حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سحب الثقة من المدرسين الاوائل!

تحمل المدرسون الأوائل فوق عاتقهم مسئولية وضع امتحانات مراحل النقل الدراسية لسنوات طويلة‏..‏ تحملوها علي اعتبارهم الاقرب الي المناهج والاقدر علي صياغة اسئلة تخضع لمعايير مهنية‏.‏ وفجأة خرجت التربية والتعليم لتعلن سحب الثقة من المدرسين الاوائل باستبعادهم من وضع امتحانات النقل علي خلفية وقائع جرت لتسريب الاسئلة الي الطلاب عبر بعض المدرسين الذين يقومون علي الدروس الخصوصية. أسندت المهمة الي الموجهين ليتولوا وضع الامتحانات في وقت عانوا فيه العزلة والتهميش وغيابا لدور حقيقي يضطلعون به في خدمة العملية التعليمية.
كشف أيمن البيلي, وكيل نقابة المعلمين المستقلة, عن مخاطر تنطوي علي استبعاد المدرسين الاوائل من القيام بدور يناط بهم في وضع امتحانات النقل وشك في قدرة الموجهين علي صياغة أسئلة تربوية تتناسب مع قدرات الطلاب واتهم التربية والتعليم بإصدار قرار متسرع يفرغ القضية من مضمونها ولا يتصدي للمشاكل بإيجاد رؤي فاعلة تقبل التطبيق علي أرض الواقع.
ووجد الدكتور رضا مسعد وكيل أول وزارة التربية والتعليم في القرار بداية وخطوة علي طريق اصلاح أحوال امتحانات النقل وتحقيق العدالة التعليمية بين طالب يحصل علي دروس خصوصية وآخر يجتهد بعيدا عنها واعتبر الضمانات التي جري توفيرها لإنجاح التجربة كافية لتدارك أي آثار جانبية قد تحدث في هذه المواجهة ندرس أبعاد القرار.
أيمن البيلي وكيل نقابة المعلمين المستقلة:
تكليف الموجهين بوضع امتحانات النقل ترسيخ لفقدان الثقة
توجد ضرورة تقتضي تكليف الموجهين بوضع أسئلة امتحانات النقل بدلا من المدرسين الأوائل؟
تلجأ التربية والتعليم في أحيان كثيرة إلي اصدار قرارات غير مفهومة تعكس حالة من التخبط في الأداء وعدم القدرة علي طرح مفاهيم واضحة يمكن القياس عليها والوقوف علي حقيقة ما أصدرته.. لكنها العادة التي جري عليها نظام العمل وبات من الصعب رغم تغيير شامل أصاب القيادات التربوية, بناء واقع جديد للمنظومة التعليمية تواكب حجم ما اعتري المجتمع من تغيرات واسعة في شتي مناحي الحياة ويتطلب معه إيجاد صبغة تربوية تعين علي اداء دوره.
لم أجد وسط حالة التخبط السائدة مبررا يمكن الوقوف عليه في اتخاذ قرار علي هذا النحو الذي جري بتكليف الموجهين بوضع امتحانات النقل واستبعاد المدرسين الاوائل من مهمة تميز أداؤهم لها عبر سنوات طويلة.. لم تجد التربية والتعليم شيئا تكسر به حاجز العشوائية الذي مازال يصيب الامتحانات.. فأقدمت علي اتخاذ قرار يعمق فقدان الثقة في المعلم.. تصرف غريب ينطوي علي عدم فهم لواقع النظام التعليمي والافتراض جدلا بأن المعلم غير قادر علي أداء الأمانة التي يحملها في عنقه.
ثبت بالتجربة عدم قدرة المدرسين الأوائل علي وضع الامتحانات بمعايير مهنية؟
من الصعب ان تجد من يجزم بذلك ويقضي بأن المدرسين الأوائل غير قادرين علي اداء دورهم الذي يناط بهم دون غيرهم بحكم طبيعة عملهم.. فقد استطاعوا عبر السنوات الماضية وضع أسئلة امتحانات النقل ولم يظهر في الأفق جراء ذلك مشكلة تدفع بالتربية والتعليم الي سحب الثقة منهم وابعادهم عن مهمة هم الأقرب الي ادائها كونهم علي مقربة من النظام الدراسي بشكل مباشر علي عكس الموجهين الذين يبتعدون تماما عن الواقع التعليمي وممارسته علي الطبيعة. كل الأعذار التي يمكن ان تساق في هذا الشأن غير مقبولة ولا يمكن علاج أي اخطاء بها بل علي العكس تعمق المشاكل وتدفع المدرسين الأوائل للاحساس بعدم أهمية قيامهم بالعملية التعليمية.
