كان احتفال مصر والرئيس محمد مرسي, هذا العام, بذكري السادس من اكتوبر احتفالا غير عادي, بل ورائعا. فلاشك, ابتداء, أن اختيار' استاد القاهرة' كان اختيارا موفقا تماما كمكان للاحتفال لسعته الكبيرة التي مكنت عشرات الآلاف من المواطنبن من المشاركة في الإحتفال, فضلا عن أفراد القوات المسلحة و الشرطة. كانت احتفالا غير عادي بمناسبة بمناسة وطنية عزيزة و غالية علي كل المصريين, جسدت ليس فقط عبورهم قناة السويس كحاجز مائي, وإنما أيضا عبورهم من الإحساس بالهزيمة و المهانة, إلي الإحساس بالنصر والكرامة!. والواقع أن د. مرسي كان موفقا كثيرا عندما لخص أهم نقاط المشابهة بين حرب6 أكتوبر1967, وثورة يناير2011 ليس فقط في أن كلا منهما استهدف استعادة كرامة مصر والمصريين, ولكن لأن كليهما كان نتيجة لتضافروتلاحم الجيش مع الشعب!. أما الجماهير التي احتشدت بالاستاد فبدت بحق ممثلة للشعب كله, ومعبرة بصدق عن مشاعره, وهي تهتف بالشعار الذي أصبح إحدي' أيقونات' الثورة:'الجيش والشعب ايد واحدة'!. ثم كان خطاب د. مرسي خطابا غير عادي أيضا, جسد اختيارا ذكيا لتلك المناسبة ولذلك الحشد, لكي يقدم للشعب' كشف حساب' عما تم انجازه فيما وعد بتحقيقه في خلال المائة يوم الأولي من حكمه, في المجالات الملحة و الصعبة داخليا, أي: الأمن والوقود والنظافة ورغيف الخبز,ثم المرور! وقد عرض النتائج بصراحة, وقدم نسبا للنجاح في كل من تلك الميادين. وإذا كان من الصعب تقدير الأسس الموضوعية التي بنيت عليها تلك النسب, إلا أنه يظل سلوكا' ديموقراطيا', من أول رئيس منتخب ديموقراطيا! أما الأمر الذي يدعو للتساؤل في خطاب د.مرسي, فهو تجنبه الإشارة الي الرئيس السادات, قائد معركة أكتوبر! وهو ما يذكرنا بالتساؤل الأصلي حول أداء د.مرسي منذ يومه الأول, وهو: هل سيتصرف كإبن للأخوان المسلمين, أم كرئيس لكل المصريين؟ ويبدو أن د. مرسي اختار أن يتصرف فعليا كرئيس لكل المصريين, ولكنه يحرص في عباراته و تصرفاته'الرمزية' علي أن يذكرنا بإنتمائه' الإخواني', وهو أمر لا تكون له دائما- بالقطع- نتائج إيجابية, علي الأقل لدي' بعض' المصريين! المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب