تحقيق:ماري يعقوب العيدية تمثل مظهرا مهما من مظاهر العيد بالنسبة للاطفال والكبار..فهي عادة قديمة تضفي علي العيد لونا جماليا يحمل الفرحة والبهجة التي نراها علي وجوه الاطفال وتشيع روح المحبة بين افراد الاسرة. وتنمي قيم التواصل والالفة بين من يعطي ومن يتلقي علي الرغم من ان المعني في الاصل رمزيا للتواصل والتكافل بين افراد المجتمع بكل طوائفه. رشا رفعت محمد طالبة بالاعدادية تقول ننتظر صباح يوم العيد لنحصل علي العيدية وتكون فرحتنا كبيرة عندما تكون النقود جديدة واشعر بقيمة التكافل حينما اري والدي يقدم كسوة لبعض الايتام. صابر ابراهيم طالب بالمرحلة الثانوية يقول رغم ان والدي يعطي العيدية لحارس العقار وابنائه الا انني ايضا احرص اتا وشقيقي علي ان نستقطع جزءا من العيدية لشراء لعبتين صغيرتين لطفليه لاننا نشعر ان الفقير لابد ان يشعر بفرحة العيد مثلنا. والعيدية في نظر هيام محمود طالبة بالسنة النهائية بالجامعة شيء مهم جدا فتقول لا زلت انتظرها رغم انني اوشكت علي التخرج ورغم ان والدي موظف بسيط الا انه يجيب طلبنا بمضاعفة العيدية كل عام..اما درية ابراهيم مدرسة فتقول الاحساس بالمحتاج والفقير فضيلة اوصانا بها الاسلام واحرص علي غرسها في نفوس تلاميذي واعطي العيدية للاطفال الفقراء حتي لو كانت بسيطة ولكن ليقلدني من يراني من اطفال الاسرة او من تلاميذي بالمدرسة. د.ساهر هاشم استاذ الطب النفسي يري ان العيدية فرصة ممتازة لتعليم الاطفال الكثير من القيم والمهارات كالتخطيط وترتيب الاولويات والادخار والاحساس بالاخرين.. وهذا لايعني التضييق علي الاطفال او حرمانهم من الاستمتاع بالعيدية ولكن دور الاباء ان يعلموا اولادهم تقسيم العيدية الي ثلاثة اجزاء, الاول للانفاق والثاني للادخار والثالث للتصدق في اوجه الخير وعلي الام ان تعلم ابنها كيف يعطي الاخرين من ماله حتي لو كان قليلا بمعني الجود, اي ان السخاء لا يرتبط بالغني والفقر وان هناك من هو اقل منه واكثر احتياجا منه وان ادخال الفرحة علي الآخرين هو من احب الاعمال الي الله تعالي وهذه القيم لن يتعلمها الطفل بالمحاضرة او شفاهة ولكن تغرس في نفسه بالممارسة والفعل كان يتم اصطحاب الطفل الي احدي الجمعيات الخيرية ودعوة الطفل ليقوم بشراء هدية او قطعة حلوي لطفل يتيم او محتاج ويري بنفسه مدي فرحة هذا الطفل بهديته ويري د.جمال صبحي استاذ علم النفس بكلية التربية جامعة عين شمس ان العيدية تعد رمزا للفرحة التي قد يقاسم الكبار فيها الصغار وقد تتخذ اشكالا اخري غير النقود فقد تكون هدايا بسيطة او ثمينة او باقات ورد, فالهدف منها هو اشاعة جو البهجة في المنزل بين افراد العائلة. والعيدية في الاصل هي كلمة عربية تعني العطاء او العطف كما يشير الي ذلك د.محمد فرج استاذ التاريخ الاسلامي بجامعة عين شمس مضيفا انها ترجع الي عصر المماليك فكان السلطان المملوكي يصرف راتبا اضافيا بمناسبة العيد للجنود والامراء والعاملين معه وكانت تسمي الجامكية وتتفاوت قيمتها تبعا للراتب فكانت تقدم للبعض علي شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وتقدم لآخرين دنانير فضية والي جانب ذلك كانت تقدم الماكولات الفاخرة.. وفي العصر العثماني اخذت العيدية اشكالا اخري حيث كانت تقدم نقودا وهدايا للاطفال واستمر هذا التقليد الي العصر الحديث.