صحة وسلامة الإنسان نابعة من جودة وسلامة غذائه والبيئة المحيطة به ولذلك فالدول المتقدمة من خلال مراكزها البحثية وجامعاتها لها رؤية واضحة لتحسين حياة مواطنيها من خلال سلامة الإمدادات الغذائية لهم أما عندنا فالجامعات والمراكز البحثية غائبة عن هذا الأمر تاركة المجال للجان أخري قد لا يكون لها علاقة بهذا الأمر. الدكتور طلعت الخطيب مدير مركز صحة وسلامة الغذاء قال إنه في العقود الثلاثة الماضية أصيب الغذاء سواء كان نباتيا أو حيوانيا بالكثير من الأمراض مسببا خسائر اقتصادية هائلة, كما أن الكثير منها ينتقل إلي الإنسان مؤثرا علي حياته مثل جنون البقر واليستيريا. وأشار الي قضية الحيوانات المهربة والتي تم استيرادها من الخارج وأحدثت لغطا كبيرا بين المسئولين عن سلامة الغذاء ومدعي المسئولية مما سبب هلعا وخوفا كبيرين لدي للمواطنين. وتساءل متعجبا لماذا غابت الجامعات والمراكز البحثية المصرية عن المشهد, وهل هذا عن قصد من الدولة أم ماذا؟. وأوضح أن الذي حدث ومازال يحدث خلال الأسابيع السابقة يمثل واحدة من أهم القضايا الحساسة التي تؤثر علي صحة الإنسان نتيجة الإهمال الكبير المتعلق بجودة الغذاء خاصة المستورد منه, فمعظمه عليه الكثير من الاعتراضات العلمية والمعملية من معظم العلماء والباحثين المصريين وكذلك في الدول المتقدمة. وقال إن لجنة الاتحاد الأوروبي أكدت أن اللحوم المهرمنة تشكل خطرا محتملا علي صحة الإنسان حيث إن بقايا الهرمون في لحوم الحيوان يمكن أن تحدث خللا في التوازن الهرموني للإنسان مما يتسبب في مشاكل صحية حتي للمواليد. وأضاف أن من تلك المشكلات ما يتعلق بالبروستاتا والثدي للأنثي والقولون والسرطان والأطفال الذين لم يولدوا بعد يكونون أكثر عرضة لهذه التأثيرات الصحية السلبية. اما مصطفي كمال رئيس مجلس إدارة المركز فيري إنه علي الرغم من القلق العلمي لاستخدام الهرمون في الماشية فقد سمحت الولاياتالمتحدةالأمريكية باستخدامه بعد وضع معايير صارمة في إنتاج الماشية. وأوضح أن الوعي الصحي للمستهلكين والمقاييس والمواصفات في الدول المصدرة للغذاء تمثل ركيزة أساسية لحماية المستهلك لديها أما نحن فمازال الوقت بعيدا للوصول لهذا المستوي. وتساءل لماذا نستورد غذاءنا من الخارج وهل لا يوجد حلول للاكتفاء الذاتي من كل الأغذية الضرورية مؤكدا أن ذلك لن يحدث مادام المسئولون عن سلامة وجودة غذائنا آخر من يعلمون عنها شيئا.