جريمة يندي لها الجبين.. ولكن تشهد علي تفشي الجهل في مجتمع أعطي ظهره للدين والحق والعلم, وهرول وراء السحرة والدجالين لفك عقده.. أو تزويج عانس, أو توليد عاقر.. وكأن في يد الساحر عصا موسي أو فانوس علاء الدين السحري. وبدلا من أن يفك الساحر العقد جلب العار والخزي لقرية بأكملها, حتي كادت جباه كبار رجالها تلعق الثري من الخجل لأنهم بإرادتهم فتحوا الأبواب المغلقة لذلك الساحر وبإرادته نهش عرض إحدي نسائهم وكان مصيره الذبح بأسلحتهم انتقاما للشرف والكرامة,.. ولكن تبقي حكاية الدجال وصمة عار في جبين كل رجال القرية!! الجريمة البشعة دارت أحداثها في قرية زراعية بمنطقة محرم بك بالإسكندرية, وفاحت رائحة الجريمة في مدينة الإسكندرية بأكملها وذلك عندما عثر الأهالي علي جثة ممزقة علي طريق الإسكندريةالقاهرة الصحراوي, وتحديدا عند مدخل منطقة أبيس ودلت تحريات المقدم فرج صابر رئيس مباحث محرم بك أن المجني عليه03 سنة دجال ومشهور عنه ممارسة أعمال السحر والشعوذة, وتم تشكيل فريق عمل قاده العميد شريف عبدالحميد رئيس مباحث الاسكندرية لمعرفة المترددين علي الساحر, وكذلك الذين يتردد هو علي مساكنهم.. وأشارت خيوط البحث إلي تردده علي تاجر بمنطقة محرم بك كان قد تقدم لخطبة فتاة أكثر من مرة إلا أنها رفضته, مما دفعه الي اللجوء لذلك المشعوذ لعمل أسحار للفتاة حتي توافق علي الزواج منه وتصبح مثل الخاتم في إصبعه, ووعده التاجر بإعطائه مبلغا ماليا كبيرا, اذا نجح في أسحاره وسخر فتاته له.. ووافق الدجال علي الفور وطلب من التاجر عددا من الطيور لاستخدامها في تحضير الأسياد وارضائهم وتسخير الجان في المهمة. راح الدجال يصول ويجول بخاطره للبحث عن طريقة يدخل بها منزل الفتاة ووجد ضالته لدي أمها, التي لم تتجاوز الأربعين من عمرها وراح يترقبها ويرصد تحركاتها واختلق صدفة لمقابلتها وبمجرد أن وقع بصره عليها استوقفها وأخبرها أن لديها ابنة مسحورة وترفض الزواج بدون أسباب, ولابد من فك ذلك السحر وإلا ستظل ابنتها عانس أبد الدهر وطلب منها إجراء عدة جلسات مع الابنة لإخراج الجان من جسدها. زفت الزوجة الخبر لزوجها وأن عقدة ابنتهما أوشكت علي الحل علي يد الساحر, وهمس الأب في أذن أشقائه ورحبوا جميعا بالفكرة, ولأنهم أشد حيطة وحذر اشترطوا أن يعقد الدجال جلسات اخراج العفاريت من جسد ابنتهم داخل منزل أبيها بقرية بمنطقة محرم بك!! انفرجت أسارير الدجال خاصة بعد أن زاغ بصره علي أم الفتاة نظرا لجمالها وخفة ظلها, واشترط أن تكون الجلسة خالية إلا من الفتاة وأمها.. وهمس المشعوذ في أذن الأم أن تساعد ابنتها في فك السحر ولكي يتم ذلك لابد أن يعاشرها معاشرة الأزواج كي تحل عقدة ابنتها.. وأمام شبح العنوسة وافقت الأم ودأب الدجال علي معاشرتها بإرادتها في كل جلسة والفتاة نائمة.. وطالت فترة تردد الساحر علي منزل الرجال حتي سئم أهل القرية من كثرة زياراته وضاق التاجر العاشق الولهان من كثرة دفع المال للمشعوذ, وحدثت مشادة بينهما لسرعة إنهاء المهمة التي طالت دون أدني نتيجة, وبدأت الأم تضيق من علاقتها الآثمة معه وترفض تقديم التنازلات عن جسدها لذلك الشيطان, وبدأ الشك يتسلل لصاحب البيت ونيران الغيرة بدأت تشتعل في دمائه بعد أن ترك زوجته وابنته فريستين للدجال أسابيع وشهورا.. وأخيرا أفاق من غيبوبته وقرر أن يراقب الدجال وهو في خلوته مع زوجته وابنته حتي كانت الطامة الكبري عندما شاهده يعاشر زوجته. ثار الزوج وهاج ولقن الدجال علقة ساخنة ثم قيده بالحبال وجلب أشقاءه وأبناء عمه وأفراد عائلته وسرد لهم ما رآه بعينيه, وكادت جباههم تلعق الثري من الخزي والخجل وشعروا بالعار وعقدوا العزم علي قتله انتقاما لشرفهم وعند مدخل أبيس بطريق الاسكندرية مصر الصحراوي, انهالوا عليه طعنا بالخناجر والمطاوي حتي فارق الحياة وتركوه لتنهشه الكلاب الضالة, وتوصلت التحريات التي أشرف عليها اللواء ناصر العبد مدير المباحث الي شخصية الجناة وتمكنت المباحث من ضبطهم, وكشفت تحريات النقيبين محمود زمزم واسلام شومان أن الدجال القتيل دأب علي استقطاب السيدات العاقرات الي منزله لعلاجهن من العقم وكان يعاشرهن معاشرة الأزواج بعد دس الأقراص المخدرة لهن في اكواب العصير, وعندما يدب الجنين بين أحشائهن يتيقن أن الدجال قام بعلاجهن دون أن يدر بخلدهن انه يمارس معهن الرذيلة وقد يكون الجنين ابنه. وأمام النيابة اعترف المتهمون الثلاثة وهم من عائلة الفتاة انهم قتلوا الساحر ولو عاد للحياة مرة ثانية سوف يقتلونه ألف مرة, وبرغم القصاص إلا أن أهل القرية مازالوا يشعرون بالعار.