سيطرت حالة من الهلع وإعلانات حالات الطواريء والإجلاء الإجباري علي الولاياتالمتحدة مع اقتراب الإعصار ساندي الذي وصفه المسئولون الأمريكيون بفرانكنستورم نسبة إلي فرانكشتاين والوحش الأخطر منذ أكثر من70 عاما من اجتياح الساحل الشرقي الأمريكي المكتظ بالسكان, وبخاصة مع ما قد ينتج عنه من فيضانات ضخمة ورياح وأمطار غزيرة, وهو ما اضطر السلطات الأمريكية لسلسلة من الإغلاقات للمكاتب الحكومية والبورصة ووقف النقل العام بمدينة نيويورك. جاء ذلك في الوقت الذي شكل فيه الإعصار ساندي مفاجأة نهاية أكتوبر من العيار الثقيل لسباق الانتخابات الأمريكية إذ ادي الي تعطيل عملية التصوت المبكر في ولاية ميريلاند, وهناك مخاوف من تكرار ذلك في ولايت أخري. وحذر المسئولون من أن الإعصار الذي جاء من شمال الكاريبي مخلفا أكثر من60 قتيلا سوف يربك الحياة علي الساحل الشمالي الشرقي لعدة أيام, وأن نيويوركالمدينة التي لا تنام دخلت في حالة طواريء, وأمرت بإجلاء أكثر من370 ألف في المناطق المنخفضة من جزر كوني في بروكلين إلي مدينة بارك سيتي في مانهاتن, ومنحت11 مليون تلميذ يوم إجازة وفتحت76 مركز إيواء في المدارس العامة. وأكدت مراكز الأرصاد الأمريكية أن50 مليون شخصا يعيشون في مسار الإعصار من الساحل الأمريكي إلي كندا, معتبرة ساندي أضخم إعصار يضرب الولاياتالمتحدة, وأشارت إلي أن الإعصار سيضرب شاطيء ولاية نيوجيرسي خلال الساعات القليلة المقبلة. وتوقع خبراء الأرصاد أنه علي الرغم من أن ساندي ليس في قوة كاترينا الذي دمر نيو أورليانز في2005, فإن الرياح المصاحبة له ستصل سرعتها إلي520 ميلا في الساعة, أي حوالي835 كيلومترا في الساعة, ومن المتوقع أن يقتلع الأعصار الأشجار ويلحق أضرارا بالمباني ويتسبب في انقطاع كبير للكهرباء خلال الأيام القليلة القادمة. ومع اقتراب الإعصار, تهافت السكان المقيمون علي المسار المتوقع لساندي علي شراء كشافات الإضاءة والمولدات الكهربائية والبطاريات والمواد الغذائية والإمدادات الأخري تحسبا لانقطاع الكهرباء. وقام الأمريكيون بإطلاق عدة أسماء علي ساندي منها رعب الجحيم.وأعلنت الحكومة الاتحادية الأمريكية أنها ستغلق مكاتبها في واشنطن بسبب اقتراب الإعصار ساندي, كما ستتوقف خدمات النقل العام في العاصمة الأمريكية ومدينتي فيلادلفيا ونيويورك, وستظل مدارس منطقة واشنطن مغلقة, وأوقفت بورصة نيويورك التداول لأول مرة منذ17 عاما. وفي تطور آخر, أخرج الإعصار الانتخابات الأمريكية عن مسارها, مما أجبر المرشح الجمهوري ميت رومني علي تحويل حملته بعيدا عن الساحل, وأذكي مخاوف من أن يفسد الإعصار الذي سيضرب الساحل الشرقي الانتخابات التي بدأت تجري بالفعل. وبعد أن سيطر عليه شبح كاترينا الذي أطاح بالرئيس الأمريكي السابق جورج بوش, حاول أوباما التعامل مع مهامه المختلفة قال إن الساحل الشرقي ذا الكثافة السكانية العالية يواجه انقطاعا للكهرباء وغيرها من الاضطرابات لعدة أيام. ووقع الرئيس الأمريكي أوباما علي مراسيم بإعلان الطواريء في ولايات: نيويورك وماساتشوسيتس وكونيتيكت وميريلاند وواشنطن العاصمة ونيوجيرسي وبنسلفينيا ورود آيلاند. ووصف أوباما بعد اجتماع مع مسئولي إدارة الطوارئ الاتحادية ساندي بأنه عاصفة خطيرة وضخمة, وأهاب بسكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة مراعاة الأوامر الصادرة من مسئولي الولايات والمحليات لحماية أنفسهم من العاصفة. وغير رومني مسار حملته من فيرجينيا للانضمام إلي مرشح الحزب لمنصب نائب الرئيس الذي يخوض معه الانتخابات في أوهايو, وهي إحدي الولايات المتأرجحة التي ستحسم نتيجة الانتخابات. وتوجه أوباما لاحقا إلي فلوريدا في إطار حملته الانتخابية. وشأنه شأن رومني, ألغي لقاءات في فيرجينيا, وهي من الولايات الحاسمة التي يمكن أن تتحمل الجزء الأكبر من أثر الإعصار. وسيطرت حالة الهلع من اقتراب ساندي علي الأسواق العالمية وأسعار البترول بعد إغلاق البورصة الأمريكية وول ستريت ووقف مصافي التكرير في الساحل الشرقي الأمريكي العمليات مما خفض استخدام البترول في أكبر بلد مستهلك له في العالم.وتراجع مزيج برنت تسليم ديسمبر المقبل14 دولار إلي108 دولارات.