المدرس الأول عندما يضع الامتحانات لمراحل النقل المختلفة, فانه يضعها وقف معايير واضحة يحددها التوجه علي أساس الجودة والتقويم والمنهج الدراسي والمهارات الفردية لكل تلميذ ونوعية الأسئلة.. إذن المدرس الأول تحكمه قواعد وإذا كان هناك خلل فإن التوجيه يتحمل مسئوليته.. ما أقدمت عليه التربية والتعليم لن يحقق شيئا للطلاب غير مزيد من التعقيد.
هل تري في النظام القائم ثغرات تسمح بتسريب الأسئلة وفقدان الامتحانات لعوامل الأمان المطلوبة؟
لقد وضعت التربية والتعليم في عنق المعلم مسئولية جسيمة برعاية أجيال عديدة بينما تعود وتتخذ قرارا يدفع الجميع صوب الإحساس بعدم الثقة.. منتهي التناقض. إذا كان هناك عيوب تراها التربية والتعليم في النظام المتبع فان عليها اتخاذ التدابير اللازمة نحو التعامل معها وليس بالبحث عن نظام بديل ينسف ما استقر عليه المدرسون الأوائل طوال سنوات ماضية..
ألا تجد في النظام القائم ما يشكل عبئا جسيما فوق عاتق المدرسين الأوائل؟
المدرس الاول يقوم بدور حيوي ومؤثر داخل المدرسة ويحكم منظومة أداء المدرسين بصفة عامة بما يجعله موجها مقيما.. القضية لم تكن في الأعباء التي يتحملها الموجه رغم أن توليه مسئولية وضع الأسئلة ليست بعبء كما يتصور البعض وانما تكمن في نظم جامدة عفي عليها الزمن.
يسود اعتقاد بأن الموجهين ليس لديهم دراية كاملة بالمناهج وبالتالي يفقدون القدرة علي وضع الامتحانات؟
أتصور أن القرار الذي صدر بتكليفهم لوضع أسئلة امتحانات مراحل النقل سيواجه بصعوبات بالغة.. ويدفع بالموجهين الي الدخول في معارك تربوية صعبة لن تمكن أحدهم من اكتساب المهارات والأدوات التي تعينه علي دوره طوال سنوات طويلة يفتقد القدرة علي ادائه وليس مقبولا بين يوم وليلة الدفع به دون تحضير واعداد وتأهيل.
جاء القصد من استبعاد المدرسين الأوائل بعيدا عن امتحانات النقل, تأسيسا لمنهج مختلف في هذا الشأن؟ا
الموجهون ليسوا علي دراية كافية بظروف تعليمية تحيط بكل مدرسة وللمستوي المهاري الذي يتمتع به الطلاب داخلها وغيرها من العوامل التي يتعين وضعها في الاعتبار عند وضع الأسئلة.. لانه ليس من المقبول وضع الامتحانات في جزر منعزلة عن المستوي التعليمي للطلاب الذي يختلف من مدرسة الي اخري ومن الريف الي الحضر ومن طلاب يواظبون علي الحضور الي اخرين يعتمدون علي الدروس الخصوصية.. القضية في تقديري يقف خلفها اقحام التعليم في النظم السياسية وتجاوز من بعض المدرسين الأوائل في هذا الشأن.
تتصور ان الإعداد لتكليف الموجهين بوضع الامتحانات جاء علي نحو يوفر ضمانات لتكون في مستوي الطالب؟
القرار خرج الي الوجود علي عجل ولم يدرس بعناية قبل اتخاذه أو حتي جري التحضير له علي نحو يسمح ببداية موفقة وتحقيق بعض من الأهداف المرجوة.. قرار اسناد مهمة وضع اسئلة امتحانات النقل جاء دون رؤية واضحة أو دراسة كافية تقوم علي أسس وقواعد راسخة.. لذلك فإن الأمور ستسير علي غير هدي ولن يستطيع أحد الإمساك بخيوطها كون القضية تواجه بمعضلة أساسية تتعلق بفقدان الامتحانات الموضوعة للمواصفات القياسية.
