سوهاج محمد مطاوع علام ونيفين مصطفي: خان العشرة وكسر العصا التي كان يتوكأ عليها وهدم الجدار الذي كان يرتكن عليه بعد رحلة شاقة من اللقاء وخان الأمانة وهتك العرض والشرف ولقن ابن عمه درسا قاسيا في النذالة لم ينسه أبد الدهر وغرس نصل سكين بارد في قلبه. بعد أن فتح له ابن العم أبوابه وجالسه مع زوجته وأبنائه وكان له السند والشقيق والرفيق والمخرج من كل الأزمات.. والقلب الطيب العطوف واليد الحنون إلا أن النذل ضرب بكل ذلك عرض الحائط وراود ابنة ابن عمه الصغيرة عن نفسها وفي غفلة من عائلتها عاشرها معاشرة الأزواج, ووقعت الصدمة علي الأب كالصاعقة, واتفق مع ابن شقيقة زوجته علي غسل عارهما وقتل خائن العشرة والأمانة. أصل الحكاية بلاغ تلقاه اللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن سوهاج من رقيب شرطة ثروت محمد(34 سنة) من قوة مركز شرطة المنشأة بالعثور علي جثة مفصولة الرأس عند مروره بأرض زراعية يستأجرها بقرية جزيرة محروس بدائرة مركز أخميم.. فانتقل العميدان الحسن عباس مدير المباحث الجنائية ومحمود العبودي رئيس مباحث المديرية, وتبين للعقيد خالد الشاذلي رئيس فرع بحث الشرق والمقدم شريف عبدالعال رئيس مباحث مركز أخميم أن رأس المجني عليه تبعد عن جثته نحو متر وبها جروح قطعية باليدين والوجه وبتفتيش المجني عليه لم يتم العثور سوي علي روشتة باسم سيدة داخل طيات ملابسه كانت الخيط الذي تم من خلاله التعرف علي شخصية القتيل, حيث تبين بالاستعلام من الأحوال المدنية أن الروشتة تخص زوجة عامل يدعي نبيل. ن(36 سنة) يقيم بدائرة مركز أخميم وتم استدعاء الزوجة وشقيق المجني عليه(34 سنة) وتعرفا علي الجثة إلا أنهما لم يتهما أحد بالتسبب في ذلك, وبالبحث في خلافات المجني عليه وخط سيره وآخر من تقابل معهم تم التوصل إلي أن وراء ارتكاب الواقعة مبيض محارة44 سنة يقيم بدائرة مركز سوهاج, وابن شقيقة زوجته(38 سنة) عامل محارة مقيم بدائرة مركز المنشأة وتم ضبطهما. وقال المتهم الأول: إن المجني عليه ابن عمه عامل في مزرعة دواجن, وكان يعمل معه في أعمال المحارة لمساعدته في مواجهة أعباء الحياة, لأنه متزوج ومعه أطفال, وائتمنه علي بيته وأسرته إلا أنه خان الأمانة بأن غرر بابنته الكبري(16 سنة) واستدرجها لشقته في غياب زوجته ومعاشرتها معاشرة الأزواج مستغلا صغر سنها وسذاجتها, وأنه علم بذلك من ابنته منذ أربعة أشهر دون أن تعلم والدتها فقرر التخلص منه انتقاما لشرفه وشرف ابنته واتفق علي ذلك مع ابن خالتها التي انطبقت آثار أقدام تم رفعها من مكان الجريمة علي آثار أقدامه كدليل إدانة له وبالفعل توجها لمحل عمله بمزرعة الدواجن قبل الحادث بعشرة أيام وتقابلا معه هناك إلا أنهما فشلا في التخلص منه فاتفق مع نجلته علي استدراجه بالتليفون لمنطقة بالجبل الغربي, وحضر للمكان وكان في انتظاره الأب وابن الخالة اللذان قاما باصطحابه لمكان الجريمة بدراجتين بخاريتين, حيث أجهزا عليه وفصل رأسه عن جسده بسكين ومطواة والاستيلاء علي أوراقه الشخصية وحرقها ودفن تليفونه المحمول حتي لا يتم التعرف علي شخصيته والتخلص من ملابسهما وأدوات الجريمة بإلقائها في النيل القريب من المكان وفرا هاربين. وأضاف الأب أنه غير نادم علي جريمته انتقاما لشرفه ولو عاد القتيل للحياة لقتله مرة أخري, وأن أكثر ما يضايقه أنه أعطاه الأمان. أما المتهم الثاني فقال إنه غير نادم علي قتل خائن الأمانة فمنذ علمه من زوج خالته بما حدث, اتفق معه علي التخلص من المجني عليه في أقرب وقت لغسل عارهما, وأن الإصابة التي في يده اليسري من آثار مقاومة القتيل وقت ارتكاب الجريمة, وقد أرشد المتهمين عن مكان تليفون القتيل. وبعرض المتهمين اللذان لم يستغرق الكشف عنهما وضبطهما أكثر من36 ساعة علي النيابة, أمر حسام عبدالباسط وكيل نيابة مركز أخميم بإشراف أحمد القاضي مدير النيابة بحبسهما بعد اعترافهما تفصيليا بارتكاب الواقعة وتمثيلها وعمل معاينة تصويرية لها.