1 في9 نوفمبر 1977 قبل 35 سنة فاجأ الرئيس الراحل أنور السادات العالم بإطلاقه صاروخا للسلام أعلن فيه أمام مجلس الشعب استعداده للذهاب إلي آخر العالم من أجل أن يحمي أولاده من نيران الحرب وستدهش إسرائيل عندما تسمع أنني علي إستعداد للذهاب إلي الكنيست نفسه( البرلمان الإسرائيلي) والتحدث إلي أعضائه. إعتبر إسماعيل فهمي وزير الخارجية في ذلك الوقت ماقاله السادات لحظة حماس زائدة واتصل بالمرحوم علي حمدي الجمال رئيس التحرير يطلب إليه مراعاة ذلك وعدم إبراز حكاية ذهاب السادات إلي القدس, فلما عرف السادات بذلك ثار وماج مؤكدا أنه يقصد مايقول وأنه ليس الرئيس الذي يبني سياسته علي زلة لسان. لم يكن واضحا ماذا يمكن أن يحدث بعد أن أطلق السادات صاروخه. فالعلاقات بين مصر وإسرائيل غير موجودة, وأمريكا كانت تنفذ ماتقوله إسرائيل, وليس هناك طرف واضح مستعد أن يتقدم ويدفع صاروخ السادات إلي هدفه, ومن ثم كان دور والتر كرونكايت مدير تحرير شبكة سي بي سي الأمريكية وأحد كبار المذيعين الأمريكيين الذين تثق بهم أمريكا لمواقفه في حرب فيتنام وأزمة ووترجيت التي أطاحت بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون. كان أول من اتصل به كرونكايت في تلك الليلة تليفون دسك الإهرام وكنت المسؤول السهران فرددت عليه دون سابق معرفة ولكنني فوجئت به يطلب مني معرفة إن كان الرئيس السادات جاد فعلا فيما أعلنه وعلي إستعداد للذهاب إلي إسرائيل. أبلغت بذلك رئيس التحرير الذي اتصل بالرئيس وبعد أقل من نصف ساعة عاد كرونكايت واتصل بي فأبلغته أنه يستطيع أن يعلن أن الرئيس صادق ويعني كل كلمة قالها أمام مجلس الشعب. كنا مساء الأربعاء9 نوفمبر, وفي خلال48 ساعة كان والتر كرونكايت قد تحول إلي مؤسسة مسؤولة لإدارة أكبر حدث يشهده الشرق الأوسط بعد حرب أكتوبر, وربما لولا الجهود والتحركات التي قام بها لما جرت زيارة القدس في الموعد الذي تمت فيه.. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر