اليوم وقفة عرفات حيث تهوي أفئدة كل المسلمين إلي المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين, واللذين شهدا أكبر توسعات في تاريخ الإسلام وعلي امتداد14 قرنا تضاعف الحرم النبوي7 أضعاف من14 ألف متر مربع إلي104 آلاف متر مربع وزادت مساحة الحرم المكي من256 ألف متر إلي315 ألف متر مربع, وتزامنت مع هذه التوسعات تنفيذ المظلات الإكترونية داخل توسعات الحرم النبوي والتي تفتح وتغلق إلكترونيا. لايعرف الكثيرون من المصريين أن هذه التوسعات التي أمر بها الملك فهد بن عبد العزيز أختار لتصميمها وتنفيذها مهندسا مصريا هو الدكتور مهندس محمد كمال إسماعيل والذي توفي عام2008 قبل أن يتم عامه المائة من عمره, واستغرق تنفيذ التوسعات للحرمين الشريفين والتي بدأت عام1982 مدة13 عاما, هذا المهندس الذي أطلق عليه السعوديون لقب عبقري توسعة الحرمين الشريفين وكرموه بجائزة الملك فهد في العمارة له تاريخ حافل فهو أصغر من حصل علي الثانوية في مصر, وأصغر من دخل مدرسة الهندسة الملكية, وأصغر من سافر أوروبا وحصل علي3 شهادات للدكتوراه في العمارة الإسلامية, وعلي الرغم من أنه تتلمذ علي يد أساتذة من إنجلترا وسويسرا درسوا له في الجامعة فنون العمارة العالمية إلا أنه تأثر بشدة بفن العمارة الإسلامية ليبدع فيه وكتب موسوعة شاملة عن المساجد المصرية. كما كان أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر, وكان أيضا أصغر من حصل علي وشاح النيل ورتبة البكوية من الملك فاروق, ومن أبرز أعماله والتي تعد من التحف المعمارية المصرية مجمع التحرير و دار القضاء العالي ومجمع الجلاء ومسجد صلاح الدين بالمنيل. هذا المهندس العبقري تجاهله أبناء وطنه ومهنته ورحل منذ4 اعوام, ولم ينل من الشهرة مثل نجوم السينما والرياضة, واليوم مع وقفة عرفات نتذكره فإن الذكري تنفع المؤمنين. المزيد من أعمدة عادل إبراهيم