إذا كان البعض يري أن المناخ الدولي الراهن قد وضع أمتنا العربية في خنادق الدفاع أمام هجمة شرسة من الافتراءات والدعاوي الكاذبة, وأن ذلك أمر فوق طاقة الأمة. فإن هناك من يري- وأنا منهم- أن هذا المناخ برغم عتمته وضبابيته يمكن أن يكون مدخلا لفرصة لن تتاح لنا بسهولة مرة أخري لكي نعيد ترتيب أوضاعنا ترتيبا صحيحا يرتفع إلي مستوي وحجم التحديات والمخاطر! و ليس أسوأ من الاستسلام لمقولات نرددها- دون وعي- عن متغيرات عالمية دهمت الدنيا كلها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ثم نسلم بأنها كوارث قدرية لا نستطيع مجابهتها. نعم لقد تغير العالم بعد 11 سبتمبر, وتغيرت الظروف, وتبدلت قواعد اللعبة الدولية فهل يعني ذلك أن نستسلم لهذا التغيير, وأن نقبل بما فيه من زيف وبهتان, ونحن جلوس في مقاعد المتفرجين نكتفي بالمشاهدة ونندب حظنا, ونقر بعجزنا. إن الأمم العظيمة لا تفعل ذلك.. بل ولا تقبل ذلك كفرضية نظرية... ثم إن الأمم العظيمة هي التي تستطيع أن تتغير بقدر ما تتغير الظروف المحيطة بها وأن تسعي بكل الجهد والإخلاص لكي تكون طرفا محاورا اعتمادا علي ما تملكه بين يديها من مؤهلات توفر لها الحق في أن تدخل إلي قاعات الحوار, ولا تكن مثل الذين ينظرون ما سوف يتقرر لهم وهم جلوس في مقاعد المتفرجين! و أيضا فإن الأمم العظيمة هي التي لا تتوقف عن الحركة التي تضبط بوصلة حركتها في الاتجاه الصحيح لكي تملك القدرة علي تجنب الأخطار ليس بسياسة الهروب, وإنما بمنهج الاستعداد والتأهب لهذه المخاطر. و إذا لم نفعل ذلك- وبسرعة- فإن ما يقال الآن- تلميحا- عن حلول الخريف العربي بعد أشهر قليلة من ثورات الربيع العربي قد يصبح- غدا- حقيقة يصعب تجاهلها! خير الكلام: تنام الأفعي ولكن سمها لا ينام! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله