يجري حاليا التفاوض بين عدد من البنوك وإحدي المؤسسات العاملة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة لاطلاق قروض بتمويل توصيل المنازل بالطاقة الشمسية لأول مرة في السوق, وذلك بهدف تأمين الاحتياجات من الطاقة عند انقطاع التيار الكهربائي. وقال وائل النشار خبير الطاقة الشمسية إنه تم التوصل إلي اتفاق مع بنكين وجار التفاوض مع بنوك أخري لتقديم هذه الخدمة للمواطنين, مشيرا إلي أن هذه الخطوة ستعمل علي حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي خاصة في الأماكن المهمة التي تتأثر خدماتها بانقطاع الكهرباء. وأكد أن مصر تعد من أهم الأسواق العالمية في مجال توليد الطاقة الشمسية, نظرا لطبيعة الجو والإمكانات الكبيرة التي تجعلها من أهم الدول التي يمكن أن تعتمد علي الطاقة الشمسية كمصدر أساسي لتوليد الكهرباء, داعيا إلي ضرورة قيام الحكومة بوضع تعريفة لتوليد الطاقة الشمسية, حتي يتم ضخها في الشبكة القومية للكهرباء. وأكد أن إصدار هذه التعريفة سيسهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات العالمية لمصر في هذا المجال, موضحا أن الطاقة الشمسية في ألمانيا تنتج35 ألف ميجاوات وهو أكبر من حجم شبكة كهرباء مصر, وعن المقارنة بالمناخ المصري نجد أن مصر أمامها فرص هائلة في هذا المجال. وأشار النشار إلي أنه أعد دراسة حول مستقبل الطاقة الشمسية في مصر, وتم رفعها للجهات المعنية, وكشفت عن أن تحويل جزء من توليد الطاقة في المستقبل إلي الطاقة الشمسية سيحقق عددا من الأهداف أهمها تخفيف الضغوط علي الميزانية فيما يتعلق بدعم الطاقة الذي يمكن إعادة توجيهه إلي قطاعات أكثر احتياجا, بالإضافة إلي خفض استهلاك الغاز الطبيعي وتعزيز الاقتصاد الأخضر. ووضعت الدراسة خطة للتوسع في الطاقة الشمسية لتحل محل الطاقة الأخري, حيث أشارت إلي أن إنشاء شبكة محطات من الطاقة الشمسية خلال الفترة من2013 حتي2027 سيتكلف500 مليار جنيه, وسيحقق هذا الاستثمار فوائد كبيرة للبنوك وسيتيح لها فرصا جيدة للتمويل والاستثمار, كما ستوفر750 ألف فرصة عمل والأهم من ذلك أن هذه المحطات ستوفر مصاريف تشغيل بأكثر من5300 مليار جنيه طوال مدة المشروع, كما ستقلل من الانبعاثات الكهربائية والتي تقدر بنحو700 مليون طن سنويا, كما ستوفر استهلاك الغاز الطبيعي. وأوضح أن الطاقة الكهربائية تغطي حاليا99% من التعداد وليس جميع السكان, أي أن هناك نحو مليون شخص ليس لديهم كهرباء, فإن توفير الخدمة لهم يحتاج لمليارات كثيرة خاصة أن معظمهم من المناطق الصحراوية والوعرة التي يصعب عمل شبكات الكهرباء فيها, لذلك فإن الحل الأمثل لمثل هذه المناطق هو الطاقة الشمسية. وكشف وائل النشار عن أن أسعار الطاقة الشمسية انخفضت بنحو70% خلال العامين الماضيين بسبب تزايد الإنتاج العالمي, حيث كان حجم الإنتاج واحد ميجا فقط زاد حاليا إلي أكثر من7 آلاف ميجا, موضحا أن هناك توجها كبيرا لهذه الطاقة لذلك من المهم وضع تشريع لتحديد قيمة الكيلو وات/ ساعة حتي ينتعش هذا الاستثمار في مصر.