في وقت أحجمت التربية والتعليم عن تدريب الموجهين علي الاساليب العلمية في وضع أسئلة الامتحانات عبر دورات تكسبهم المهارات اللازمة في هذا الشأن.. في تقديري اسناد تلك المهمة لهم يعد انحرافا تربويا يضع مستقبل الطلاب علي حافة الخطر.
تولي الموجهين مسئولية وضع الامتحانات يمكن ان يترك وراءه أثارا سلبية ويلقي بظلاله علي الامتحانات.
طبيعة عمل الموجهين تسمح لهم بالاشراف علي مجموعة مدارس في وقت واحد وهذا يتطلب منهم وضع الامتحانات وفق ضوابط واضحة ويجيب علي الاسئلة التي تتبادر الي ذهن كثيرين وتتجسد في امكانية توحيد الامتحانات علي مستوي المدارس الخاضعة لاشرافه داخل الادارة التعليمية أم انه سيقسمه الي قطاعات واذا اتبع نظام التقسيم ما الضمان الذي يوفره لان يكون الامتحان علي مستوي هذه المدارس في مستوي الطالب علي اعتبار ان هناك مدارس يتمتع طلابها بمستوي علمي جيد واخري تعاني ضعف المستوي.. هناك اشكالية ولابد من البحث لها عن حلول تقبل التطبيق علي أرض الواقع.
عملية ترقية الموجهين خضعت في ضوء الواقع الي معايير شفافة؟
لقد تمت ترقية هؤلاء علي أساس قواعد غير شفافة وفي ظل قانون ملئ بثغرات نفذ منها من هم غير قادرين علي الاضافة للوظيفة, لم يستطع القانون رقم153 وتعديلاته فيما يخص الوظائف التربوية الفصل بين مهارات المدرسين وفتح الباب امام الجميع للمساواة بين من يملك القدرة علي العطاء ومن لا يملك وجاءت النتيجة بكل ما تحمله من مساوئ للوظيفة علي رأسها المحسوبية.
النظم التربوية السائدة تتطلب رؤية مغايرة لامتحانات مراحل النقل المختلفة؟
وتمكنت منظمة اليونسكو من تطبيق نظام التعليم التراكمي في دول افريقيا.. لكن مع الاسف الشديد حالت التجربة دون العمل بها في مصر لاسباب غير مفهومة.. ليس المقبول ان يجري النظام السائد علي هذا النحو الذي نراه في وقت يتطور العالم من حولنا ويقفز صوب تحقيق نتائج رائعة بينما يضع النظام التعليمي فيما يتعلق بالامتحانات فريسة لمنظومة فساد مالية تسمي الكنترولات المركزية التي يتربح منها مجموعة اعتادت علي نظمها العقيمة والمترهلة وساهمت في إهداء ما يقرب من ملياري جنيه سنويا.. نحن أمام أوضاع متردية تتطلب تحركا عاجلا.
رضا مسعد وكيل أول وزارة التربية والتعليم:
لم نشكك في المدرسين والقرار صدر لتحقيق العدالة
المتغيرات اقتضت تكليف الموجهين بوضع امتحانات النقل بدلا من المدرسين الأوائل؟
الموجه يؤدي عملا فنيا بحتا يقوم علي ثلاثة عناصر أساسية الأول وضع خطة الدراسة والثاني متابعة تنفيذها والثالث تقييم ما تم إنجازه, والوضع الحقيقي له في ضوء ذلك يتطلب قيامه بمهمة وضع أسئلة الامتحانات ظل الموجه طوال السنوات الماضية لا يؤدي دوره علي نحو جاد تجاه قيامه بواجبه التربوي والتعليمي وكان لابد من إعادته الي ميدان عمله الحقيقي.
