عند حدوث كارثة تقوم الدنيا ولاتقعد وبمرور الوقت يعود كل شيء كما كان وكأن شيئا لم يحدث, فبرغم أن مدينة السلام شرم الشيخ تعد، أحد أفضل المدن السياحية بمحافظة جنوبسيناء وتضم منطقة حي الرويسات البالغ مساحتها أكثر من8 آلاف متر مربع ويقطن بها مايزيد علي40 ألف مواطن وتقع علي الطريق الدائري للمدينة والتي يمر منها رواد سياحة السفاري الجبلية قاصدين زيارة الوديان والتجمعات البدوية للاستمتاع بجمال الطبيعة فانها تعد الوجه القبيح لشرم الشيخ أمام روادها من السائحين خاصة بعد زيادة أعداد التعديات علي أراضي الدولة الي الآلاف والبناء دون ترخيص بطريقة عشوائية في مناطق شديدة الخطورة منها مخرات السيول وتحت سفح الجبال وخطوط الضغط العالي, الأمر الذي ينذر بكارثة الدويقة ويعرض حياة المتعدين علي أراضي الدولة الي خطر محقق. الأهرام رصدت حجم الكارثة علي الطبيعة عندما شدد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء خلال جولاته الميدانية السابقة للمنطقة علي ضرورة ازالة التعديات علي أراضي الدولة خاصة أن هناك العديد من المتعدين عليها قاموا بالبناء في مناطق شديدة الخطورة مما يعرض حياتهم للخطر, وهناك من قام ببيع مساحات كبيرة من الأراضي رغم أنها ملك الدولة بآلاف الجنيهات بدعوي ملكيتهم لها من خلال التوريث. لذلك قرر المحافظ في شهر ابريل الماضي تشكيل لجنة لوضع خطة عاجلة لإزالة التعديات بمنطقة الرويسات بمدينة شرم الشيخ خاصة مدخل3, حيث انتشرت التعديات علي جانبي مخرات السيول والقاء مخلفات البناء ببحيرة السد الحاجز لمياه السيول مما يشكل ضررا كبيرا علي أرواح المواطنين اذا لم يتم تفعيل القانون. وعلي الفور تم تشكيل اللجنة برئاسة اللواء محمود عيسي السكرتير العام المساعد للمحافظة وعضوية نائب مدير الأمن وممثل من الشرطة العسكرية. ومدير الادارة الهندسية والموارد المائية, وقد أثبتت اللجنة انتشار هذه التعديات مما يؤثر علي مجري النيل وبحيرة تخزين المياه. بالاضافة لوجود تعديات أخري بالمنطقة المتاخمة للجبل مباشرة مما يشكل خطورة بالغة علي الأرواح في حالة حدوث أي انهيارات جبلية مما يعود بالذاكرة لكارثة الدويقة بالقاهرة, وقد طلبت اللجنة من المسئولين بالمدينة وضع خطط فورية لازالة التعديات بدءا من المناطق شديدة الخطورة مع تطوير المنطقة وذلك بالتنسيق مع قوات الأمن والقوات المسلحة والتنسيق مع مشايخ وعقلاء البدو لإقناع المتعدين بضرورة الإزالة الفورية حفاظا علي أرواحهم. من جانبه أكد اللواء حسام السباعي رئيس مدينة شرم الشيخ تزايد اعداد حالات التعديات علي منطقة حي الرويسات بالمدينة من901 حالة قبل الثورة الي3 آلاف حالة تعد خلال هذه الفترة حيث أقام المتعدون المباني لاثبات ملكيتهم لها وتتراوح مساحة كل حالة من200 الي300 متر مربع, ويرجع السبب الرئيسي في زيادتها الي حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر في أثناء الثورة وماأعقبها من تداعيات وشعور المواطنين بأحقيتهم للأرض بدعوي التوريث. وأشار رئيس مدينة شرم الشيخ الي أن المحافظ قام بمخاطبة جهاز تطوير العشوائيات التابع لمجلس الوزراء لايجاد حل مناسب لهذه التعديات وتم تصوير المنطقة واجراء الرفع المساحي لها بالأقمار الصناعية وتحديد3 مناطق خطرة لايجوز البناء عليها ولايسمح قانونا بوجود المواطنين بها أو حصولهم علي تصريح بالبناء وهي: مخرات السيول والمناطق المحيطة بالجبال وتحت خطوط الضغط العالي وتقرر اخلاء المواطنين منها وايجاد مناطق بديلة قبل أن تتكرر كارثة الدويقة في شرم الشيخ مرة أخري.