أحلاما سعيدة.. غالبا مانتبادل هذه الأمنية قبل خلودنا للنوم مباشرة, ولكن ماذا إذا لم تتحقق هذه الأمنية وملأت أحلامنا الكوابيس,أقلقت مضاجعنا وإرتجفت أوصالنا وإختنقت أنفاسنا وفقدنا القدرة علي الجري أو الصراخ أو الإستغاثة بمن ينجدنا, وقد بات الإستيقاظ من الكابوس الرهيب مستحيلا, وماهي هذه الكوابيس التي تحيل نومنا الهنيء إلي جحيم؟؟ د. عبد الرحمن محمد العيسوي الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية يؤكد:أن الكابوس من الخبرات الغامضة في حياة الإنسان والتي مازالت تمثل موضوعا خصبا أمام البحث العلمي لمعرفة أسراره وطبيعته وأسباب حدوثه وفوائده أو الوظيفة التي يؤديها في عالم الإنسان النفسي, فلازال العلم يسعي لمعرفة السن التي تكثر فيها هذه الكوابيس والظروف التي تؤدي إليها بغية التنبؤ بحدوثها وتحاشيها, وحماية النائم منها وخاصة الصغار والمراهقين الذين تطاردهم الكوابيس الليلية المزعجة فيستيقظون فزعي مرتعدين من شدة الخوف لدرجة أن بعضهم يتحاشي الذهاب إلي النوم ويفضل البقاء ساهرا ليلا علي المعاناة من عالم الكوابيس,, فقد تتعرض الفتاه لكابوس أنها تتعرض لمحاولات إغتصاب أو إعتداء بالضرب أو مطاردة, فتجري وتصيح وتضرب حتي يصيبها الإنهاك بالفعل ويصيبها الإضطراب عندما تستيقظ, كما أن الأرامل والعذاري والراهبات أكثر إصابة بالكوابيس عن المتزوجات, وتكثر الكوابيس لدي كبار السن, وقد تهاجم الكوابيس الإنسان في أوقات المحن التي يمر بها وأثناء الحروب وفي أوقات الكوارث الطبيعية أو الكوارث المدنية مثل الزلازل والحرائق, ويري بعض العلماء أن الكوابيس قد تنتتج من أسباب جسمية كإمتلاء المعدة بالطعام أو الغازات المتخمرة أو وجود طعام غير مهضوم في المعدة, ممايؤدي إلي إضطراب الجهاز العصبي ومن ثم الكابوس. والكابوس ماهو إلا حلم مخيف ومفزع ومزعج ومؤلم للنائم, حيث يري النائم في منامه أشياء تخيفه وتسبب له الرعب والفزع, وفي أثناء الكابوس تتصلب عضلاته الإنسان وأطرافه ويشعر بالتشنج وبضيق التنفس, مع فقدان القدرة علي الحركة أو إصدار أي صوت فيعجز عن الإستغاثة أوالشجار, وقد يكون الكابوس جزء من نسيج واقعة تعرض لها النائم كالصعود إلي مكان مرتفع والسقوط منه أو الدخول في معركة, أما الأطفال فالكوابيس التي يمرون فيها بخبرات مخيفة يرتعدون من أثرها في عالم اليقظة, كالخوف من الأماكن المظلمة أو المهجورة, والخوف من الأشياء الأسطورية كالشياطين ومصاصي الدماء, وفي الغالب قد يكون هذا الكابوس المزعج تعبيرا عن مايلقاه الطفل من معاملة خاطئة من قبل الوالدين, وقد فسر العلماء الكوابيس بأنها ردود أفعال للضغوط العنيفة والصدمات القوية التي تعرض لها الفرد في حياته ودليل علي وجود صراعات شعورية أو لاشعورية, وتصيب الكوابيس المتكررة الإنسان ببعض الإضطرابات النفسجسمية مثل الصداع النصفي وآلام المعدة والطفح الجلدي, ولأن الكابوس يجثم علي الصدور فقد عرفه العلماء العرب بالجثام, وأطلق عليه البعض الباروكس ز س. ... أن بالإمكان التخفيف من تعرض الإنسان للكوابيس الليلية بإزالة أسباب التوتر والقلق والصراع والشعور بالفشل والحرمان, وتجنب كل عوامل الزجر والتأنيب المستمر التي يتعرض لها, ومن المفيد تحقيق أكبر قدر من الإسترخاء له قبل النوم ومحاولة حل المشاكل التي يتعرض لها قدر المستطاع.. مع الإعتماد علي الله تعالي والتوكل, والرضا, والإيمان, فهو خير عاصم للإنسان, وحتي نجنب أبناؤنا الكوابيس المزعجة مع ضرورة توعية الأمهات والآباء بعدم إثارة الخوف والرعب في أطفالهم, والعمل علي حل مشاكلهم وحمايتهم من مشاعر الغيرة والخوف والفشل والإحباط والعمل علي راحتهم أثناء نومهم, وأخيرا الحرص علي عدم مشاهدتهم لأفلام الرعب أو الكائنات الخرافية بكثرة قبل النوم.