التربية والتعليم تملك جيشا كبيرا من الموجهين ويتطلب الوضع الراهن إعادة توظيف واستغلال طاقاتهم ووجدنا في نظام تولي المدرسين الأوائل لوضع امتحانات مراحل النقل ما يدعو الي القلق في ظل عدم حرص البعض علي الالتزام بسرية الامتحانات وقد ارتكب هؤلاء خطأ جسيما جراء ذلك مما فرض تصحيح الأوضاع وضمان سرية الاسئلة وتحجيم ظاهرة الدروس الخصوصية.
الواقع أثبت عدم جدية قيام المدرسين الأوائل بوضع الامتحانات وفق معايير مهنية؟
اكتسبت الأوضاع القائمة نوعا من الفوضي ودفعت بأولياء الأمور الي إبداء مخاوفهم وتم اخذها علي نحو جاد والتعامل معها للتصدي لظاهرة قد تؤدي في لحظة الي تعميق حالة الفوضي المحيطة بامتحانات النقل.
ليس مقصودا علي الإطلاق بإسناد مهمة وضع الامتحانات الي الموجهين التقليل من أهمية ما يؤديه المدرسون الاوائل.. فكثيرهم يملكون خبرات ومهارات كافية تعينهم علي أداء تلك المهمة.. الأوضاع القائمة أطاحت بتساوي الفرص بين التلاميذ الذين يبذلون جهدا في اكتساب المعرفة وأخرين ليس لديهم القدرة علي التحصيل الدراسي.. لكنه يحصل علي أسئلة الامتحان.. كونه يتلقي دروسا خصوصية لدي المدرس الذي يضع الأسئلة وهذا يهدر تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية.
النظام المتبع يسمح بتسريب الأسئلة وفقدان الامتحانات عوامل الأمان الواجب تحقيقها؟
لن أقف علي شاطئ التشكيك في المدرسين الأوائل وألقي علي عاتقهم اتهامات بتسريب الأسئلة الي الطلاب.. لكن الوضع يفرض وجود سلوكيات يرتكبها البعض عن قصد أو غير قصد ليس ذلك المهم.. المسألة أننا أمام ظاهرة ويحتم الوضع إيجاد بدائل لغلق تلك الثغرات التي تؤدي الي نوع من الفوضي وعدم توافر عوامل الأمان في امتحانات مراحل النقل المختلفة..
ألا تجد في تكليف الموجهين بمهمة وضع الامتحانات ما يلقي بأعباء جسيمة فوق عاتقهم؟
اذا كنا قد أقدمنا علي إسناد وضع أسئلة امتحانات النقل إلي الموجهين.. فذلك ليس معناه انفرادهم بوضعها دون مشاركة من آخرين.. كل موجه تعينه علي أداء المهمة لجنة تقوم علي وضع الأسئلة وصياغتها وفق المعايير والضوابط المهنية الموجهون لن ينفردوا بوضع الامتحانات في غيبة معلمين آخرين.. الجميع سيتعاون معه في ضوء قواعد وضعت في هذا الشأن.. نحن لا نلقي بأعباء جديدة فوق عاتق الموجهين ولم يقصد منه ذلك لكنها خطوة تعيد لهم دورا فاعلا غاب عنهم وآن الأوان إلي تصحيحه وإيجاد صيغة عادلة وموضوعية للامتحانات.
يترسخ يقين بأن الموجهين تغيب عنهم المهارات بفنون وضع الامتحانات والإلمام بالمنهج الدراسي؟
التقليل من شأن الموجهين في تولي مسئولية وضع أسئلة الامتحانات علي النحو الذي يردده البعض يجافي الحقيقة ويطيح بسنوات الخبرة الطويلة التي اكتسبوها.. ليس من المنطقي الحكم علي تجربة بالفشل بينما نضع لها القواعد والأسس التجربة أتصور أنها ستحقق ما أردنا لها من أهداف والمصادرة عليها قبل بدء انطلاقها فيه إجحاف لنظام يمكن أن يحقق نقلة نوعية في التعامل مع امتحانات مراحل النقل.
