في تمام السابعة مساء21 يوليو من العام قبل الماضي انطلق بث قناة( التليفزيون العربي) في احتفال وزارة الإعلام بمرور50 عاما علي بدء الإرسال التليفزيوني في مصر والتي عرضت تفاصيل أيام من تاريخ الوطن وأعمالا فنية لعمالقة الدراما وبرامج لرواد الحوارالتليفزيوني مع رموزالأدب والصحافة والفن وحفلات لنجوم الطرب الأصيل وغيرها, ففتحت عيون المشاهدين علي بعض من كنوز تراث لا يقدر بثمن نجح في جذبهم إليه, ثم بعد20 يوما توقف بثها مع وعد بإعادتها تحت مسمي جديد هو(التراث). ومضي مايزيد علي عامين أسدل خلالهما الستارتماما عليها ومعها كنوزماسبيروالإذاعية والتليفزيونية, التي تحتوي علي التراث البانورامي بمضمونه المتميز المتنوع النادرالذي يفرض علي من يهمه الأمرالحفاظ عليه واستغلاله ماليا عملا بالمثل القائل في معناه مع بعض التغيير(أن ماسبيرو الذي يواجه أزمة مالية حقيقية يجب عليه التفتيش في كنوز تراثه القديمة للخروج منها), خاصة بعد أن أصبحت ديونه20 مليار جنيه ؟! يقول د.حسن عماد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة وعضومجلس أمناء الإذاعة والتليفزيون: إنه في الوقت الذي أصبح فيه الإنجاز الوحيد لحماية كنوز تراث ماسبيرو قد تمثل في توفيرمكان جديد لتخزينها, فإن ذلك لا يعني الحفاظ علي صلاحيتها لأنه يشبه وضع فاقد الحياة في قبره, بينما كان المفترض أن يتم العمل بجدية علي نقلها للنظام( الديجيتال)- مهما تكن التكاليف- ثم وضع خريطة لإذاعتها علي شبكات الإذاعة وعرضها علي شاشات الفضائيات المصرية التابعة لماسبيرو بأعدادها الكبيرة مع البدء في تسويق حقوق الانتفاع بها للإذاعات والفضائيات العربية والخاصة مما يجلب عائدا ماليا كبيرا من المؤكد سوف يسهم بقوة في حل الأزمة المالية التي يعاني منها ماسبيرو, ويضيف: إن كل الشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية في العالم تستمد قوتها من تراثها القديم, وعلي الرغم من أن ماسبيرويملك رصيدا لا حصر له من كنوز التراث منفردا علي المستوي العربي إلا أنه للأسف لم يستفد منه حتي الآن, وأخشي أن يتذكره المسئول عن الإعلام في الوقت غيرالمناسب, حين يقضي الإهمال علي الشرائط الحاملة للتراث فلا ينفع معها الترميم ويضيع تاريخ الوطن وإبداع أجيال من قمم الإعلام المسموع والمرئي وأعمال نجوم الفكروالفن, ولذلك سوف أقوم في الإجتماع المقبل لمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعرض ضرورة نقل التراث الإعلامي من علي الشرائط القديمة التي قد تتلف إلي وسائل تكنولوجية متطورة تحفظها وتجعلها صالحة للعرض والعمل علي الإستفادة منها بغرض تحقيق الربح المالي لخزانة ماسبيرو. وهو مايؤيده الإعلامي محمود سلطان عضومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون والذي يؤكد أن رصيد ماسبيرومن التراث إذا خرج للنور, فإنه سوف يحقق عدة نتائج أولها يتمثل في العائد المالي المتوقع تحقيقه والثاني استعادة الإذاعات والفضائيات المصرية لريادتها التي تعني الكثيرأدبيا, ثم اتاحة الفرصة للجيل الجديد من الإعلاميين ليتعلموا ممن سبقوهم آداب الحوارالإذاعي والتليفزيوني بعد أن أصبح هدف كثيرمنهم الإساءة لضيوف برامجهم لاستفزازهم لجذب المشاهدين والإعلانات تقليدا لما يفعله كثير من مقدمي البرامج بالفضائيات الخاصة. وتري الناقدة د.عزة هيكل إن الاهتمام بالتراث من شأنه فتح سوق ينفرد فيها ماسبيرو بعرض كنوزه من التراث وأيضا الوجود عبر نافذة ذات قيمة إعلامية مختلفة في مضمونها المتميزولا مثيل له علي المستوي العربي, ولكن غياب الرؤية الشاملة التي تفرض وجوب تقديم إعلام متنوع بين القديم الجيد والجديد الذي يركز علي متابعة الأحداث, ينتج عنها اختيارالمسئول عن الإعلام لاختصارمعظم ماتقدمه الإذاعة أوالتليفزيون في البرامج السياسية مع القليل من الألوان الإعلامية الأخري لمجرد ملء الفراغ فقط وليس لتقديم المحتوي المتنوع المتوازن في الرسالة الإعلامية التي تهدف إلي جذب المشاهد بأفضل مايقدمه الميكروفون أوتعرضه الشاشة والذي يمتلكه ماسبيروفي تراثه ويقدربه علي حسم المنافسة مع الإذاعات والفضائيات الأخري لصالحه وأتعجب من عدم استغلاله حتي الآن.