أكد الدكتور ميلاد إسماعيل مدير عام مستشفي منشية البكري أن المستشفي قد استقبل حالتي وفاة لشابين و371 مصابا خلال أحداث الاشتباكات التي شهدها قصر الاتحادية وكان أغلب الإصابات بطلقات نارية حية وخرطوش معظمها في الرأس والبطن. وكدمات والبعض الآخر كان مصابا بجروح قطعية وكسور في أنحاء متفرقة من الجسم حيث قام فريق من الأطباء وطاقم التمريض بجهود مضنية في سباق مع الزمن لإجراء الفحوصات اللازمة والإسعافات للمصابين وخرجت جميع الحالات المصابة ماعدا حالة واحدة كانت خطيرة لشاب اسمه محمد حسام الدين طالب بكلية الحقوق جامعة عين شمس(20سنة) مصاب بطلق ناري حي بالبطن. وفي لقاء بالمصاب محمد حسام وهو عضو في حركة6 إبريل الذي كان يرقد داخل المستشفي في حالة خطيرة ويقول إنه كان معتصما بميدان التحرير وعندما علم وزملاؤه بالأحداث المؤسفة التي شهدها قصر الرئاسة وسقوط مصابين قرر الذهاب للمشاركة في إ نقاذ وإسعاف المتظاهرين المصابين إلا أنه وأصدقاؤه فوجئوا بحشود هائلة من الجماعات الإسلامية يطلقون الرصاص الحي والخرطوش بصورة عشوائية علي المعارضين للرئيس مرسي ولم أشعر بنفسي إلا بعد أن استقرت طلقتان من الرصاص الحي في بطني وسقطت علي الأرض غارقا في دمائي وتم نقلي بدراجة بخارية إلي مستشفي منشية البكري العام بحدائق القبة وأصبت بغيبوبة و أفقت منها وبعد أن أنقذتني العناية الإلهية من الموت المحقق بفضل الفريق الطبي. ويقول الدكتور حمدي سلام وهو الطبيب الذي أجري العديد من الجراحات للمصابين من بينهم حالة محمد حسام الدين وقرر أن الأخير كان مصابا بنزيف داخلي وهبوط حاد نتيجة طلق ناري اخترق جدار البطن فتحة دخول وخروج أدت إلي تهتك بالكبد وتم إنقاذه وعمل الجراحة اللازمة له, ويقول الدكتور جمال محمد عبد المنعم نائب مدير عام المستشفي أن معظم المصابين من صغار السن والذين تراوحت أعمارهم من15 إلي25 عاما وتم نقل بعض الحالات المصابة بطلقات نارية بالمخ والعمود الفقري إلي مستشفي عين شمس التخصصي والدمرداش, في الوقت الذي كان يفترش فيه أهالي الشهيدين الأرصفة أمام مستشفي منشية البكري في انتظار خروج الجثتين وتسلمهما ويقول رضا محمد شقيق الشهيد محمد علي سنوسي الذي أصيب بطلق ناري بالبطن خلال أحداث قصر الاتحادية إنه تلقي اتصالا هاتفيا من شخص يخبره بأن شقيقه يرقد بين الحياة والموت بالمستشفي إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يودعه كما استقبل المستشفي هاني محمد سمك(32سنة) مقيم بالدقهلية مصاب بطلق ناري بالصدر وانه فارق الحياة قبل إسعافه. ويروي محمد سيد نجار صديق الشهيد محمد محمد علي سنوسي الذي كان يعارض الإعلان الدستوري أن احداث الاتحادية كانت حرب شوارع وأننا كنا نجري إسعافات للمصابين ونساعد رجال الاسعاف الذين كانوا يسابقون الزمن لنقل الضحايا والمصابين الي المستشفيات الا ان صديقي اختفي وظللت ابحث عنه وكانت المفاجأة انني شاهدته من بين الضحايا يحمل علي الأكتاف والدماء تسيل من جسده غير مصدق ما حدث له فسقطت علي الارض ابكي خاصة أنه كان يتيم الأب والأم وقد استقبل شقيقه جثته داخل المستشفي بعد أن أصيب بطلق ناري حي في البطن وأخري بالكتف اليمني وظل يصارع الموت داخل العناية المركزة بالمستشفي حتي فارق الحياة.