تتواصل الاستعدادات في العاصمة البحرينية المنامة لاستضافة القمة القادمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي, والتي ستعقد برئاسة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسي آل خليفة يومي24 و25 ديسمبر الحالي, حيث وجه العاهل البحريني الدعوات إلي قادة الدول الأخري لحضور القمة التي تعد الثالثة والثلاثين في سلسلة القمم الخليجية منذ تأسيس مجلس التعاون في عام.1981 وتكتسب القمة المقبلة أهميتها من الظروف والتحديات الاقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة والعالم وتلقي بظلالها علي الأوضاع في دول الخليج, التي تشهد بعضها قلاقل واضطرابات, فضلا عن التصعيد المستمر للتوتر بفعل الممارسات الايرانية, والأزمات التي لا تنتهي بين طهران والمجتمع الدولي بسبب الملف النووي الايراني. ورغم أن الحديث تكرر في الآونة الخيرة عن أن قمة المنامة ستبحث مشروع الاتحاد الخليجي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية, فإن تصريحات المسئولين البحرينيين, وفي مقدمتهم وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة, قد حسمت هذا الموضوع, وتأكد أن بحث موضوع الاتحاد سيكون في قمة منفصلة ستعقد بالعاصمة السعودية الرياض وسيعلن عن موعدها فيما بعد. وكما تؤكد مصادر بحرينية فإن القمة المقبلة ورغم أنها ستناقش العديد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون بين الدول الأعضاء, بما يعزز من جهودها ومساعيها لتحقيق التكامل وخاصة علي الصعيد الاقتصادي, إلا أن الاوضاع السياسية ستهيمن علي أعمالها, خاصة فيما يتعلق بالتهديدات التي تتعرض لها الدول الست الأعضاء في المجلس ومحاولات التدخل في شئونها تحت ذرائع مختلفة. وتشير المصادر إلي أن الأزمة السورية وتداعياتها ستحظي بأولوية في مناقشات القمة وأن قادة دول مجلس التعاون سيبحثون تداعيات وتأثيرات هذه الأزمة علي دول المنطقة, خاصة مع دعم هذه الدول للمعارضة السورية واعترافها بالائتلاف السوري المعارض, وتأكيدها علي حق الشعب السوري في تحديد خياراته المستقبلية. وربما يكون لافتا أن القمة تأتي بعد نحو اسبوعين من استضافة البحرين لمنتدي'حوار المنامة' والذي بات يعرف بالقمة الأمنية, والذي ينظمه سنويا في المنامة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن, وهو المنتدي الذي حظي هذا العام بمشاركة أمريكية وغربية بارزة حيث كان من بين المشاركين السيناتور الأمريكي جون ماكين ووكيل الخارجية الأمريكية وليام بيرنز ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لحقوق الانسان مايكل بوسنر وكذلك وزير البريطاني وليام هيج ومسئولين آخرين من مختلف أنحاء العالم. ورغم أن المنتدي يعقد سنويا في نفس شهر ديسمبر الذي تعقد فيه عادة القمم الخليجية, وأنه قد لا يكون هناك ثمة رابط بين المنتدي والقمة, إلا أن الرابط هذا العام هو أن أمن الخليج والتهديدات الايرانية تسيطر علي الاجتماعيين ومن ثم فإنه وبعد أن تعرفت المجتمعات الخليجية علي الرؤي الأمريكية والغربية في التعامل مع هذه القضية, فإنهم يترقبون كيف سيعالج القادة الخليجيون هذه المعضلة المزمنة والهاجس الذي لا ينتهي.. أمن الخليج؟!.