أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان عن قلقها علي سلامة آلاف المسلمين في ميانمار, بعد أن كشفت صور بالأقمار الصناعية، عن تحول تجمع سكاني مزدهر إلي رماد خلال أسبوع من العنف بين مسلمي الروهينجا والبوذيين من عرقية راخين في غرب البلاد. وتظهر الصور التي نشرتها المنظمة ومقرها نيويورك دمارا شبه تام لجزء تقطنه أغلبية مسلمة من كياوكبيو إحدي مناطق ولاية راخين. وأفادت مصادر في الأممالمتحدة عن فرار الآلاف إلي معسكرات للاجئين نتيجة لتجدد الاضطرابات في غرب البلاد. وقال فيل روبرتسون نائب مدير المنظمة لشئون آسيا يتعين علي حكومة بورما سرعة توفير الأمن والحماية للروهينجا في ولاية أراكان راخين والذين يتعرضون لاعتداء وحشي. وقالت هيومن رايتس ووتش إن أكثر من811 من المباني ومنازل القوارب قد تمت تسويتها بالأرض في كياوكبيو في24 أكتوبر, مما أجبر كثيرين من الروهينجا علي النزوح شمالا بطريق البحر إلي سيتوي عاصمة الولاية. وأشارت تقارير غير مؤكدة عن قوارب محملة بالروهينجا الذين يحاولون عبور الحدود البحرية إلي بنجلادش التي تمنعهم من حق اللجوء السياسي منذ.1992 وقال نازحون من الروهينجا إن عشرات الزوارق المحملة بالمسلمين الفارين دون طعام ولا ماء من كياوكبيو, وهي منطقة صناعية مهمة للصين, ومن مناطق ساخنة أخري, حاولت الوصول منذ أمس الأول إلي مخيمات النازحين المكتظة في سيتوي عاصمة راخين. وقالت مؤسسة فاون لارك التي تقدم العون لنازحي الراخين البوذيين عثورها علي16 جثة لأشخاص من الراخين في البحر لقوا حتفهم في هجمات يوم الخميس الماضي. وقال متحدث باسم حكومة راخين إن عدد القتلي بلغ112 شخصا حتي يوم الجمعة الماضي, وبعد ساعات من ذلك البيان, عدلت وسائل إعلام رسمية العدد نتيجة لما قالت إنه خطأ إحصائي إلي67 قتيلا من21-25 أكتوبر, إضافة إلي95 مصابا ونحو ثلاثة آلاف منزل مدمر. وقالت إيزابيل ارادون نائب مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة آسيا والمحيط الهاديء إن العنف الأخير يظهر مدي الحاجة الملحة إلي إيقاف دائرة العنف والتفرقة التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا في ميانمار. وفي تلك الأثناء, رجح أحد أعضاء مجلس النواب في ميانمار قيام الحكومة بالدعوة إلي فرض حالة طواريء في ولاية راخين إذا استمر العنف الطائفي هناك. ومن جانبها, أبدت المفوضة السامية للشئون الخارجية والأمن لدي الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون قلقها البالغ ازاء تجدد الفتنة بين الطوائف في ولاية راخين بميانمار وحثت جميع الأطراف علي العمل من أجل وضع حد فوري لما سمته بالعنف الأحمق, مؤكدة مواصلة الاتحاد الأوروبي الضغط لإيصال مساعدات الاغاثة دون عوائق. كما أعربت تركيا عن أسفها وقلقها من استهداف مسلمي الروهينجا في أراكان, وأشار بيان صادر عن الخارجية التركية إلي تكرار استهداف المسلمين, مناشدا حكومة ميانمار اتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف تلك الهجمات. وأكد البيان أن أنقرة تواصل تقديم مساعداتها الإنسانية للمسلمين في أراكان بالتنسيق مع حكومة ميانمار.