التجربة التي بصددها التربية والتعليم تؤسس لمنهج مغاير فيما يتعلق بامتحانات النقل؟
التجربة التي تخوضها التربية والتعليم في هذا الشأن تدفع صوب تطوير نظم عمل الموجهين وتضعهم أمام مسئولياتهم التي يتعين عليهم تحملها ومحاولة لتقنين أوضاع الامتحانات التي أطاحت بقواعد العدالة الاجتماعية التي يجب أن تسود بين الطلاب.. الخطوة التي جاءت علي هذا الطريق هدفها سبر أغوار نظام لم يعد يحقق المأمول منه وكل يوم يمضي في وجوده يرسخ لإهدار الحقوق.. نحن أردنا من إسناد مهمة وضع الامتحانات للموجهين اكسابها نوعا من الجدية.
وبناء منهج وواقع مغاير بها لضبط العملية التعليمية والتصدي لظاهرة الدروس الخصوصية.
الظروف التي جري فيها تكليف الموجهين بوضع الامتحانات تكفي لضمان وضع أسئلة في مستوي التلاميذ؟
كل موجه يقوم بالإشراف علي ما يقرب من6 مدارس ولديه معرفة كاملة بما يدور فيها من خلال متابعات لنظام العمل واساليب وادوات التدريس وليس غريبا عليه في ظل ذلك اكتساب القدرة علي وضع امتحانات تستوعب كل المستويات المعرفية للطلاب, الموجه لديه خبرة كافية وكيف لا يكون علي قدر كبير فيها بينما يقوم علي ضبط أداء المدرسين الاوائل في هذا الشأن.. كل الضمانات موجودة أمام تحمله لهذه المسئولية والاضطلاع بها ويمكنه وضع امتحان ملائم.
تملك ضمانات كافية لتدارك الاثار السلبية التي قد تلقي بظلالها علي أسئلة الامتحانات؟
كل الضمانات جري توفيرها علي نحو أو اخر ولن ندع الموجهين يضعون اسئلة الامتحانات دون قواعد ومعايير مهنية تتعلق بالمستوي التعليمي لكل طالب وتحقق السرية الكاملة وتحول دون تسريبها, حيث يقوم كل موجه مع اللجنة المعنية بذلك بتكليف المدرسين الأوائل بوضع امتحانات كل مادة وتخضع للمناقشة والتعديل وليس بالضرورة ان يكون الامتحان الذي قدمه المدرس الأول هو ذاته المقرر الاجابة عليه في مدرسته.. سيكون هناك تباديل وتوافيق فيما يتعلق بالأسئلة وسيراعي فيها كل التفاصيل التي يتخوف منها البعض وستتناسب مع المستويات المختلفة.
تخضع عمليات ترقية الموجهين في ضوء القواعد المعمول بها لمعايير غير شفافة؟
كل الاجراءات التي اتخذت في هذا الشأن تعيد الثقة في وظيفة الموجهين والدور الذي يضطلعون به ولم يعد من بينهم من جري تعيينه دون الاستناد الي قواعد شفافة.. فقد قضي القانون رقم155 علي المجاملات التي تحدث في هذا الشأن ووضع شروطا قاسية تضمن اختيار أفضل العناصر المؤهلة لذلك.. ان اسناد مهمة وضع أسئلة امتحانات النقل إليهم يعد خطوة جادة علي طريق إصلاح احوالهم واشارة الي ان زمن المجاملات في اختيارهم للتوجيه مضي ولن يعود.. الجميع أصبح يلتزم بالقواعد المعروفة ولن نسمح باختيار من هم دون المستوي.
يطلب النظام التربوي المتبع رؤية مختلفة لامتحانات مراحل النقل الدراسية؟
لن نترك سنوات النقل يمضي فيها النظام الدراسي علي غير هدي ويتعامل معها الطلاب والمدرسون كأنها صورة مهملة وليس لها أهمية تذكر.. نسعي الآن عبر خطوات انطلقت علي الطريق لإصلاح تلك المنظومة والتغلب علي المشكلات التي تحول دون وجود رؤية جادة تقبل التطبيق علي أرض الواقع ولم يكن من السهل تحقيق ذلك بعيدا عن وضع عهدة أسئلة الامتحانات في عنق الموجهين لإشعار المعلمين والطلاب بأهمية تلك المراحل الدراسية وجدية النظام التعليمي فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.