ذكرنا السبت الماضي أن العقيدة الدينية المتشددة وتعميق الفكر الجهادي داخل البشر هي صناعة أمريكية غربية بدأت بفكر السيطرة علي المناطق والدول الاستراتيجية واللوجستية سواء كانت غنية أو فقيرة, وملاحقة تطورها السريع في مجال السياسة العالمية والإقليمية. البداية كانت في أفغانستان بهدف إقصاء الاتحاد السوفيتي( الشيوعية) وإحلال الولاياتالمتحدةالأمريكية( الرأسمالية), وبعد ذلك كان التوجه التالي دخول الهند وباكستان بحجة النزاع النووي, وامتلاك القوي النووية.. ثم فرضية الأيدلوجية الدينية بينهما( مسلمين وهندوس) في بؤرة صراع ولاية كشمير.. وجار استثمار الخلاف, مع تعزيز الهند بالتطور العسكري والعلمي والاقتصادي, ودخول باكستان أتون الجهاد الإرهابي.. ومازال مستمرا!!, وسبق ذلك دخول الامبراطورية الفارسية في صراع الانشقاق الداخلي بالثورة الأولي بزعامة( مصدق), وتلاها الثورة الثانية بزعامة رجل الدين( الخوميني) لتصبح هي الأخري في أتون الصراع الديني بين ملالي الشيعة وشيوخ السنة وبين العلمانيين لتفتعل حرب أخري بينهم ودخول دولة العراق المحكوم بأيدلوجية السنة حربا وقحا ومشينا بتحفيز من الغرب ليقضي علي الأخضر واليابس في كل من الدولتين وحصد أرواح الأبرياء, وسفك دماء شعوبهما علي أراضيهما.. ومازالت مستمرة!!, وقبل ذلك دخلت الامبراطورية العثمانية في مرحلة التصفية لكيانها الممتليء بالصراعات الإقليمية والقومية بعد الحرب العالمية ونتائجها بغرض التقسيم والهيمنة علي منطقة الشرق الأوسط لدول مرسومة الحدود بالمسطرة, بعيدا عن الأيدلوجية العرقية والقومية يإرادة الغير( معاهدة فرساي) لتكبل بالوصاية والانتداب علي أطلالها, وتزرع دولة إسرائيل( بوعد بلفور) المشئوم, وتحل نكبة48 علي أرض فلسطين وشعبها, وتحيا المقاومة بقيادة فتح وزعيمها ياسر عرفات لتحقيق مشروعية حق الشعب في الدولة علي أرضها, وحق عودة اللاجئين, لتفرض أيدلوجية الدين المنظم والمتغلغل في قطاع غزة( الإخوان) بإنشاء كيان حماس, ويحتدم الانشقاق بهدف الانقضاض علي مشروع الكيان الفلسطيني وأهدافه. ( للحديث بقية) [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم