجاءت هذه الزيادة استمرارا لما حدث في الربع الأخير من العام الماضي عندما زاد عدد السياح بنسبة2% وكان هذا العدد قد واصل التراجع14 شهرا متوالية قبل أكتوبر2008, ورغم أن أرقام شهر مارس مازالت لم تكتمل بعد فإن الدول التي بعثت بنتائج هذا الشهر أكدت ان اتجاه الزيادة في النمو السياحي سيتواصل. وأشار التقرير إلي أن النمو كان ايجابيا في كل مناطق العالم خلال الشهرين, الأولين من عام2010. وبشكل عام, فإن البارومتر يرصد وصول عدد السياح خلال شهري يناير وفبراير2010 إلي119 مليون سائح بزيادة7% عن2009 لكن هذا الرقم مازال أقل بنسبة2% عن نفس الفترة من عام2008. وعن عام2010 تتوقع منظمة السياحة أن يزيد عدد السياح خلال العام بكاملة بنسبة تتراوح بين3 إلي4% وتقول المنظمة أن هذا التوقع لم يتغير نتيجة الفوضي التي حدثت في حركة الطيران في أوروبا بشكل خاص نتيجة تفجر بركان إيسلندا في إبريل الماضي. وبالرغم من أن تأثير البركان كان حادا جدا علي المسافرين وشركات الطيران وشركات السياحة ومنتجعات محددة, وكذلك علي مشغلي الرحلات في أوروبا فإن المنظمة تشير إلي أن إغلاق معظم المطارات الأوروبية في الفترة من15 أبريل الماضي ربما سببت خسارة تقل عن نصف في المائة من إجمالي عدد السياح المتجهين إلي أوروبا و3% من السياح في العام كله. لكن بغض النظر عن تلك الأزمة القصيرة الأمد التي سببها البركان, فإن النمو الايجابي الذي جري تسجيله خلال يناير وفبراير, والذي يعكس تحسنا في الوضع الاقتصادي, لايعني أن التحديات قد توقفت, وطبقا لمنظمة السياحة العالمية, فإنه رغم تحسن الوضع الاقتصادي بشكل واضح خلال الشهور القليلة الماضية, والتأثير الايجابي الذي انعكس علي صناعة السياحة فإن هناك عوامل عديدة مازالت باقية ويمكنها عرقلة حركة الانتعاش السياحي وتعريضها للخطر وأعلن مدير عام المنظمة طالب الرفاعي, خلال ندوة حضرها في العاصمة البلغارية صوفيا, ان الانتعاش الاقتصادي تقوده الآن الاقتصاديات الناشئة بينما مازالت الاقتصاديات الغربية والناضجة لم تخرج بعد من دائرة الأزمة. [email protected] المزيد من مقالات مصطفى النجار