غداة انسحاب القوات الحكومية من بلدة سراقب في إدلب شمال سوريا, شنت المعارضة السورية المسلحة هجمات ضارية علي قاعدة تفتناز الجوية الإستراتيجية للجيش النظامي المجاورة. يأتي ذلك في وقت قتل فيه13 شخصا برصاص الجيش في أنحاء متفرقة من البلاد, في حين يبحث الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم في الرياض الأوضاع في سوريا وانعكاساتها علي دول المنطقة خاصة لبنان. وتعد زيارة أولاند للمملكة هي الأولي له منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية, يرافقه خلالها وفد وزاري رفيع المستوي يضم وزير الخارجية لوران فابيوس,ووزيرة الدولة للتجارة الخارجية نيكول بريك,ومستشار أولاند الدبلوماسي بول جان أورتيز, والسفير الفرنسي في الرياض برتراند بيزانسينو. ومن فيينا كتب مصطفي عبدالله: أعلنت الخارجية النمساوية في بيان لها أن وزير الدولة للشئون الخارجية راينهولد لوباتكا أكد خلال لقائه مع نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز في فيينا أن الحل السياسي هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يضع حدا لدوامة العنف ويجعل سوريا تنفتح علي الديمقراطية بمشاركة كل أطياف المجتمع. علي صعيد متصل, قالت هيئة التنسق السورية أن عناصر المعارضة المسلحة أعلنت بدء عملية تحرير تفتناز, مشيرة لاندلاع اشتباكات عنيفة بين الثوار وعناصر الجيش. كما أكدت الهيئة أن الثوار استولوا علي قاعدة تدعي الدولية الجوية مما أسفر عن مقتل ضابط نظامي وإصابة8 مسلحين. وتتواصل أعمال العنف في الوقت الذي تتسع فيه هوة الخلاف بين جماعة المعارضة الرئيسية في سورية والإدارة الأمريكية قبل يوم واحد من بدء مباحثات مهمة للمعارضة السورية في قطر. وقال المجلس الوطني السوري في بيان إن أي مباحثات تهدف إلي تجاوز المجلس أو تشكيل هيئات جديدة لتحل محله هي محاولة لتقويض الثورة السورية من خلال نشر بذور الانقسام. في هذه الأثناء, وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اقتراح إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إجراء تعديل كبير في قيادة المعارضة السورية بأنه عملي, لاسيما في ظل استمرار القوي الدولية في البحث عن حلول سياسية من شأنها أن تسهم في وقف الحرب الطاحنة في سوريا,وأن تنقذ المدنيين الذين وقعوا في مأزق ما بين قوات الرئيس بشار الأسد, وقوات المعارضة المسلحة. وأشارت الصحيفة إلي أن تأكيد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي هذه الخطوة التي سيتم من خلالها إعادة تشكيل المعارضة السورية تعد أجرأ الخطوات التي اتخذتها واشنطن حاليا, ولاسيما أن هذا يعني سحب واشنطن دعمها للمجلس الوطني السوري. من ناحية أخري, أكد كمال اللبواني المعارض البارز وأحد المشاركين في تشكيل الهيئة الوطنية السورية, استمرار المعارضة في محاولة تشكيل جسد سياسي قادر علي تلبية مطالب الثورة وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال اللبواني في تصريح لراديو سوا امس إنه من المهم للقوي الداخلية التفهم أن العمل السياسي في حاجة إلي أشخاص ذوي خبرة في التعامل مع الظروف السياسية المختلفة. وأرجع عدم وجود أحزاب علي الساحة السياسية في بلاده إلي النظام القمعي الذي عمل علي تدميرها, مشيرا إلي أن هناك مجموعات سياسية في الخارج.