لا تخلو محافظة من محافظات الجمهورية من مصانع بير السلم التي لا يهتم أصحابها سوي بتحقيق المكسب السريع, بغض النظر عن الأضرار التي قد تلحق بالإنسان والحيوان والأرض جراء استخدام منتجات غير مطابقة للمواصفات أو مجهولة المصدر أو منتهية الصلاحية, سواء كان هذا المنتج سمادا للأرض أو علفا للحيوانات أو مواد غذائية. وفي سوهاج, انتشرت هذه المصانع بشكل كبير داخل مخازن خاصة أو شقق داخل المناطق السكنية, وكان أكثرها انتشارا مصانع المواد الغذائية, حيث غابت ضمائر هؤلاء ولم يخطر ببالهم أنهم يبيعون الموت لأهلهم. فيقول عبدالله السيد( موظف): لقد قررت أنا وعائلتي الامتناع نهائيا عن شراء العصائر المعبأة في زجاجات, خوفا من أن تكون من إنتاج هذه المصانع, وأنصح الجميع بذلك حتي يتم ردع هؤلاء المجرمين الذين غابت ضمائرهم. وقالت نادية محمد( ربة منزل): لابد أن تكون هناك متابعة مستمرة لهذه المصانع العشوائية وضبط المخالفين وتوقيع عقوبات رادعة للحفاظ علي الأمن الغذائي للمواطن السوهاجي وحماية المستهلك. وأكدت ذلك عفت مازن( ربة منزل) التي تشتري المنتجات الغذائية بحرص شديد محاولة البحث عن المصدر وتاريخ إنتاج المنتج, خوفا من هذه المصانع التي يكون معظم ما تنتجه خاصا بالأطفال الذين يصبحون ضحية لهؤلاء التجار. وبرغم انتشار تلك المصانع وكثرتها إلا أنها ليست غائبة عن الرقابة, فيقول العقيد جلال أبوسحلي مدير إدارة مباحث التموين بسوهاج: لقد تمكنا في الفترة الأخيرة من خلال عدة حملات علي هذه الأماكن من ضبط عدد من المصانع لإنتاج العصائر دون ترخيص, واستخدامها لسلع ومدخلات إنتاج مجهولة المصدر في عمليات التصنيع وطرحها بالأسواق بدائرتي قسمي أول وثاني سوهاج وحي الكوثر, حيث تم ضبط23 ألف عبوة عصير جافة و6آلاف عبوة منتهية الصلاحية و959عبوة مواد خام و4200 زجاجة عصير مملوءة جاهزة للبيع و580باكتة و42 ألف زجاجة فارغة, ومازلنا نواصل هذه الحملات لحماية المواطنين من غش التجار وتعرض حياتهم للخطر. وأضاف فتحي السمان, مراقب عام الأغذية بمديرية الصحة, أن الحملات مستمرة وبكثافة علي الأسواق والمحلات, خاصة بعد أن تعددت الشكاوي من وجود عبوات عصائر مجهولة المصدر بالأسواق, مشيرا إلي أن مصانع بير السلم تقوم بتجميع زجاجات العصائر الفارغة وغسلها بالاستعانة ببعض العمالة وإعادة تعبئتها بالعصير بمدخلات إنتاج مجهولة المصدر أو منتهية الصلاحية وطرحها بالأسواق.